الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

مجلس الشيوخ

سيدني، نيويورك، بيروت

نيويورك، في 16 تشرين الثاني 2005

بيان: حزب الله يبني دولته ويسعى إلى التقسيم من خلال رفضه القرار الدولي 1559

 

صدر عن السيد جوزيف بعيني رئيس مجلس الشيوخ في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم البيان التالي:

إن التعنّت الذي يبديه حزب الله في موضوع تنفيذ القرار الدولي 1559 إنما يصب في خانة سعيه إلى التقسيم واستفراده بجزء من لبنان يديره وحده وعلى الطريقة الإيرانية، ويبدو ذلك في الأمور التالية:

أولا: إن حزب الله يرفض بشكل مبدئي فكرة تخليه عن السلاح وتسليم الدولة موضوع الدفاع عن الوطن لكي يسهم في هذا الموضوع بشكل متساوي كل أبناء الوطن، وهو يريد، إما أن يبقى وحده من يحمل السلاح ويفرض ما يشاء على الساحة وإلا هدد باستعماله، وأما إذا لم يقدر على ذلك، فهو جاهز للاستقلال بالأجزاء التي يسيطر عليها من الوطن بالقوة.

 

ثانيا: إن سياسة الخدمات التي يقوم بها حزب الله في المناطق التي يسيطر عليها ليست ناتجة عن حسن نية إنما عن سابق تخطيط لكي يقنع المواطن بأنه قادر على الحلول محل الدولة في هذه المجالات الحيوية.

 

ثالثا: إن بنية الحزب العسكرية والاستخبراتية، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها وهي الجنوب والضاحية وجزء من البقاع، هي بنية مستقلة عن أجهزة الدولة وتعمل بشكل منفرد وبدون الحاجة للتنسيق مع هذه الأجهزة، وإذا ما كان هناك نوعا من التنسيق فهو يتم باتجاه واحد، إي أن المعلومات تذهب إلى جهاز الحزب وليس العكس، وأهم دليل هو عدم تعاون جهاز هذا الحزب قطعا مع أجهزة الدولة في موضوع التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه والتي يعرف عنها جهاز الحزب الكثير.

 

رابعا: إن التمويل الخاص بالحزب، إن من ميزانية دولة إيران أو سوريا أو من الجبايات التي يقوم بها في لبنان ودول الاغتراب، أو المشاريع والصفقات التي تنفذها كوادره لصالح الحزب، لا تجبى منها أية ضريبة للدولة اللبنانية ولا يعرف عن تفاصيلها أي من أجهزة هذه الدولة.

 

خامسا: إن السياسة التعليمية والتوجيهية في المناطق والمدارس التابعة للحزب تعتبر مستقلة، والنظرة الفئوية التي يربي الأجيال عليها، وثقافة الحقد والتمييز التي يتبعها، وما اخترعه مؤخرا من لجان "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، هي إحدى أهم ركائز دولته العتيدة.

 

سادسا: إن المساعدات والمعاشات التي تدفعها الدولة اللبنانية لعناصر هذا الحزب وعائلات القتلى والخارجين من السجون وكلهم من فئة واحدة، وسياسة إعفاء أبناء مناطق بكاملها من دفع ما يترتب عليهم من فواتير الكهرباء والماء وغيرها من الضرائب تحت حجة المقاومة، تجعل بقية المواطنين يشعرون بالغبن وبالتمييز وتجعل من الدولة رزق سائب و"الرزق السائب يعلم الناس الحرام".

 

ثامنا: إن اعتبار هذا الحزب نفسه بتحالف مع سوريا وإيران يخرجه عن اجماع اللبنانيين والثوابت الوطنية المتمثلة بالحفاظ على الاستقلال والسيادة والتخلي عن المشاريع التي فرضت الهيمنة والمآسي عليهم طيلة ثلاثين سنة.

 

وعليه فإن اللبنانيين حكومة وشعبا يجب أن يتنبهوا إلى هذه الأمور ويأخذوا بالاعتبار الأخطار التي يحاول هذا الحزب أن يجرهم إليها وإن تصرّفاته ورفضه للقرارات الدولية لا تصب إلا في خانة التقسيم.