الإتحاد الماروني العالمي
الأمانة العامة/مكتب الإعلام - واشنطن

بيان


تعليقا على زيارة رئيس الوزراء التركي الأخيرة للبنان أصدرت الأمانة العامة للاتحاد الماروني العالمي البيان التالي:

إن الاتحاد الماروني العالمي لا نعتبر أن هذه الزيارة حصلت من أجل مصلحة لبنان عموما والمجتمع المدني خصوصا. إن زعيم حزب العدالة والتنمية في تركيا ليس صديقاُ للبنان ولكنه حليف لأعداء لبنان. وبإمكان هذا الحزب خداع الكثيرين في الغرب وفي لبنان ولكنه لا يمكنه خداعنا على الإطلاق.

 

إن حكومة حزب العدالة والتنمية قد وقعت على معاهدة تحالف استراتيجي مع النظام السوري الذي إحتل لبنان ولا يزال يسجن ويعتقل المئات من المعتقلين اللبنانيين في سجونه ولا يزال يخضعهم للتعذيب، كما أن حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان يقف إلى جانب النظام الخميني الإيراني في أزمته النووية الأكثر خطورة ، وهو وقف أيضاً مع نظام محمود أحمدي نجاد الظالم في قمعه للحركة الخضراء في ايران.

 

إننا نأسف للرؤية السياسية القصيرة المدى للحكومة اللبنانية التي سمحت بحصول هذه الزيارة وبإعطاء رئيس الوزراء التركي منبراً للعودة بتركيا إلى الحقبة العثمانية التي خضع لها لبنان من خلال تفقد المنطقة التاريخية في عكار. إن خطة حزب العدالة والتنمية هي إعادة تأسيس الامبراطورية العثمانية ، تلك الأمبراطورية التي نصبت العداء للبنان طوال عقود طويلة وقامت بإعدام الشعب اللبناني خلال الحرب العالمية الأولى. ولا بأس من التذكير هنا من أن نظام حزب العدالة والتنمية يقوم بالتدخل في الشؤون اللبنانية من خلال ما ظهر لنا من معلومات دقيقة تكشف عن وجود تعاون وثيق بين النظام في تركيا والمخابرات السورية ومع حزب الله.


إن اللبنانيين في بلدان الإغتراب هم أصدقاء للشعب العلماني في تركيا وللمؤسسات في هذه الدولة ولكنهم يرفضون سلوك حزب العدالة والتنمية الإسلامي المتشدّد والسياسات الجهادية المغلفة بما يعرف بالتقية السياسية. إن رجب طيب أردوغان ومحمود أحمدي نجاد هما وجهان لعملة واحدة. وكلاهما يريدان توسيع نفوذهما في لبنان. فيبدو واضحاً أن نجاد يريد استخدام ورقة الطائفة الشيعية واردوغان يريد استخدام ورقة الطائفة السنية، ولكنهما على حد سواء جزء من المحور الإقليمي ذاته، وهما يدعمان حزب الله وحماس والارهابيين في المنطقة.


إننا ننبه الرأي العام اللبناني ونحذره بألا يسقط في هذه اللعبة المخادعة التي تحاول إقناع الناس بأن نظام اردوغان سيحمي السنة في مواجهة الشيعة الذين يدعمهم أحمدي نجاد، إن ما يجري في الواقع هو لعبة مكشوفة يديرها النظامان في تركيا وإيران، فهذين النظامين هما في سلة واحدة وينسقان فيما بينهما لإدراة هذه اللعبة.

كما أننا في الوقت ذاته ننبه المسيحيين في لبنان من عدم الوقوع في فخ الاعتقاد بأن أردوغان هو طرف محايد وهو يريد مساعدة لبنان. ونذكرهم بأن حكومة حزب العدالة والتنمية تنفذ سياسات تعارض منظمة حلف شمال الأطلسي، وهي تدعم الجهاديين وتدعي أنها تحظى بدعم من الولايات المتحدة، في حين أنها لا تحظى أبداً بمثل هذا الدعم وهذا النظام يسلك سياسة كسب الوقت فقط. ونحن نحث السياسيين المسيحيين على عدم التسرع في التوجه إلى أنقرة وإسطنبول من أجل الحصول على إمتيازات إقتصادية من حزب العدالة والتنمية كما فعلوا ويفعلون مع دمشق وطهران.

نحن نقف الى جانب اخوتنا وأخواتنا من الطائفة الأرمنية في سعيهم لإنتزاع إعتراف حزب العدالة والتنمية بالإبادة الجماعية للأرمن. ونطلب من حكومة أردوغان العمل على حل مشاكلها الخاصة داخل الجمهورية قبل أن تلعب دور إعطاء دول المنطقة دروساً في السياسة، ولذلك نقول لهذا النظام التركي إنه يتوجب عليك أولاً معالجة المشكلة الكردية. والانسحاب من الجزء الذي يسيطر عليه ويحتله في قبرص منذ زمن. وبالتالي أيضاً العمل على وقف مضايقة شرائح المجتمع التركي العلماني.


إن وقت لعبة حزب العدالة والتنمية في المنطقة اقترب من نهايته. فالكونغرس الأميركي الجديد ، والبرلمان الأوروبي الحالي يعرفان ما هي الأجندة الحقيقية لحزب العدالة والتنمية الاسلامي. والإغتراب اللبناني يعرف جيداً ما يريده أردوغان وهو يطالبه بأن يكف يده عن التدخل في الشؤون اللبنانية.

 

30 تشرين االثاني/10