هل يخسر
بوش لبنان أيضاً؟
وول ستريت
جورنال"
9/11/2006
سيعرف
الرئيس بوش اذا كان
الجمهوريون
سيخسرون
السيطرة على
مجلس النواب او مجلس
الشيوخ او
الاثنين معاً.
لكن ما اهمية
الانتخابات
النصفية في
وقت ادارته
على وشك خسارة
بلد بكامله؟
هذا
البلد هو
لبنان. قبل
عشرين شهراً،
عندما أُرغمت
القوات السورية
في ما عُرف بـ"ثورة
الارز" على
الخروج من
لبنان بعد 29
عاماً من
الاحتلال،
كانت هذه
الدولة
المشرقية
نموذجاً عن
صعود عقيدة
بوش. قال وليد جنبلاط
لكاتب العمود
الخاص ديفيد اغناطيوس
في شباط 2005 "من الغريب
بالنسبة اليّ
ان اقول
هذا، لكن
عملية
التغيير بدأت
بسبب الاجتياج
الاميركي
للعراق. كنت
ساخراً في
موضوع العراق.
لكن عندما
رأيت الشعب
العراقي
يصوّت قبل ثلاثة
اسابيع،
ثمانية مليون
عراقي، كانت
هذه بداية
عالم عربي
جديد".
سرّعوا
المشهد
لتصلوا الى
الحاضر ثم شاهدوا
"ثورة الارز"
بالمقلوب. صدر
بيان لافت عن
البيت الابيض
الاربعاء
الماضي حذّر
فيه من ان
هناك "ادلة
متزايدة على ان
الحكومتين
السورية والايرانية
و"حزب الله" وحلفاءهم
اللبنانيين
يعدّون العدة لاطاحة
حكومة لبنان
المنتخبة ديموقراطياً".
وتشمل تلك الادلة
تهديدات
بتصفية
شخصيات بارزة
مناهضة
لسوريا اغتيل
نحو 12 منها
العام الفائت.
كما وعد امين
عام "حزب الله"،
حسن نصرالله،
بتنظيم
تظاهرات
حاشدة اذا
لم تكن
مطالبته بانشاء
حكومة "وحدة
وطنية" – يحصل
فيها هو
وحلفاؤه على
مقاعد كافية
لتعطيل القرارات
– قد وجدت
طريقها الى
التنفيذ
بحلول نهاية
هذا الاسبوع.
ربما
يهيئ هذا
الساحة لحرب اهلية اخرى
اذا كان
لدى
اللبنانيين
شهية لها. فقد
روّج معارضو نصرالله،
بمن فيهم الميليشياوي
المسيحي
السيّئ
السمعة سمير
جعجع، بأنه اذا اصر
"حزب الله" على
تنظيم
تظاهراته،
فسوف ينظّمون
تظاهرات مضادة
حاشدة وربما
يقطعون
الطرقات في
اتجاه بيروت.
ماذا
سيفعل نصرالله
عندئذ؟ "سوف
يدفع جنود
الآخرين الى
التدخل
لافتعال حادث"
بحسب تكهنات
المعلّق
اللبناني
وليد فارس من "مؤسسة
الدفاع عن الديموقراطيات".
ويتابع "سوف
ينظّم تظاهرة
حاشدة امام
مكتب [رئيس
الوزراء فؤاد]
السنيورة
ويطالب
باستقالته. سيصف
نفسه
بالمعارضة. اكثر ما قد
يبتغيه هو
رؤية وسائل الاعلام
تبث سقوط
الحكومة
الحليفة لبوش".
هذا أحد
السيناريوهات،
رغم ان الامور قد
لا تصل الى
هذا الحد. يفضّل
نصرالله
استقلالية
قصوى داخل
البلاد على
المسؤولية الفعلية
عنها. بدلا من
ذلك على الارجح
ان
الفئات
السياسية
اللبنانية
ستتفق على
تسوية من
شأنها ان
تضحي على الاقل
بواحد من الاهداف
الثلاثة
الأحب الى "ثورة
الأرز". الاول
هو نزع سلاح "حزب
الله" بحسب ما
هو منصوص عنه
في اتفاق
الطائف
الموقع عام 1989
وفي قراري الامم
المتحدة 1559 و1701. لكن
القرار الاخير
الذي هو جزء
من اتفاق لوقف
اطلاق
النار عملت كوندوليزا
رايس من
أجل التوصل اليه
الصيف
الفائت، يحمي "حزب
الله" من اسرائيل
أكثر مما يحمي
اسرائيل
من "حزب الله".
والثاني
هو نجاح
التحقيق الذي
تقوده الامم
المتحدة في
اغتيال رئيس
الوزراء
اللبناني السابق
رفيق الحريري
في التوصل الى
نتيجة. يقال ان
التحقيق الذي
يقوده المدعي
العام
البلجيكي المتكتم
سيرج برامرتس
سينتهي في
غضون أسابيع،
وتتوقع مصادر ديبلوماسية
اميركية
مطلعة ان يتهم
شخصيات رفيعة
المستوى في
النظام السوري
من بينها
أقارب للرئيس
بشار الاسد.
لكن يجب أن
يُستتبَع
الاتهام
بمحاكمة في
لبنان يعمل الاسد
جاهدا على
منعها. من هنا
اختبار القوة
الذي يقوم به
"حزب الله": اذا نجح نصرالله
وحلفاؤه في
الحصول على
ثلث المقاعد
الوزارية يستطيعون
منع حصول
محاكمة في
قضية الحريري.
أخيرا،
كان يفترض بـ"ثورة
الارز" ان تضع حدا
لتدخل سوريا في
لبنان. لكن
هذا لن يحصل اذا سمحت
الحكومة
اللبنانية،
في نهاية
المشاورات
السياسية هذا الاسبوع،
للرئيس لحود
الذي كان ولا
يزال دمية في
يد سوريا،
بالبقاء في
منصبه حتى ولو
سارت البلاد نحو
انتخابات
مبكرة. وما
يمنع حصوله ايضا هو
استمرار الاسد
في اثبات
أهميته لنصرالله
من خلال
اضطلاعه بدور
مزوده الاساسي
بالاسلحة.
في هذا
كله، أفاد "حزب
الله" من ضعف
معارضيه في
الداخل. أظهرت
"ثورة الارز"
ان القوى
المناهضة
لسوريا في
لبنان تشكل
غالبية في
البلاد. لكن
هذه القوى
معاندة وغير
واثقة من
نفسها، وقد
تمكن نصرالله
من خفض الدعم
الذي تحظى به
من خلال عقد
اتفاق مع
القائد
الماروني
الانتهازي ميشال عون. وكانت
حملة اسرائيل
العسكرية غير
المتكافئة
الصيف الفائت
هدية أخرى لنصرالله،
فكل ما هو دون
هزيمته
الكاملة في
الحرب كان لا
بد له من ان
يعزز موقعه
سياسيا. ثم
هناك التقرير
المرتقب لـ"فريق
الدراسة حول
العراق" برئاسة
وزير
الخارجية الاسبق
جايمس بيكر الذي
تسري شائعات
بأنه يحض ادارة
بوش على
التعاطي من
جديد مع دمشق
في المجال الديبلوماسي.
في الأيام الاخيرة،
يتحدث الاسد
كثيرا عن
استعداده
لتوقيع سلام
مع اسرائيل،
وهي اشارة
بأنه قد يكون
مستعدا
للتعاون على هذه
الجبهة وربما
في العراق شرط
ان تطلق الادارة الاميركية
يده في لبنان.
العبارة
التي تصف
نصيحة بايكر
هي "خيانة" وهي
مستمدة في شكل
كامل من ديبلوماسيته
السابقة في
الشرق الاوسط.
يعتبر فارس ان البديل
هو ان
تعقد رايس
مؤتمرا
للمنظمات غير
الحكومية
اللبنانية في
واشنطن من أجل
تشجيعها على اطلاق ما
يسميه "ثورة الارز
الثانية". والجدير
بالذكر ايضا
هو وجود
معارضة لـ"حزب
الله" داخل
الطائفة
الشيعية: قال
مفتي صور
الشيعي السيد
علي الامين
في مقابلة مع
صحيفة "النهار"
البيروتية
"الطائفة
الشيعية لم
تعط أحدا
تفويضا ليعلن
الحرب باسمها".
مع اقتراب فصل
الشتاء
وانتشار
أنباء بأن "حزب
الله" يخفض
الى حد كبير
أموال اعادة
الاعمار
التي يمنحها
للشيعة الذين
أصبحوا بدون
منازل، ثمة
فرصة لافقاد
نصرالله صدقيته
وفصل منظمته
عن قاعدتها
الدينية.
يتطلب انقاذ
لبنان تركيزا
وجلدا وخيالا
واسعا، وهي
صفات تفتقر اليها حتى
الآن وزارة
الخارجية بادارة
رايس. ربما
اذا خسر
رئيسها
الغالبية في
الكونغرس، قد
يتردد كثيرا
قبل ان
يترك ما تبقى
من ارثه يضيع
معها.
"وول
ستريت جورنال"
ترجمة
نسرين ناضر