الاتحاد الماروني العالمي

مكتب الإعلام

واشنطن في 11 تشرين الثاني 2009

 

التسوية لانتاج الحكومة الجديدة هي عكس نتائج الانتخابات النيابية

 

أصدر رئيس الإتحاد الماروني العالمي الشيخ سامي الخوري البيان التالي:

بعد مضي نحو خمسة أشهر على عرقلة تأليف الحكومة اللبنانية أنتجت التسوية الإقليمية حكومة عاكست بشكل صريح نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة، وبدا واضحاً أن محاولات البعض النفاذ من شعار المشاركة إلى تطبيق مبدأ المثالثة في الحكم هي التي تفرض بقوة السلاح في لبنان اليوم.

إننا نحذر من عمليات القضاء على مؤسسات الدولة الدستورية الواحدة تلو الأخرى إنطلاقاً من مخطط خطير يستهدف الكيان اللبناني برمته ويقضي على فرادة لبنان ودوره الطليعي في الشرق والعالم.

وتبدو الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى حسم مسألة مرجعية الدولة اللبنانية والجيش اللبناني في اتخاذ قرار السلم والحرب في لبنان، ونؤكد أن السلطات اللبنانية وحدها الكفيلة بتقدير الظروف التي تكفل الدفاع عن لبنان بالطرق الدبلوماسية وحتى العسكرية، وعندها سيقف المجتمع الدولي بكامله إلى جانب تأكيد السيادة اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية حيث لا تعود هذه الساحة مستباحة لحسابات خاطئة قد تجرّ على الوطن المزيد من الويلات لا سيّما وأنه يواصل سعيه نحو تأكيد استقلاله وقراره الحر.

ولا بدّ لنا في هذا المجال من الحرص على الزخم الدولي في دعم سيادة لبنان وعدم ضياعه في ظل علاقات البعض التي ترهن لبنان بسياسات لا تخدم أبداً المصلحة الوطنية القومية، ولا بدّ من التأكيد على دعم جهود الحكومة في كيفية دفع الأطراف كافة على الالتزام بموجبات القرارات الدولية وتنفيذها ولا سيما 1559،1680، و1701.

إننا نستغرب بشدة كل الحملات التي جرت لمحاولة عرقلة قيام الحكومة من قبل الطرف الوحيد الذي أصبح يجاهر علناً بعدائه لهوية لبنان وللطبيعة الكيانية التي قام عليها هذا الوطن لجهة كونه هذا البلد الفريد والمتميز في منطقة الشرق الأوسط، إن سرّ قيام لبنان هو أنه يختلف ويتمايز عن غيره من البلدان في المنطقة، وها هي اليوم هذه الفئة اللبنانية تريد أن تستتبع هذا البلد تحت رعاية خارجية ذي أبعاد دينية بحتة.

إن المطلوب اليوم توحيد جهود الاكثرية في سبيل عدم السماح بتعطيل عمل المؤسسات بحجة هذه الشراكة المزيفة التي حصلت من خلال تشكيل الحكومة لأن الطرف الخاسر في الإنتخابات هو الفريق الذي لا يؤمن بالوطن ولا بالشراكة فيه ولا معه، بل هو يعمل بما لا يقبل الشك على جعل لبنان ساحة حرب لنزاعات الآخرين، واستخدام قضيته مدخلاً لمعالجة مشكلات المنطقة وبقاء حدود الوطن مستباحة أمام تدخلات ومصالح الغرباء.

ونختم بالقول: كما في كل الأوقات المصيرية التي تمرّ بها الأوطان فإن التاريخ سيسجل على اللبنانيين أنهم كانوا الأداة الفعلية في وضع وطنهم على مشرحة التسويات الإقليمية والدولية ما لم تتوحد أهدافهم في العمل على إنقاذ لبنان من كل المخططات التي تحاك ضدّه ومن أي جهة كانت.