المجلس العالمي لثورة الأرز

الأمانة العامة – واشنطن

 

بيان

 

زيارة الحريري إلى طهران قد يكون لها مفاعيل سلبية كبرى على الاقتصاد اللبناني

 

بمناسبة قيام رئيس وزراء لبنان سعد الحريري بزيارة إلى طهران في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، يهم المجلس العالمي لثورة الأرز التنبيه إلى الأمور التالية:

 

إن قيام الرئيس الحريري بزيارة طهران اليوم، والذي يعتبره البعض ردا لزيارة الرئيس أحمدي نجاد للبنان الشهر الماضي، هو بالنسية للبنانيين خطوة غير موزونة، لأن زيارة الرئيس نجاد لم تكن كما شيّع بأنها زيارة عادية بين دولتين صديقتين إنما مخرجا للرئيس نجاد في أزمته مع المجتمع الدولي. وهو لما زار لبنان لم يتصرف باللياقة المطلوبة، فلم يكن استقباله في مطار بيروت كاستقبال رئيس دولة زائر بقدر ما كان رحلة داخلية لرئيس النظام الإيراني لتفقد موقع تابع لدولته، فلم يكن رئيس البلاد في الاستقبال ولا أنشد نشيد لبنان الوطني ولم يستعرض الرئيسان حرس الشرف كما يجري أثناء الزيارات الرسمية بين بلدين مستقلين وذلك كإشارة لعدم اعتراف الرئيس الإيراني بسيادة الدولة اللبنانية على المطار ولا على المناطق الني زارها منفردا. من هنا كان على الرئيس الحريري الذي قبل بالأمر الواقع في حينه أن يعتبر الزيارة كلها أمرا واقعا مفروضا على لبنان بمنطق القوة، ولذا فهو غير مجبر على رد الزيارة.

 

إذا كان هناك من يعتبر بأن الرئيس الحريري يسعى للخروج من مأزق داخلي مع حزب الله وتهديداته فهذه الزيارة ليست بالمخرج أبدا ولكنها امتثالا للشروط الإيرانية والضغوط التي تمارس عليه من قبل حزب الله، ذراع إيران في لبنان. فالنظام الإيراني، الذي تفرض عليه شتى الضغوط من قبل الأمم المتحدة والعالم الحر، بحاجة لهكذا مخرج أكثر بكثير من حاجة لبنان لمثله. ومن هنا تعتبر كافة التصرفات التي جرت مؤخرا، خاصة زيارة أردوغان إلى لبنان وهذه الزيارة إلى طهران ناهيك عن التنازلات المتتابعة لسوريا، قصر نظر بالمفهوم السياسي يمكن أن يكلف لبنان خسارة الدعم الدولي لقضاياه في المستقبل.

 

إن المجتمع الدولي في مواجهاته مع نظام نجاد في إيران يسعى لعدم تطور الأمور في المنطقة نحو الأسواء ولذا قام بالحصار الاقتصادي لإفهام حكام طهران بعدم جدوى التعنت، ولم يعد لحكام طهران من حليف سوى الأسد وأردوغان وشافيز، فحتى البرازيل تخلت عن تغطية نجاد، وكان من الأفضل للرئيس الحريري الذي لم يتلق بعد إية إشارة إيجابية من "محور الممانعة" عدم التسرع بدعم هذا النظام، ما قد يكلفه عدم ثقة القوى العالمية به وهو الذي يحكم صوريا بسبب تدخل هذا المحور في شؤون بلده الداخلية.

 

إن التذاكي المعهود لبعض تجار السياسة في لبنان والذين ضغطوا لتحقيق هذه الزيارة يدفع دوما نحو التسرع باتخاذ القرارات، وكأن قيادة البلاد هي صفقة تجارية يمكن أن تربح أو تخسر فيها لتعود مع بضاعة جديدة إلى سوق المنافسة. وهو ما يجعل قادة العالم الحر يقفون حائرين أمام تجار السياسة هؤلاء الذين ينامون على أمر ثم يغيرونه صباح اليوم التالي.

 

 

إن رائحة الصفقات التجارية تفوح من نوعية الحاشية المرافقة للوفد اللبناني في زيارته لطهران ومن هنا التخوف على مستقبل علاقات لبنان مع المجتمع الدولي، ونحن في المجلس العالمي لثورة الأرز قلقين على مستقبل الحركة الاقتصادية في لبنان في حال إبرام بعض الاتفاقيات والمعاهدات لتخفيف مفاعيل الحصار الاقتصادي حول إيران، ما سيؤول حتما إلى وضع لبنان في خانة الدول المتعاونة مع إيران، وسيؤدي بالطبع إلى منع التعامل مع شركات لبنانية وبنوك وغيرها من المؤسسات الاقتصادية، وقد يؤثر سلبا على الانتشار اللبناني وتحويلاته لدعم اقتصاد البلاد، ولذا على الرئيس الحريري أن يأخذ بالحسبان أن الخوف من السلاح الإيراني هو أحد حدي السيف وأن الحد الآخر قد يكون أشد إيلاما على لبنان وأهله.   

 

30 تشرين الثاني/10