نص تقرير براميرتس الى مجلس الامن حول التحقيق باغتيال الشهيد رفيق الحريري

احداث سياسية احاطت بالقرار 1559 لعبت دورا في انتاج دوافع الجريمة

 تموز 12/7/2007

 

طلب مجلس الأمن من لجنة التحقيق الدولية المستقلة إعداد تقرير تقدمه إلى المجلس، يتضمن التعاون من قبل السلطات السورية.

يوجز هذا التقرير التقدم الحاصل في مجالات مختلفة عن التحقيقات المتعلقة باغتيال رفيق الحريري و17 حالة اخري، فوضت اللجنة تقديم مساعدة تقنية بشأنها إلى السلطات اللبنانية، بما في ذلك اغتيال النائب وليد عيدو في حزيران ـــ يونيو .2007

 

منذ آخر تقرير قدمته إلى مجلس الأمن في 15 آذار (مارس) 2007، اضافة إلى متابعتها الحثيثة هذه التحقيقات، أكملت اللجنة مراجعة شاملة لكل المعلومات والتحليلات والمكتشفات، في حوزتها، حول التحقيقات السابقة والحالية. إن هذه المهمة ذات الشأن، التي انهمك فيها كل فريق التحقيق، قد توصلت إلى نتائج إيجابية عدة سيجري إيجازها في هذا التقرير. ومن بين جهود مختلفة، فإن هذا المسعى قد أتاح للجنة صقل خططها العملانية لفترة التقرير المقبلة، مستخدمة مصادرها المحدودة على أحسن وجه ممكن.

 

خلال فترة التقرير هذه، تابعت اللجنة عموماً تسلم ردود فعل إيجابية حيال طلبات المساعدة للبنان، الجمهورية العربية السورية وبلدان اخرى. ويبقى أمراً أساسياً، التعاون المتوافر لعمل اللجنة من قبل جميع الدول، إضافة إلى دعوات النخبة الموجهة إلى كل الدول للاستجابة على نحو وشيك في ردودها لطلبات اللجنة للمساعدة.

تلحظ اللجنة باهتمام تدهور الأجواء الأمنية والسياسية في لبنان منذ التقرير الأخير للجنة، وعلى الرغم من إقدام اللجنة، وهي تتعاون عن كثب مع السلطات اللبنانية، على تطبيق إجراءات معقولة لحماية أعضائها ومقرها، فإن التدهور في الأجواء السياسية والأمنية من شأنه، على الأرجح، أن يسفر عن مؤثرات سلبية على نشاطات اللجنة في الأشهر المقبلة.

 

في ضوء إنشاء محكمة خاصة للبنان من قبل مجلس الأمن بناء على القرار 1757 في العام 2007، قامت اللجنة بخطوات عدة لتسهيل عملية التسليم إلى المحكمة الخاصة للبنان في وقت تشرع فيه هذه الأخيرة القيام بمهامها.

 

اولاً: مقدمة

1 ـــ يرفع هذا التقرير إلى مجلس الأمن بناء على القرارات: 1559 (2005)، 1663 (2005)، 1644 (2005)، و1784 (2007)، التي طلب المجلس من خلالها لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة، تقديم تقرير كل أربعة أشهر إلى المجلس حول التقدم في تحقيقاتها، وأيضاً حول التعاون الدولي بما فيه التعاون من قبل السلطات السورية.

 

2 ـــ ويوفر هذا التقرير، الثامن من نوعه، تحديثاً للمعلومات الواردة في التقارير السابقة المقدمة إلى مجلس الأمن. ويلحظ هذا التقرير التقدم في العمل منذ التقرير الأخير المرفوع في 15 آذار ـــ مارس .2007

 

3 ـــ وفقاً لما ورد في تقارير سابقة تبقى اللجنة متنبهة بالتحديد لالتزامها المتعلق بحماية سرية التحقيقات لضمان نزاهة العملية القانونية ولحماية أولئك الذين قدموا معلومات ومساعدات للجنة. ان هذا الإجراء يطبق بالاتفاق الكامل مع السلطات القضائية اللبنانية.

 

4 ـــ منذ آخر تقرير للجنة، تدهورت الأحوال الأمنية في لبنان على نحو ذريع، كما يظهر بالمعركة الطويلة بين الجيش اللبناني والمقاتلين في شمال البلاد، واغتيال النائب وليد عيدو وسبعة آخرين في 13 حزيران ـــ يونيو 2007، والهجوم على قوات اليونيفيل في جنوب لبنان في 27 حزيران ـــ يونيو 2007 حيث قتل ستة أفراد من قوات حفظ السلام. ويلحظ التقرير كذلك، تفجيرات أساسية أخرى حصلت في البلد.

ان هذا التدهور في البيئة الأمنية، يأتي مجتمعاً، ليزيد من حدة التوتر السياسي في لبنان والمنطقة. ان اللجنة، بتعاون وثيق مع قوات الأمن اللبنانية، وجهات اخرى تابعة للأمم المتحدة تستمر في إيلاء أهمية خاصة لهذه التطورات وتسعى إلى الحد من الآثار التي قد تتعرض لها عمليات التحقيق وفريق اللجنة.

 

5 ـــ تستمر اللجنة في الحفاظ على التعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية حول كل المسائل المتعلقة بعملها. ان الردود التي حصلت عليها اللجنة من دول اخرى، بما فيها سوريا، تبقى مرضية بشكل عام. ان تعاون اللجنة مع سائر الدول، بما فيها لبنان وسوريا، يبقى عاملاً مهماً في قدرة اللجنة على القيام بما كلفت به.

 

6 ـــ تلحظ اللجنة القرار الدولي 1757 (2007) في 20 ايار/ مايو 2007، الذي يدعو الى انشاء محكمة خاصة بلبنان. وتتطلع اللجنة الى التعاون الوثيق مع هذه المحكمة الخصة خلال فترة انتقالية يجري فيها نقل عمل اللجنة الى مكتب المدعي العام لهذه المحكمة. وكانت اللجنة قد اتخذت خطوات عدة لضمان انتقال هادئ في الوقت الملائم في المستقبل القريب.

 

7 ـــ في هذا السياق، فان الفترة المتعلقة بهذا التقرير قد تميزت بتجربة مهمة تمثلت في الدمج بين سائر المعلومات في حوزة اللجنة، والمكتشفات، والتوصيات في جميع التحقيقات التي تجريها. ان هذه التجربة المعقدة قد اسفرت عن تقارير شاملة وسرية تناهز في حجمها الى 2500 صفحة، بما فيها 2000 صفحة متعلق بالتحقيقات الجارية حول اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و22 آخرين في شباط (فبراير) .2005 واللجنة مستعدة لتسليم هذه التقارير الى المدعي العام المنوط بهه امر المحكمة الخاصة، والى لبنان ايضاً في الوقت المناسب.

 

8 ـــ اضافة الى ذلك، حققت اللجنة، خلال فترة هذا التقرير، تقدماً في مجالات مختلفة حول اغتيال الحريري. وبناء على طلبات من مجلس الامن، استمرت اللجنة ايضاً في تقديم مساعدة تقنية الى السلطات اللبنانية حول التحقيقات الجارية في 17 قضية اخرى بما فيها اغتيال وليد عيدو ومحاولة التقصي عن اي صلات ممكنة بين هذه القضايا واغتيال الحريري. في المحصلة، اجرت اللجنة 84 مقابلة خلال فترة إعداد هذا التقرير تغطي سائر التحقيقات الجارية.

 

ثانيا: دمج المكتشفات والتقدم في التحقيقات

9 ـــ منذ تقريرها الأخير إلى مجلس الأمن فإن احدى المهام الأساسية للجنة تمثلت في عملية دمج داخلية للمعلومات في حوزتها، من أجل التوصل إلى وضع مخزون للتقدم الحاصل في كل مجالات التحقيق، ولوضع الأولويات بالنسبة إلى الخطوات الاستقصائية المقبلة. وبالتوازن، تابعت اللجنة تحقيقاتها حول قضية الحريري واستمرت في توفير المساعدة للسلطات اللبنانية في ما يتعلق بـ17 قضية اخرى، بما فيها اغتيال وليد عيدو.

 

أ ـــ دمج المكتشفات والتحليلات والتوصيات

 

10 ـــ ان الدمج بين المكتشفات والتحليلات والتوصيات قد بدأ العمل به في آذار ـــ مارس 2007 ويتكون من مراجعة شاملة لكميات ضخمة من المعلومات التي تمتلكها اللجنة وتتعلق بسائر مناحي التحقيق. وقد استكملت هذه العملية في حزيران ـــ يونيو 2007 ونتج عنها عدد من التقارير المفصلة التحليلية وهي تغطي أوجهاً عدة من التحقيق وتبلغ محتوياتها ما يناهز الـ2400 صفحة.

 

11 ـــ وبغية إنجاز الهدف المشترك لعملية الدمج هذه، فإن الخطة والمنهجية المتبعتين لكل من مشروعات التحقيق، قد تراوحت وفقاً للعنوان الذي تجري معالجته. كل من هذه التقارير يمثل مراجعة نقدية لكل المكتشفات الواقعية التي تمتلكها اللجنة بما فيها تلك العائدة إلى التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية.

وحيث بدا ملائماً، فإن هذه التقارير تقدم وتقوم الافتراضات السابقة والحالية لتحقيقات اللجنة. كما توفر هذه التقارير تقويماً مفصلاً للنتائج التي توصلت إليها اللجنة حتى اليوم، إضافة إلى الثغرات في معلومات اللجنة والطريقة التي تتم مقاربتها بها، ووضع توصيات بالزولويات حول الخطوات المقبلة التي ينبغي القيام بها في كل من مشاريع التحقيق هذه.

 

12 ـــ إن هذه العملية المستغرقة للوقت قد أسفرت عن نتائج إيجابية عدّة، أولاها تمكّن اللجنة من تقويم كل المعلومات والتحليلات التي حصلت عليها منذ بدء التحقيقات على نحو شامل ودقيق، إضافة إلى التقدم الحاصل حتى اليوم. ثانيتها: لقد أتاحت هذه التجربة، من خلال ما توافر للجنة من تحديث لمختلف مجريات التحقيق، وضع أولويات فاعلة في ما يتعلق باستخدام الموارد المحدودة خلال الأشهر المقبلة، كما ساعدت تجربة الدمج هذه في تحديد معالم هامة وأشخاص ذوي فائدة مشتركة في مجالات مختلفة من التحقيقات.

 

13 ـــ أخيراً، وعلى خلفية قرار مجلس الأمن 1757 (2007) المتعلق بإنشاء محكمة خاصة بلبنان، فإنّ التقارير المدمجة التي سيصار إلى تحديثها لتشمل مكتشفات وتحليلات جديدة، من شأنها أن توفر منطلقاً مفيداً في عملية الانتقال من اللجنة إلى المحكمة.

 

14 ـــ بالتوازي مع هذا الجهد، قامت اللجنة بوضع جردة كاملة بمعلوماتها خلال فترة التقرير المقبلة. تكشف هذه الجردة منذ أن انشئت في العام 2005، ان اللجنة قد جمعت أكثر من 9200 وثيقة تتعلق بأفراد ليرتفع عدد الصفحات إلى أكثر من 120 ألفاً من المعلومات المتعلقة بالتحقيقات، ويتضمن هذا 1200 شهادة، 1800 ملاحظة للقيمين على التحقيقات، وأكثر من 2600 من الوثائق الأخرى، بما فيها تقارير تحليلية داخلية متعدّدة، ووثائق أخرى جرى تسلمها استجابة لطلبات المساعدة التي ارسلت إلى لبنان وسوريا ودول أخرى.

 

15 ـــ وفقاً لتقارير سابقة، ومن أجل زيادة الفاعلية وتسهيل التحقيقات، أوجدت اللجنة وأنجزت نظاماً لإدارة المعلومات يضمن حفظ ما تمتلكه اللجنة من معلومات معتبرة، على نحو متماسك، وبشكل يسهل استخدامه، إضافة إلى ذلك، يوفر هذا النظام للمستخدمين أدوات قوية للبحث والتحليل. وقد جرى تطوير هذا النظام بناء على أفضل الاستخدامات المتاحة في المحاكم الدولية، ومن المرتقب أن يكون ذا فائدة استثنائية للمحكمة الخاصة بلبنان، إن هذه مهمة جديرة بالاعتبار، ووفقاً للموارد الحالية، فإن اللجنة تتوقع الاستمرار باستخدامها في ما يتخطى التفويض الحالي للجنة.

 

ب ـــ التحقيق في اغتيال الحريري

 

16 ـــ خلال فترة التقرير هذه، داومت اللجنة على تكريس معظم مواردها لقضية اغتيال الحريري، إن عملية الدمج بين المكتشفات الضخمة التي توصلت إليها اللجنة والتحليلات التي أجريت عليها، في هذه القضية بالتحديد، تشكل مراجعة واسعة للعمل الذي أنجز حتى اليوم في مختلف مجالات التحقيق، بما فيها الكميات الضخمة للتحليلات القضائية أو المتعلقة بالاتصالات المستخدمة في دعم التحقيقات. وقد أسفر هذا الجهد عن 2000 صفحة من التقارير المدمجة تغطي سائر المجالات العائدة إلى اغتيال الحريري.

 

17 ـــ واستمرت اللجنة كذلك في متابعة الخطوات الاستقصائية بفاعلية خلال فترة إعداد هذا التقرير، ومنذ التقرير الأخير للجنة، أجريت 32 مقابلة تتعلق بقضية اغتيال الحريري، بما فيها مقابلات مطوّلة ذات أهمية بالغة، في لبنان وسوريا وبلدان أخرى.

 

1 ـــ مسرح الجريمة وموضوعات متعلقة بها

 

18 ـــ أقدمت اللجنة، بشكل منهجي، على دمج المعلومات والمكتشفات المتعلقة بالأوجه القضائية للتحقيقات في اغتيال الحريري، وتشتمل هذه المكتشفات على سلسلة من التقارير التحليلية المفصلة أنجزتها اللجنة والسلطات اللبنانية، بالتعاون مع خبراء دوليين حول التفجير ومعالم قضائية أخرى للتحقيقات التي أجريت في مسرح الجريمة.

ان هذه التقارير التحليلية قد جرى جمعها بناء على 58 اختباراً قضائياً قامت بها اللجنة وخبراء أجانب حول قضية الحريري، جرى الانتهاء من معظمها. وفي المحصلة، نتج عن هذه العملية أكثر من عشرة آلاف صفحة حول التحقيق المتعلق بمسرح الجريمة.

 

19 ـــ ان النتائج والتحليلات العائدة إلى مختلف الاختبارات والتقارير ذات الصلة بالأوجه القضائية للتحقيق باغتيال الحريري، قد جرى تلخيصها وتقويمها بشكل نقدي في تقرير مدمج واحد. ويسلط التقرير الأضواء على بعض الأسئلة المتبقية التي لا يزال التحقيق جارياً بشأنها.

 

أ ـــ جهاز مرتجل للتفجير

 

20 ـــ بالنسبة إلى قضية الجهاز المرتجل للتفجير المستخدم في الهجوم، أقدمت اللجنة على تعزيز مكتشفاتها حول نوع وكمية المتفجرات المستخدمة، نوع جهازا لاطلاق المستخدم والحاوية التي استخدمت في نقل المتفجرة. ومنذ إنشاء لجنة التحقيق جرى اختبار فرضيات عدة حول هذه النقاط باللجوء إلى تحليل المكشفات التي عثر عليها في مسرح الجريمة، إضافة إلى اختبارات واقعية للمواد المتفجرة، والنتائج المستقاة من البحوث التي اجريت على بقع الدم، وتحليل الوثائق والمعادن والطلاء، والبصمات والحمض النووي، وتحليل الجروح والدمار الذي لحق بالمباني المجاورة، و14 اختباراً تفجيرياً أو محاكاة رقمية غير حقيقية للانفجار، اجريت بطلب من اللجنة. كما قامت اللجنة بمراجعة النتائج المتأتية عن التحليلات الزلزالية لاختبار الفرضيات المتعلقة بعدد الانفجارات، وتوقيتها، وطبيعة الصوت الصادر عنها.

 

21 ـــ وفي ما يتعلق بنوع المتفجرات المستخدمة في الهجوم، جمعت اللجنة معاً النتائج المستحصل عليها من نماذج أُخذت من مسرح الجريمة والتحليلات الكيميائية وتؤكد هذه المتفجرة المستخدة هي مزيج من (RDX) و(PDTN) و(TNT)، ان التحليلات التي وحدت بينها اللجنة حول الفوهة التي احدثها الانفجار مقارنة بالنتائج المستقاة من الاختبارات التفجيرية اضافة إلى معالم أخرى من التحقيقات، تؤكد النتائج السابقة للجنة بأن انفجاراً واحداً مرده إلى عبوة وضعت فوق الأرض تزن قرابة الـ 1800 كيلوغرام من المواد المتفجرة أطلقت عند الساعة (05:55:12). ثمة جهود جارية لتحديد المصدر الدقيق للمتفجرات، والتحقق من صلات قضائية محتملة مع قضايا أخرى، وستجري متابعة هذا الأمر كأولويات خلال فترة التقرير المقبلة.

 

22 ـــ ان المعلومات في حوزة اللجنة حول نوع جهاز الاطلاق تشتمل على فرضيات محتملة عدة، وذلك من خلال اختبار الأجزاء الالكترونية العائدة إلى مسرح الجريمة، والتحقيق في وضع الأجهزة الالكترونية المعطلة المستخدمة في موكب الحريري. ان هذه التحليلات، ووجود عدد من أشلاء شخص ذكر غير محدد الهوية في مسرح الجريمة، تؤكد النتائج التي كانت اللجنة توصلت إليها في السابق، بأن جهاز التفجير المرتجل قد جرى اطلاقه بواسطة انتحاري. وجرى استبعاد نظرية التفجير من الجو.

 

23 ـــ وقد عززت اللجنة أيضاً كل معلوماتها ومكتشفاتها المتعلقة بالحاوية التي نقلت المتفجرة. وقد راجعت اللجنة الاختبارات التي أجرتها حول المكتشفات المتعلقة بمسرح الجريمة اضافة إلى النتائج المستقاة من تحليل خصائص كرة النار التي سببها الانفجار، والتأثيرات الحرارية للانفجار على المحيط، وتحليل خصائص الحفرة التي سببها الانفجار مقارنة مع النتائج العائدة إلى اختبارات التفجير وخط المقذوفات المتعلقة بأجزاء السيارة وقد عززت هذه المكتشفات النتائج السابقة للجنة بأن المتفجرة قد أطلقت من فان الميتسوبيشي.

 

ب ـــ التحقيقات حول شاحنة )الميتسوبيشي

 

24 ـــ خلال الفترة الاخيرة التي يشملها التقرير، حصل تقدم في خيط التحقيق حول فان )الميتسوبيشي كانتر( الذي استخدم على الارجح لحمل المتفجرات. ان منشأ الفان وسجلها الأخير تم التثبت منهما بما يرضي اللجنة. وفقا لتحقيقات اجريت من قبل اللجنة ومن قبل السلطات اللبنانية، غادر الفان مصنعا للميتسوبيشي في اليابان في شباط 2002 وافادت تقارير انه سرق في مدينة كاناغاوا في اليابان في تشرين الاول .2004 وتم شحن الفان بعدها الى الامارات العربية المتحدة ونقل الى صالة عرض قريبة من طرابلس في شمال لبنان في كانون الاول 2004 حيث تم بيعه. وحصلت اللجنة اخيرا على معلومات حول بيع الفان اي افراد يمكن ان يكونوا متورطين في التحضير النهائي للفان من اجل الاعتداء على رفيق الحريري. هذا الخيط من التحقيق تمت متابعته بالأولوية.

 

ج ـــ هوية المفجر الانتحاري المزعوم

 

25 ـــ بالنسبة الى هوية المفجر الانتحاري، جمعت اللجنة وراجعت النتائج من بين عدد كبير من تحاليل انتظام الاسنان والنظائر وتواتر جزيئات الجينات والمعاينات التحقيقية، المتواصلة والمكتملة. على قاعدة النتائج الاولية، ان ادلة اللجنة تبقي على أن المفجر الانتحاري كان ذكرا عمره بين 20 و25 عاما على الارجح، وان شعره كان قصيرا وداكناً، وانه نشأ في منطقة اكثر جفافا من لبنان، وانه لم يقض فترة شبابه في لبنان، وانه عاش هناك من شهرين الى ثلاثة اشهر قبل موته، ما يتطابق مع الادلة في مجالات اخرى من تحقيقات اللجنة. وتوصل خبراء اللجنة ايضا الى الاستنتاج الاولي بان هذا الفرد عاش في بيئة مدنية في السنوات العشر الاولى من حياته، وفي بيئة ريفية خلال السنوات العشر الاخيرة من حياته.

 

26 ـــ ان المعاينات متواصلة لتحديد المنشأ الجغرافي للذكر مجهول الهوية والذي يعتقد انه المفجر الانتحاري. كما جاء في تقرير اللجنة السابق، جمعت اللجنة ما مجموعه 112 عينة من التربة والماء من 28 موقعا في سوريا ولبنان لغايات تتعلق بالمقارنة. وجمع العديد من العينات الاضافية من 26 موقعا في دول اخرى خلال المرحلة هذه من التقرير. على قاعدة النتائج الاولية، كان باستطاعة اللجنة التثبت من عدد محدود من الدول التي يمكن ان يكون الفجر الانتحاري نشأ فيها.

 

27 ـــ ان الجنة قادرة على تأكيد الاستنتاجات السابقة بان احمد ابو عدس، الفرد الذي ظهر في الفيديو لإدعاء مسؤوليته، ليس المفجر الانتحاري.

 

د ـــ مسائل أخرى في الطب الشرعي

 

28 ـــ كجزء من جهود الاندماج، تقوم اللجنة بعملية إنشاء قاعدة معلومات للحمض الريبي النووي والبصمات لتكون قادرة على تخزين واستخدام 256 صورة جانبية للحمض الريبي النووي و66 صورة جانبية للـ)ميتوكوندريا( في الحمض الريبي النووي، و195 بصمة أصابع وبصمتي يد انقذت من مسرح الجريمة ومن مواد مضبوطة ذات صلة خاصة بالتحقيقات. هذه الامور تمت مقارنتها مع قواعد المعلومات الموجودة التي اقامتها عدة وكالات امنية وطنية ودولية.

 

29 ـــ خلال الفترة هذه التي يشملها التقرير، انشأت اللجنة بيانا مفصلا بكل المستندات الفيزيائية والبيولوجية التي جمّعتها خلال مسار تحقيقاتها. هذه العملية بدأت مع انشاء قاعدة معلومات محددة ومع اجراءات عملانية قياسية واقامة مختبر يعمل بكد. نحو 2200 مستند، تمثل نحو نصف مستندات الطب الشرعي التي توضع من قبل اللجنة حالياً، أدخلت حتى الآن في قاعدة المعلومات. في القدرة الحالية، ان عملية استهلاك الوقت في ادخال هذه المستندات في قاعدة المعلومات يجب ان تستكمل مع نهاية المرحلة المقبلة من التقرير.

 

30 ـــ بالاضافة الى ذلك، جمعت اللجنة نتائج معايناتها البيولوجية كل، بما في ذلك النتائج المفصلة من تحديد هوية كل الضحايا في اعتداء 14 شباط .2005 في الاجمال، تم اجراء اكثر من 300 معاينة بيولوجية في تحقيق الحريري، وتم جمع نتائج كل من هذه (المعاينات)، بما في ذلك الصور الجانبية للحمض النووي الريبي، وسجلات انتظام الأسنان والصور الفوتوغرافية، في تقرير متماسك.

 

31 ـــ وصممت اللجنة ايضا قاعدة معلومات لتخزين رسوم افراد موصوفين من قبل شهود عيان خلال مسار التحقيقات. وضعت بالاجمال اللمسات الاخيرة على 24 رسماً حتى الان من قبل فناني رسوم تخطيطة، وادخلت في قاعدة المعلومات هذه التي تمثل اداة خاصة ذات فائدة للمقابلات وللمقارنة بين الأوصاف الجسدية لأفراد من خلال المجالات المختلفة من التحقيق ومن خلال الحالات.

 

32 ـــ ثلاثة مشاريع رقمية للتصوير استكملت من قبل خبراء خارجيين لمساعدة المحققين في ان يكون لديهم صورة واضحة للمدينة ومسرح الجريمة، والطريق التي سلكها الموكب وتحركات رفيق الحريري خلال يومه الاخير، بما في ذلك النشاط المشبوه للاتصالات المزعومة لفريق التفجير فيما كان الموكب يسير في على طول الطريق. وهناك مشروع رابع في طور الانشاء، سيتيح لمستخدميه )السير عبر( مسرح الجريمة. يمكن لهذه المساعدات التصويرية ان يكون لها اسخدام خاص لتقديم بعض الحقائق في اطار محكمة مستقبلية محتملة.

 

33 ـــ من خلال دمج الادلة المتعلقة بمسرح الجريمة، تم حل عدد من المسائل الاخرى بما يرضي اللجنة. تتضمن هذه الامور، بين مسائل أخرى، الظروف وراء إختيار طريق الموكب من البرلمان الى مقر اقامة الحريري والاجهزة الالكترونية للتعطيل التي استخدمت من قبل مرافقين الأمن لرفيق الحريري وقائة الاشخصا الذين كانوا يعلمون بتحرك الموكب وتشكيل موكب رفيق الحريري في يوم الاغتيال.

 

34 ـــ بالاضافة الى ذلك، توصلت اللجنة الى فهم مرض للإطار الذي أحاط بعربات محددة كانت موجودة في مسرح الجريمة او قربه. ان وجود اعمال طرق مشبوهة في جوار مسرح الجريمة قبل الاعتداء، والمزاعم عن تدخل في مسرح الجريمة بعد الاعتداء تم ايضا توضيحها بما يرضي اللجنة.

 

35 ـــ ويبقى عدد من المجالات الأخرى المتعلقة بمسرح الجريمة خاضعاً للتحقيق النشط، بما في ذلك مراجعة هويات كل الناس الذين كانوا في مسرح الجريمة ساعة وقوع الجريمة ومباشرة بعدها، ومراجعة المقابلات معهم، وضع اللمسات الاخيرة في هذه المسألة.

 

36 ـــ من الجدير بالذّكر أنّه قد تم تحرير موقع الجريمة واعيد فتح الطريق حيث جرى الاعتداء، امام سير المركبات خلال الفترة التي يشمها التقرير.

 

2 ـــ الأفراد المتورطون في ارتكاب الجريمة

 

أ ـــ أحمد أبو عدس

 

37 ـــ أكملت اللجنة مراجعة شاملة للمعلومات والنتائج المتعلقة بأحمد أبو عدس، الفرد الذي ظهر في الشريط الفيديو المدعي مسؤولية الهجوم على رفيق الحريري. وقد تم الحصول على هذه المعلومات مما يزيد عن 70 مقابلة ومراجعة تفصيلية لكافة الوثائق ذات الصلّة. وقد تمت أيضاً مراجعة عدد من العناصر، بما فيها جميع الأغراض المصادرة من منزل عائلة أبي عدس، من قبل اللجنة، بهدف تقدير مدى صلتها بالتحقيق. كما تم مراجعة معلومات مستخلصة من عناصر ومجموعات أخرى ذات صلة، ودمجها في اختبارات التدعيم هذه، بما في ذلك عشر أجهزة كمبيوتر وأقراص صلبة، وبطاقات الذاكرة وأقراص مدمجة كثيرة، وأقراص ليّنة، فضلاً عن أجهزة هاتف نقالة وبطاقات سيم (SIM).

 

38 ـــ سمحت عملية الدمج هذه للجنة بالتوصل الى فهم أكثر شمولاً لخلفية احمد ابو عدس ولمحة عن حياته، بما في ذلك شخصيته، وعائلته وشركائه وتاريخه الوظيفي وآرائه السياسية والدينية. كما سمح ذلك بتقديم لمحة شاملة في فهم اللجنة الحالي لاختفاء أبو عدس من بيته ونشاطات أقربائه وأصدقائه في الأشهر التي سبقت مباشرة وتلت اختفاءه. كما تمت مراجعة كافة معلومات اللجنة المتعلقة بتحضير واقتناء وتسليم شريط الفيديو.

 

39 ـــ وكما تم الاشارة سابقاً، يمكن للجنة أن تستنج ان أحمد أبو عدس ليس المفجّر الانتحاري الذي قام بالهجوم على رفيق الحريري. تتابع اللجنة التحقيق في افتراضين ممكنين: (1) أن أحمد أبو عدس أرغم أو خُدِعَ في تسجيل تبني اغتيال رفيق الحريري المسجل المصوّر، ثم انه قُتِلَ على ما يفترض. (2) أن أحمد أبو عدس سجّل شريط الفيديو بإرادته مع أفراد ينتمون الى مجموعة متطرّفة أوسع، التي يمكن ان تكون قد تجمعت للقيام بتصوير عملية التبني، واقتناء فان الميتسوبيشي وتحميله بالمتفجرات. وقد يكونون شاركوا في تحديد متفجّر انتحاري وساعدوا في نقله والقنبلة الى موقع الجريمة. في هذا الشأن، تثبتت اللجنة من أن بعض شركاء أحمد أبو عدس كان لهم علاقة بشبكات متورطة في نشاطات متطرّفة في لبنان وأمكنة أخرى في السنوات الأخيرة.

 

40 ـــ فضلاً عن ذلك، ساعد جهد الدمج في تحديد الثغرات في معلومات اللجنة والى في التحقق من بعض فرضياتها الناجحة المتعلقة بأحمد أبو عدس. وتتعلق تلك الفرضيات بشكل خاص بما حصل له في فترة ما بين اختفائه من منزله بتاريخ 16 كانون الثاني (يناير) 2005 واغتيال رفيق حريري وما بعد. وتقوم اللجنة بصقل فهمها لدافع تحضير شريط الفيديو والأشخاص المعنيين بانتاجه وايصاله، ولعلاقة أبي عدس وصلته بغير الأفراد أو المجموعات المحددة. وقد تم تحديد الأولويات الأساسية والخطوات التالية للمساعدة في توضيح هذه الأمور وتكوين فهم أوضح لهوية وأدوار بعض الأشخاص المهمة الذين قد يكون لهم دافع وقدرة على القيام بالاعتداء.

 

ب ـــ تحليل الاتصالات

 

41 ـــ وحّدت اللجنة ما لديها من سجل اتصالات ومعطيات عن اتصالات وتحليلات متعلقة بمراحل معينة من الزمن، وبمؤسسات وأفراد لهم صلة بتحقيق الحريري. منذ انشائها، حصلت اللجنة على سجلات أكثر من 5 مليارات اتصال هاتفي ونصوص رسائل تم ارسالها عبر الهاتف المحمول في لبنان، فضلاً عن معطيات اتصالات من عدد من البلدان الأخرى. كما حصلت اللجنة على عدد كبير من سجلات اتصالات مفصلة لمشتركين. منذ العام 2005، اصدرت اللجنة ما يزيد عن 300 طلب للدعم للحصول على مساعدة في تحليلها للاتصالات المتعلقة بتحقيق الحريري.

 

42 ـــ يقدم تحليل اللجنة للاتصالات معلومات قيمة للتحقيق من خلال اقامته صلة بين أفراد وتحليل تصرف ونشاط عدد من الأشخاص المهمين بالنسبة الى التحقيقات، وبتحليل أنماط الاتصالات لأرقام وأوقات وأماكن محددة. وهذا يشكل ايضا مورداً قيّماً في التحضير لمقابلة الشهود. ونظراً لقيمتها بالنسبة الى التحقيق ومطابقة تحليل الاتصالات، لجأت اللجنة أخيراً الى خبرات من الخارج لاستثمار معطياتها المتعلقة بالاتصالات والتحليلات. كما اقتنت اللجنة أخيراً أجهزة وبرامج جديدة ستسمح لها بإجراء أبحاث حول معطيات أكثر شمولاً.

 

43 ـــ بالاستناد الى ممارسة توحيد المعلومات أكدت اللجنة وتقدّمت في خلاصاتها السابقة أن أفراداً يستعملون ستة بطاقات (سيم) لأجهزة خلوي عملوا بطريقة منسقة لمراقبة رفيق الحريري في الأسابيع التي سبقت اغتياله. ويبين تحليل مفصّل لاستعمال هذه البطاقات يوم الاغتيال ان هؤلاء لعبوا دوراً أساسياً في التخطيط للاعتداء نفسه وتنفيذه، كما تبين تنقلاتهم ونمط اتصالاتهم. وقد بيّنت اللجنة أصل البطاقات الهاتفية وهي في طور انهاء فهمها لظروف بيع البطاقات وعدد من الأجهزة الهاتفية للأفراد الذين استعملوها في مراقبة رفيق الحريري. تم اجراء عدد من المقابلات خلال الفترة التي يشملها التقرير للتقدم في سير التحقيق.

 

44 ـــ قامت اللجنة أيضاً بتحليل شامل لسجل حركة الاتصالات المتعلق بأحمد أبو عدس، بما في ذلك تحليل الاتصالات في منزله ومكان عمله والخطوط التي يملكها شركاؤه المزعومون، وقد كشف ذلك معلومات مهمّة متعلقة بالظروف المحيطة باختفائه من منزله، وتؤكد استنتاجات اللجنة أن بعض الأشخاص من شركائه كان لهم علاقة بشبكات متورطة بنشاطات متطرفة في لبنان وأماكن اخرى في السنوات الأخيرة. في المجموع، تم وضع 18 تقريراً عن الاتصالات حول موضوع أحمد أبو عدس.

 

45 ـــ تم أيضاً القيام بخطوات لمعرفة المزيد عن الأفراد الذين قاموا بإجراء الاتصالات بوسائل الإعلام بشأن شريط فيديو تبني المسؤولية لأحمد أبو عدس. وتتابع اللجنة محاولة تحديد المتصلين وإثبات إن كان هناك أي صلة بين المتصلين والأفراد أو المجموعات التي تهمّ التحقيق.

 

46 ـــ كانت اللجنة تركز ايضا على اقامة صلات افقية وعمودية بين افراد مرتبطين بمسرح الجريمة واولئك الذين يمكن ان يكونوا متورطين في ارتكاب الاعتداء او قد تكون لديهم معرفة مسبقة بالاعتداء من خلال تحاليل الاتصالات الهاتفية. وتم تحديد هوية أرقام هاتفية عدة والتدقيق بها كنتيجة لهذا الخيط من التحقيق.

 

3 . الدوافع والأشخاص ذوو المصالح

 

47 ـــ ان قسماً كبيراً من مصادر اللجنة تم تكريسها لتحليل العوامل التي رسمت على ما يبدو الدافع لاغتيال رفيق الحريري. ان تدعيم فهم اللجنة تحت هذا العنوان يعتبر بمثابة تحليل مهم للنشاطات السياسية وغيرها لرفيق الحريري. ويتضمن ذلك ايضا مراجعة منهجية للبيئة السياسية والامنية في لبنان وحوله في السنوات التي سبقت الاعتداء، بما انها يمكن ان تتصل بالدافع لارتكاب الجريمة.

 

48 ـــ توصلت اللجنة الى فهم مرض للاحداث المحيطة بفضيحة بنك المدينة، بما انها متصلة بالتحقيقات. ان اللجنة قادرة على استنتاج ان مسألة بنك )المدينة( لم تكن دافعا اساسيا للاغتيال. لكن ما تملكه اللجنة حول قضية بنك )المدينة( اتاح لها التوصل الي فهم اكثر وضوحا للعلاقات المالية القائمة بين إفراد عدة عبر بنك المدينة في الفترة التي يتم التدقيق بها.

 

49 ـــ كما اشارت في تقريرها السابق الى المجلس، قامت اللجنة بتضييق تحقيقاتها في الدوافع المحتملة لاولئك المتصلين بالنشاطات السياسية لرفيق الحريري والعلاقات الشخصية بين رفيق الحريري والقادة السياسيين والمسؤولين في لبنان وسوريا وفي دول اخرى خلال هذه الفترة. لقد عززت اللجنة معلوماتها وادلتها في عدد من المجالات المتعلقة بالبيئة السياسية للبنان، مع تركيز على الفترة 2004 ـــ .2005 والجدير بالذكر انه على الرغم من ان الامر استخدم بشكل أساسي في قضية الحريري، الا انه كان مفيدا ايضا في التحقيقات حول الاعتداءات الأخرى التي استهدفت افراداً محددين.

 

50 ـــ لقد عززت اللجنة مفهومها لإطار تبني مجلس الامن القرار 1559 (2004). ودمجت اللجنة ايضا ادلتها في جوانب ذات صلة حول الدور المحتمل الذي لعبه رفيق الحريري وقادة سياسيون لبنانيون ودوليون بارزون في تبني القرار فضلآ عن فهم هذه الأدوار من قبل بعض الاطراف الخارجية. وفيما تحتاج بعض الاحداث التي احاطت بتبني القرار 1559، الى تحقيق اضافي، تعمل اللجنة على فرضية هي أنه على ما يبدو أن هذه الاحداث لعبت دوراً مهماً في رسم البيئة التي نشأت فيها الدوافع لإغتيال رفيق الحريري.

 

51 ـــ لقد ركزت اللجنة ايضا على تسلسل الاحداث التي أدت الى التصويت من أجل تغيير الدستور اللبناني لتمديد ولاية الرئيس اميل لحود، وصلتها بالتحقيق. وتوصلت اللجنة الى فهم مرض حول الدور الشامل لللاعبين السياسيين المتعددين وموقفهم خلال هذه الفترة، والتأثير الذي يمكن أن يحدثه ذلك في الدفاع لشن الإعتداء.

 

52 ـــ وقد تناولت اللجنة، بتركيز شديد، عملية مراجعة المعلومات لديها حول القانون الانتخابي الجديد الذي نوقش خلال الفترة قيد التجربة وتأثيره على المكونات السياسية المختلفة التي كانت تتنافس في الانتخابات النيابية في العام 2005 بما فيها تلك العائدة إلى رفيق الحريري. كما اهتمت اللجنة بالملاحظات المتعلقة بالنتائج المحتملة لمختلف الأفرقاء في لبنان، وفي أمكنة أخرى، إضافة إلى الأسس التي تقوم عليها هذه الملاحظات وعلاقتها بالتحقيق.

 

53 ـــ وعلى الرغم من تركيز اللجنة على هذه المجموعة من التساؤلات حيال الحوافز الكامنة وراء اغتيال رفيق الحريري، استمرت أيضاً في ابتكار فرضيات بديلة. من بينها: احتمال استهداف الحريري، على سبيل المثال، من قبل جماعات متطرفة لأنه كان يعتبر في لبنان وفي العالم العربي وجهاً قيادياً في طائفته، على نطاق واسع. ولا يستثنى من ذلك، حوافز مردها إلى تداخل عوامل سياسية ومذهبية، ان عدداً من هذه الأسباب المتعلقة بهذه الفرضية لا تزال قيد التحقيق.

 

54 ـــ جمعت اللجنة ولخصت مكتشفاتها المتعلقة بإقامة مؤسسات أمنية واستخبارية محددة ذات صلة بالتحقيق وكانت موجودة في لبنان خلال الفترة التي سبقت اغتيال الحريري، وتحديداً في العام 2004 ومطلع العام 2005 ورغبة في دفع هذا الخط من التحقيق، عملت اللجنة على زيادة فهمها لبنى الأمر الواقع ولمثيلاتها الشرعية لمختلف المنظمات التي قد يفيد التحقيق منها.

 

55 ـــ بعد مراجعة تفصيلية لكل معلوماتها ومكتشفاتها، وسّعت اللجنة فهمها للمحيط التي انبثقت فيه الحوافز التي أدت إلى اغتيال رفيق الحريري. وبناء على هذا الفهم، وبدعم من عدد من المكتشفات في مجالات اخرى من التحقيق، حددت اللجنة عدداً من الأشخاص ذوي مصالح معينة، قد يكونوا متورطين في بعض أوجه التحضير للجريمة وتنفيذها، أو كان لديهم مسبقاً علم بأن خطة كهذه كانت قيد الاعداد. وقد جمعت اللجنة معلوماتها ومكتشفاتها وأوصت باتخاذ خطوات مقبلة تتعلق بالتورط المحتمل لهؤلاء الأشخاص في اغتيال رفيق الحريري. ان هذا الخط من التحقيق، ستجري متابعته، كأولوية، في فترة التقرير المقبلة.

 

4 ـــ مسائل أخرى تتعلق بالتحقيق

 

56 ـــ تستمر اللجنة في تقويم التقارير المتعلقة بتهديدات محددة عدة، وانذارات وتطمينات كانت نقلت إلى رفيق الحريري من خلال وسطاء مختلفين في الأشهر الأخيرة التي سبقت اغتياله. ان الاستنتاج الأولى للجنة يبقى ان التوتر قد ازداد في الأشهر التي سبقت اغتيال الحريري إلى الحد الذي يفيد بأن قضايا محددة تتعلق بالأمن الشخصي لرفيق الحريري قد جرت مناقشتها، على مستويات عليا، في لبنان وبلدان أخرى. كما تستمر اللجنة في مراجعة تقارير تفيد بأن أشخاصاً محددين كانوا يحاولون التوسط لاحلال التقارب من أجل تهدئة هذه التوترات عبر إيجاد قنوات بديلة من التواصل. ويبقى هذا الأمر خطاً مفتوحاً للتحقيق ستتابعه اللجنة في فترة التقرير المقبلة.

 

57 ـــ توصلت اللجنة إلى فهم مرض لنشاطات رفيق الحريري في الأيام التي سبقت اغتياله، إضافة إلى ذلك أقامت اللجنة قائمة شاملة بالاجتماعات الهامة التي عقدها رفيق الحريري خلال أشهر عدة قبل عملية الاغتيال. كما نظرت اللجنة في أحداث تتعلق باستقالته في تشرين الأول / اكتوبر .2004 وتستمر اللجنة في استكمال التفاصيل المتعلقة ببعض هذه اللقاءات والأحداث والتحقق منهما.

 

5 ـــ حماية الشهود

 

58 ـــ ان متطلبات ضمان امن الشهود بطريقة تحفظ سلامة الدليل، تبقى اولوية لدى اللجنة، خصوصا خلال الانتقال الى المحكمة الخاصة بلبنان. وعلى الرغم من ثقة اللجنة بأنه يمكنها تأمين استجابة عملانية ومناسبة في الوقت المطلوب لوضع كهذا اذا اقتضت الحاجة، فإن اللجنة مدركة أن مراجعة وتشكيل وتوسيع هذه الترتيبات، تحتاج الى تدبيرها في المستقبل القريب.

 

ج ـــ المساعدة التقنية في حالات اخرى

 

59 ـــ دمجت اللجنة معلوماتها ونتائج بحثها وتوصياتها في كل واحدة من الحالات الاخرى وراجعت ملفات القضايا لدى السلطات اللبنانية. في الاجمال راجعت اللجنة اكثر من 400 صفحة من التقارير المدمجة التي انتجتها حول هذه القضايا الاخرى والنتائج الاولية والنهائية من 25 اختبار طب شرعي قامت به اللجنة وعبر خبراء خارجيين. ان عملية دمج النتائج في 17 قضية تمت بتركيز خاص على تحديد الروابط المحتملة بين القضايا تلك وقضية الحريري، بالتوازي مع كل من تفويض اللجنة والاتفاق حول تأسيس المحكمة الخاصة بلبنان استنادا الى قرار مجلس الامن 1757 (2007).

 

60 ـــ خلال الفترة التي يشملها التقرير هذا، ووفق تفويضها من قبل مجلس الامن، واصلت اللجنة تقديم المساعدة التقنية الى السلطات اللبنانية في تحقيقاتها حول القضايا الـ17 الاخرى، بما في ذلك اغتيال عضو البرلمان وليد عيدو و7 آخرين في 13 حزيران (يونيو) 2007 في وسط بيروت. بالاجمال، تم اجراء 25 مقابلة في 9 هجمات بالقنابل و27 مقابلة في الهجمات المستهدفة خلال الفترة التي يشملها التقرير.

 

1 ـــ تسع هجمات بالقنابل

 

61 ـــ دمجت اللجنة المعلومات المتسلمة من السلطات اللبنانية وتحقيقاتها الخاصة في الهجمات التسع بالقنابل التي لا يبدو ان اشخاصا معينين استهدفوا بها، بما في ذلك تفجير 13 شباط (فبراير) 2007 في عين علق. استنادا الى هذا الدمج، حددت اللجنة الخطوات الواجبة التي ستأخذها ازاء هذه التحقيقات.

62 ـــ بالنسبة لتفجير عين علق، وجدت اللجنة، التي عملت بالاشتراك مع السلطات اللبنانية، انه في كل واحدة من الحافلتين المستهدفتين، استقل الحافلة رجل، ووضع عبوة اسفل احد المقاعد وترجل من الحافلة قبل ان يحدث الانفجار.

 

63 ـــ تحقق تقدم خلال الفترة التي يشملها التقرير، من خلال المقابلات التي اجرتها اللجنة والسلطات اللبنانية، في مجال تحديد المرتكبين. وقد اعتقلت السلطات اللبنانية عددا من الافراد على صلة بتفجير عين علق. واعترف احد هؤلاء الاشخاص بأنه وضع قنبلة في احدى الحافلتين. ووفق تصريحات اخذت من هؤلاء الاشخاص، فإن المرتكبين قد يكونوا مرتبطين بمجموعات متطرفة ناشطة حاليا في لبنان.

 

64 ـــ اشار تقرير اولي للطب الشرعي ان انفجارا واحدا حدث في كل حافلة حيث ان في كل مرة ثبتت عبوة ناسفة في الجانب الشمالي من كل حافلة، وبين الصفين الرابع والسابع. ويؤكد التقرير ان العبوة الناسفة في حافلة الميتسوبيشي تحتوي 1.5 كيلوغرام من المتفجرات ممزوجة مع نحو 0.5 و1 كيلوغرام من كرات الفولاذ وان المواد المستخدمة في الحافلتين شديدة الانفجار ومشابهة لمادة تي ان تي. وهذه الاكتشافات تمت مطابقتها مع المعلوات التي أدلى بها عدد من الشهود والمشتبهين في تصريحاتهم.

 

65 ـــ تم جمع اكثر من 120 مستندا فضلا عن نماذج الحمض النووي الريبي، من موقع جريمة عين علق والفحوص الشرعية متواصلة على هذه المستندات والنماذج. كما جمعت اللجنة اشرطة كاميرات تسجيل يمكن ان تكون على صلة، وسوف تتم مراجعتها في فترة التقرير المقبلة.

 

66 ـــ في هذه المرحلة، لم تتم مطابقة خيوط جنائية بين تفجيرات عين علق واي قضية اخرى جار التحقيق فيها. لكن الأدلة والتصريحات التي جمعتها اللجنة والسلطات اللبنانية تشير الى ان اختيار تاريخ ومناسبة الذكرى الثانية لاغتيال رفيف الحريري، يمكن ان تربط بدوافع للهجوم. ان اللجنة تتابع التحقيق بهذه المعلومات وخيوط اخرى على صلة وروابط محتملة بين قضية عين علق وقضايا اخرى تقع ضمن بتفويض اللجنة.

 

67 ـــ قامت اللجنة بمراجعة مشابهة لمعلومات ونتائج تسلمتها من السلطات اللبنانية متعلقة بـ8 اعتداءات بالمتفجرات عشوائية، طلب منها تقديم المساعدة فيها للسلطات اللبنانية. ان هدف المراجعة هذه ذات جانبين: اعطاء قيمة بناءة للتحقيق الذي اجرته السلطات البنانية بكل قضية ولتحديد رابط محتمل مع قضايا اخرى او مساحات من الفائدة للجنة، خصوصا على صلة بقضية الحريريري. بالاجمال، وقدمت اللجنة 3 تقارير تحليلية مفصلة في مقارنة تلك الهجمات. لكن يجب التذكير بأنه، وتبعا لمحدودية المصدر داخل اللجنة ووفقا لاولويات تحقيق اخرى، فإن التقدم في التحقيق بهذه القضايا كان محدودا.

 

2 . ثمانية إعتدءات مستهدفة أشخاصاً

 

68 ـــ لقد جمعت اللجنة كل معلوماتها وادلتها وتوصياتها في ما يتعلق بالاعتداءات التي استهدفت مروان حمادة وسمير قصير وجورج حاوي والياس المر ومي شدياق وجبران التويني وبيار الجميل ووليد عيدو. وواصلت اللجنة ايضا متبعة تحقيقاتها في هذه القضايا خلال الفترة التي شملها التقرير.

 

أ ) لمحات عن الضحايا والدوافع المحتملة

 

69 ـــ كجزء من الدمج، قامت اللجنة بالتدقيق في ملامح عن كل واحدة من الضحايا الرئيسيات وقامت بمواصلة تطوير قضية مفصلة تسرد كل حالة.

 

70 ـــ اولت اللجنة إنتباها خاصا للنشاطات العامة والسياسية لكل واحدة من الضحايا في الفترة التي سبقت الاعتداءات، لان الفرضية في عمل اللجنة هي أنه على ما يبدو ان هؤلاء لعبوا دورا مهما في رسم البيئة التي نشأت فيها الدوافع للقيام بالاعتداءت. اجري هذا الامر عقب خطوات مشابهة إتخذت في تحقيق الحريري كما فصّل الأمر أعلاه.

 

71 ـــ ودمجت اللجنة ايضا ما تملكه من معلومات ومفهومها حول الموقف العلني الذي اخذته الضحايا في ما يتعلق بالعديد من الأحداث التي رسمت مشهد السياسية اللبنانية في السنوات الاخيرة، بما في ذلك، من بين مسائل أخرى، تبني قرار مجلس الامن 1559 وتمديد ولاية الرئيس اميل لحود واغتيال رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان. هذا التحليل أظهر معاً شخصيات عامة مهمة فضلاً عن إختلافات محتملة ذات صلة في المواقف المتخذة من قبل الأفراد المستهدفين.

 

72 ـــ بالاضافة الى ذلك، قامت اللجنة بدمج معلوماتها وتحاليلها في ما يتعلق بالعلاقات بين كل من الضحايا وأفراد ومؤسسات عدة لهم أهمية خاصة في التحقيق. في خيط التحقيق هذا، ان الفرضية في عمل اللجنة هي ان بعض هذه العلاقات متصلة بمجالات لها اهمية خاصة في تحقيق الحريري.

ب ) طريقة العمل

 

73 ـــ ان كل الاعتداءات باستثناء اغتيال بيار الجميل، كانت بواسطة عبوة ناسفة وضعت إما في عربة الضحية الخاصة او في عربة متوقفة على طول الطريق التي سلكتها الضحية في يوم الاعتداء.

 

74 ـــ إن طريقة العمل في كل واحد من الاعتداءات بواسطة عبوة ناسفة هي مختلفة فقط في أن مستوى مختلفاً من التعقيد كان ضرورياً لزيادة فرص النجاح الى الحد الأعلى. في الاعتداءت التي استهدفت مي شدياق وسمير قصير وجورج حاوي، وضعت عبوات ناسفة تحت عربة كل ضحية، فيما كانت متوقفة من دون حراسة.

 

75 ـــ في القضايا المتعلقة بمروان حمادة والياس المر وجبران التويني، حيث كان لدى الشخص المستهدف بعض الترتيبات الامنية في المكان، تم إختيار طريقة مختلفة للعمل بواسطة عربة متوقفة الى جاتب الطريق تحتوي عبوة نافسة تم تفجيرها عن بعد، من اجل تخطي الترتيبات الامنية تلك.

 

76 ـــ ان ما قامت به اللجنة من دمج ومقارنة بين الادلة في كل القضايا تدل على حالات تشابه متصلة بالمتفجرات والعربات التي إستخدمت في العديد من الاعتداءات. وتستخدم اللجنة ايضا قواعد المعلومات حول الحمض النووي الريبي والبصمات والرسوم في اطار هذه التحقيقات. ستتابع اللجنة هذا الخيط من التحقيق في الاشهر المقبلة.

 

ج ــ تهديدات ومزاعم المسؤولية

 

77 ــ جمعت اللجنة ايضا كمية كبيرة من المعلومات حول تهديدات تلقاها بعض الضحايا وحددت اشخاصا مشتركين يُزعم انهم هددوا العديد من الضحايا في القضايا قيد التحقيق. هؤلاء الاشخاص يمكن ايضا ان يربطوا بالتحقيق في قضية الحريري.

 

78 ــ بالاضافة الى ذلك، وكما اشير في تقارير سابقة، فان ما توصلت اليه اللجنة يوحي بانه قد يكون هناك رابط بين المجموعة التي تدعي المسؤولية عن قتل الحريري وبين المجموعة التي ادعت المسؤولية عن الاعتداءات التي استهدفت سمير قصير وجبران تويني وبيار الجميل. لقد أجرت اللجنة مقابلات عدة لها علاقة بهذا الخط للتحقيق وتستمر في استطلاع قضايا لها علاقة بهاتين المجموعتين.

 

د ــ تحليل الاتصالات

 

79 ــ ان تحليل حركة الاتصالات ذات الصلة وفر تقدما بارزا في التحقيق في الاعتداءات التي استهدفت أشخاصا. ان طبيعة الاعتداءات التي استهدفت أشخاصا وسيرة الضحايا توحي بان النفذين أجروا مراقبة في الايام والاسابيع التي سبقت الاعتداءات. بالاضافة الى ذلك، يرجح ان الاتصال الهاتفي استمر في ما بين كل فريق من المنفذين في الفترة السابقة مباشرة والتالية مباشرة على كل اعتداء.

 

80 ــ اجرت اللجنة تحيليلا مفصلا للاتصالات لتقدير ما اذا كانت آثار هذه المراقبة يمكن تحديدها باستعمال سجلات الاتصال لاشخاص لهم مصلحة ونماذج اتصال في مناطق جغرافية معينة خلال فترات زمنية معينة. بالاجمال، تشير اللجنة الى تقدم في هذا التحليل ما ساعد على إماطة اللثام عن خيوط مهمة.

 

81 ــ تحليل الاتصالات الذي أجري حتي الآن ساعد في تثبيت فرضية اللجنة بان عددا من الاشخاص يمكن ان يكونوا على صلة بقضية الحريري وان واحدا او اكثر في القضايا الاخري. ستجري اللجنة عددا من المقابلات لمزيد من تقدير الروابط التي تم تحديدها حتى الآن.

 

هـ ــ قضية بيار الجميل

 

82 ــ دعمت اللجنة السلطات اللبنانية بإجراء ثماني مقابلات لها علاقة بقضية الجميل منذ آذار 2007، ليصل اجمالي عدد المقابلات التي اجرتها اللجنة كجزء من التحقيق في قضية الجميل الى 190 تنظر اللجنة في عدد من الدوافع المحتملة للجريمة، وهي تواصل التحقيق ايضا في ما اذا كان بيار الجميل تحت المراقبة خلال الايام التي سبقت الاعتداء وفي الذين يمكن ان يكونوا على علم بتحركاته المنوية في الوقت الذي قُتل فيه. واستنادا الى تصريحات تم جمعها حتي الآن، فان ما توصلت اليه اللجنة يوحي بان السيد الجميل يمكن ان يكون قد تم اختياره بين مجموعة صغيرة من الاهداف المحتملة لانه كانت لديه ترتيبات أمنية دنيا في المكان.

و ــ قضية وليد عيدو

 

83 ــ في 13 حزيران 2007، نحو الساعة 17.45، قُتل وليد عيدو وابنه وحارسين وأربعة زشخاص آخرين، عندما انفجرت عبوة مرتجلة قرب عربة السيد عيدو. كان السيد عيدو عضوا في كتلة الغالبية البرلمانية وكان يعتبر مقربا من رفيق الحريري. حصل الاعتداء في منطقة تُعرف بكورنيش المنارة في وسط بيروت وتشهد عادة زحمة سير في الوقت الذي حصل فيه الاعتداء.

 

84 ــ في 14 حزيران 2007، وعلى أثر طلب من رئيس الوزراء اللبناني الى الامين العام للأمم المتحدة، فُوضت اللجنة تقديم مساعدة تقنية الى السلطات اللبنانية في تحقيقها في هذا الاعتداء.

 

85 ــ زار فريق من اللجنة مسرح الجريمة في 15 حزيران 2007 مصحوبا بستة خبراء جنائيين دوليين. من ثم اجرت اللجنة والسلطات اللبنانية فحصا جنائيا لمسرح الجريمة استمر اسبوعين.

 

86 ــ التحقيق في هذا الاعتداء ما زال في مرحلة مبكرة وتنتظر اللجنة النتائج من الخبراء الجنائيين. مع ذلك كانت اللجنة، بالعمل الوثيق مع السلطات اللبنانية، قادرة على تحديد بعض عناصر المصلحة. الاستنتاجات الأولية توفر بعض المعلومات حول نوعية العربة المستخدة لتفجير العبوة. المزيد من التحليل جار للتثبت من هذه النتيجة ولتحديد نوع وكمية المتفجرات المستخدمة في الاعتداء.

 

87 ــ بدأت اللجنة ايضا في تأسيس دوافع محتملة للاعتداء وبدأت في وضع سيرة حياة للضحية وبناء سرد للقضية. وستواصل اللجنة ايضا العمل لتحديد روابط محتملة مع الاعتداءات الاخرى وقضية الحريري. هذا التحقيق ستتم متابعته في الفترة التي سيشملها التقرير التالي.

 

ثالثاً: التعاون الخارجي

 

أــ التفاعل مع السلطات اللبنانية

 

88 ــ منذ تقريرها الأخير للمجلس، واصلت اللجنة التفاعل الوثيق مع السلطات اللبنانية في كل القضايا الجاري التحقيق فيها. واستمرت الاجتماعات والإجازات المنتظمة بين اللجنة والمدعي العام وطاقمه وكذلك مع قضاة التحقيق المعينين للقضايا المختلفة.

 

89 ــ خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، جددت اللجنة جهودها لضمان بقاء السلطات اللبنانية وبشكل منتظم جنباً الى جنب مع نشاطات اللجنة والتقدم الحاصل في تحقيقاتها. واستمرت اللجنة في مشاركة كميات مهمة من المعلومات مع السلطات اللبنانية المعنية بما في ذلك المقابلات والتقارير التحليلية.

 

90 ــ منذ تقريرها الأخير، وجهت اللجنة 88 )طلب مساعدة( الى المدعي العام للحصول، من بين ما طلبته، على وثائق مناسبة والمساعدة في ترتيب مقابلات ومهمات أخرى في لبنان. وبهذا يصل العدد الاجمالي لـ)طلبات المساعدة( الموجهة الى السلطات اللبنانية 281 طلباً منذ كانون الثاني/ يناير .2006 وقد واصلت السلطات اللبنانية التجاوب الكامل والسريع مع هذه الطلبات. إن اللجنة تقر بامتنان هذا الموقف الايجابي.

 

91 ــ تستمر اللجنة أيضاً بالتمتع بعلاقة عمل وثيقة ومميزة بقوى الأمن الداخلي ومع الجيش اللبناني الذي يوفر الأمن لطاقم اللجنة ومنشآتها. إن اللجنة ممتنة لهاتين المؤسستين لدعمهما الممتاز.

 

ب ــ التعاون مع الجمهورية العربية السورية

 

92 ــ تماشياً مع التزامات الجمهورية العربية السورية بموجب القرارين 1636 (2005) و1644 (2005) والتفاهم المشترك الذي تم التوصل اليه بين اللجنة والجمهورية العربية السورية، فإن تعاون سوريا مع اللجنة يبقى مرضياً عموماً.

 

93 ــ منذ تقريرها الأخير للمجلس، قدمت اللجنة 11(طلب مساعدة) رسمياً الى سوريا، طالبة من سوريا تسهيل عدد من المقابلات والسعي الى الحصول على معلومات بشأن أشخاص وأحداث لمصلحة اللجنة. بهذا يصل العدد الاجمالي لـ (طلبات المساعدة) الموجهة الى السلطات السورية الى 57 طلباً منذ كانون الثاني/يناير .2006 كذلك كانت السلطات السورية مستعدة للمساعدة في وضع الترتيبات لأربع مهمات للجنة في سوريا خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير.

 

94 ــ خلال الفترة التي يشملها التقرير، واصلت سوريا تقديم المساعدة للجنة في ما يتعلق بطلباتها وذلك في خلال فترات زمنية مناسبة. إن اللجنة ممتنة أيضاً للترتيبات اللوجستية والأمنية المقدمة من السلطات السورية للنشاطات المتنوعة للجنة في سوريا.

 

95 ــ ستواصل اللجنة الطلب من سوريا التعاون الكامل الذي يبقى حيوياً لنجاح إكمال تفويض اللجنة.

 

ج ــ التعاون مع دول أخرى

 

96 ــ خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، أرسل ما مجموعه 18 (طلب مساعدة) الى 21 دولة مختلفة، بالإضافة الى (طلبات طلب المساعدة) التي أرسلت الى السلطات اللبنانية والسورية. بهذا يصل الرقم الاجمالي لـ(طلبات المساعدة) الموجهة الى دول أخرى الى 160 منذ كانون الثاني .2006

 

97 ــ استفادت اللجنة بشكل كبير من ردود الدول على طلباتها حيث كان التعاون السريع متوافراً. إن اللجنة ممتنة للغاية لهذا التعاون.

 

98 ــ تبقى أهمية عظيمة أن تكون اللجنة قادرة على الاعتماد على الدعم من الدول لتقديم معلومات ومساعدة وخبرة ومنافذ حين الطلب. خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، تلقت اللجنة مساعدة مفيدة وفي الوقت المناسب بشكل خاص من عدد من الدول.

 

99 ــ كذلك تعترف اللجنة بامتنان بالخبرات والأشكال الأخرى من المساعدة التي تلقتها من دول عدة ومؤسسات دولية خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير. تعيد اللجنة تأكيد الحاجة الى مساعدة متواصلة من هذه الكيانات في جعل موارد إنسانية ومتخصصة متوافرة على أساس منتظم لضمان التقدم في تحقيقاتها.

 

100 ــ كما أشارت اللجنة في تقريرها الأخير للمجلس، فإن اللجنة ستكون قادرة على تنفيذ تفويضها بفعالية فقط في حال كانت تستطيع الاعتماد على التعاون مع كل الدول لتزويد اللجنة بكل المعلومات المطلوبة ومنافذ الوصول الى أشخاص معينين بمن فيهم مسؤولون حاليون وسابقون، وأشكال أخرى من المساعدة التقنية.

 

رابعاً ـــ الأمن

 

101ــ الوضع الأمني في لبنان تدهور بشكل ملحوظ منذ التقرير الأخير للجنة. وانخرطت القوات المسلحة اللبنانية في قتال مكلف لأسابيع عدة مع مقاتلين مرتبطين بـ(فتح الإسلام) في مخيم نهر البارد للاجئين، قرب مدينة طرابلس في شمال البلد.

 

102 ــ خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير لم يتم حصر العنف في تلك المناطق. وجرت أحداث بارزة عدة بينها اغتيال وليد عيدو وسبعة آخرين في 13 حزيران (يونيو) .2007 إضافة الى هذا الهجوم، فإن عدداً من الأحداث، باستخدام أجهزة تفجير مرتجلة، حصلت في لبنان خلال الفترة التي يشملها التقرير مسببة وقوع ضحايا عدة.

 

103 ــ في 24 حزيران (يونيو) 2007، قُتل ستة جنود حفظ سلام يخدمون مع اليونيفيل عندما ضُربت قافلتهم بجهاز تفجير مرتجل قرب قرية الخيام الجنوبية.

 

104 ــ يشير التحليل الأمني الذي أجرته اللجنة بالارتباط مع منظمات اخرى عدة الى أن المشهد الأمني للبنان في الشهور المقبلة يبدو كئيباً. مرد ذلك في جزء كبير الى مؤثرات سلبية مجتمعة للمأزق السياسي المستمر بين الغالبية والمعارضة في لبنان والى التدهور في الوضع الأمني في المنطقة. إن الفترة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية اللبنانية، المقرر إجراؤها في وقت لاحق هذه السنة، يتوقع على نطاق واسع أن تكون فترة توتر متصاعد يطبعها المزيد من الأحداث الأمنية المحتملة. بالإضافة الى ذلك، ليس واضحاً ما سيكون تأثير إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان على الوضع الأمني وعلى اللجنة بشكل خاص في الشهور التي ستأتي.

 

105 ــ اللجنة متنبهة جدا لهذه البيئة المهددة عموما ولتهديدات محددة تواجهها جراء طبيعة تفويضها. في الفترة التي يشملها هذا التقرير، اجرت اللجنة تقييمات منتظمة لكل أوجه أمنها بالتعاون الوثيق مع القوى الأمنية اللبنانية. وبالاستناد الى هذه التقييمات، نفذت اللجنة، مع الدعم الكامل من السلطات اللبنانية، اجراءات تسكينية إضافية.

 

106 ــ في حين اتخذت اجراءات لتقليص المخاطر التي تواجه اللجنة وطاقمها، فان التدهور في البيئة الأمنية في لبنان كان له تأثيرات سلبية عدة على قدرة اللجنة على تنفيذ تفويضها. اولا، ان هذا قد يؤثر على التقدم في التحقيقات بإن تقيّد قدرة اللجنة على اجراء مقابلات والنشاطات التحقيقية الاخرى بحرية مثلما كانت الحال سابقا. ثانيا، اللاأمن واللااستقرار الحاليان يمكن ان يتسببا بتردد بعض الشهود في التعاون مع اللجنة. أخيرا، يمكن للمخاوف الأمنية ان تؤثر على قدرة اللجنة على جذب ربقاء الطاقم المؤهل في الشهور الآتية.

 

خامسا: الدعم التنظيمي

 

أ ــ التوظيف

107 ــ خلال الشهور الأربعة الماضية، أثمرت جهود اللجنة لتحسين طاقمها بعض النتائج الايجابية، خصوصا في قطاعات التحقيق والأمن واللغة، لكن التوظيف يبقى مجالا يدعو للقلق. فمن 188 منصبا دوليا موافق عليها، هناك 125 تم ملؤها مقارنة بـ 104 عند نهاية الفترة التي شملها التقرير الأخير. ومن 51 منصبا وطنيا موافقا عليه 44 تم ملؤه. ان قطاع التحقيق يتألف حاليا من 50 موظفا دوليا، منهم 30 محققا ومحللا وخبراء تقنيين.

 

108 ــ في تقريرها الاخير للمجلس، اشارت اللجنة بقلق الى مشكلة توظيف طاقم لغات مؤهل وهو يبقى مكونا اساسيا لقدرة اللجنة على تنفيذ تفويضها بفعالية. خلال الفترة قيد المراجعة، حققت اللجنة تقدما في هذا المجال. ان مجموع 17 منصبا لغويا قد تم ملؤها في قطاع اللغة مقارنة بثلاثة عند نهاية الفترة التي شملها التقرير الاخير. تعتمد اللجنة ايضا على عدد من المترجمين الفوريين الذين يعملون بالتعاقد الحر لملء الفجوات البشرية في هذا المجال. ان دائرة الجمعية العامة وادارة خدمات المؤتمرات في سكرتيرية الامم المتحدة كانت في المتناول لتقديم مترجم فوري ومترجم لفترة ثلاثة شهور. اللجنة ممتنة لهذا الدعم.

 

ب ــ الموازنة

 

109 ــ في حزيران 2007، رفعت اللجنة اقتراح الموازنة للعام .2008 وبما انها ستكون موازنة إعالة فليست هناك تغييرات رئيسية ملحوظة باستثناء زيادة متواضعة في أمن الطاقم جراء الحاجة للحفاظ على مبان منفصلة للمساحة المكتبية وإقامة الطاقم.

 

سادسا: خلاصات

110 ــ ان الدمج الجوهري لمعلومات اللجنة وتحليلتها وتوصياتها، الذي بدأ وأنجز خلال الفترة التي يشملها هذا القرار، يرقى الى خطوة مميزة في التحقيق في اغتيال رفيق الحريري. ان الـ2400 صفحة من التقارير التي نتجت عن جهد الدمج في قضية الحريري وغيرها من القضايا، توفر رؤية عامة شاملة للتقدم المهم الذي تحقق حتى هذا الوقت وأداة قيمة للمضي في تحديد واكتشاف خطوات تحقيقية متبقية للقيام بها بهدف إكمال فهم اللجنة للوقائع المحيطة بهذه الهجمات.

 

111 ــ هذا المشروع هو خطوة مميزة الى الامام في طرق عدة. فقد ساعد الدمج في تسليط الضوء على عدد كبير من الاسئلة التي تم حلها بما أرضي اللجنة في كل مجال من التحقيقات. وبشكل مساوٍ اتاح جهد الدمج للجنة تحديد عدد من الاسئلة الحيوية التي تبقى مفتوحة وستكون بحاجة الى القيام بالمزيد من الخطوات التحقيقية بشأنها. وبتوفير رؤية عامة لوضعية كل من مجالات التحقيقات، فان جهد الدمج قد اتاح ايضا للجنة تحديد عدد من المُشتَرَكات بين القضايا قيد التحقيق. هذه المُشتَرَكات سيتم استطلاعها بعمق أكبر في الفترة التي سيشملها التقرير التالي. اخيرا، ان التقارير المدمجة التي نتجت من هذا الجهد تمثل نقطة انطلاق في الانتقال من اللجنة الى المحكمة الخاصة للبنان.

 

112 ــ تشير اللجنة الى ان جهد الدمج الذي تم القيام به ساعد في تحديد عدد من الاشخاص ذوي مصالح معينة قد يكونوا متورطين في وجه ما في التحضير وفي تنفيذ الاعتداء على رفيق الحريري او القضايا الاخري قيد التحقيق، او قد يكونوا علي علم مسبق بان خططا جارية للقيام بهذه الاعتداءات. ان اللجنة ستتبع هذا الخط من التحقيق كأولوية في الشهور الآتية.

 

113 ــ استنادا الى جهد الدمج، وضعت اللجنة خطط عمل تفصيلية لتحديد الأهداف ذات الأولوية في كل مجال من التحقيق. خطط العمل هذه، التي تبلغ 150 صفحة تتضمن، بين ما تتضمن، فحوصا شرعية ووثائق بحاجة الى اعادة مراجعة ومقابلات للإجراء وخططا لجمع المزيد من الأدلة. خطط العمل مفيدة ايضا في الاستخدام الأفضل لموارد اللجنة المحدودة. تتنبىء اللجنة بان الفترة التي سيشملها التقرير التالي ستكون فعالة بشكل خاص في تنفيذ اولويات تم تحديدها نتيجة جهد الدمج. اكثر من 200 مقابلة منوى القيام بها في التحقيق المتعلق بالحريري ونحو 100 مقابلة مقرر اجراؤها في القضايا الــ17 الاخرى.

 

114 ــ في كل مجالات عملها، تستمر اللجنة في التمتع بتعاون وثيق ومميز من السلطات اللبنانية، خصوصا مع المدعي العام وطاقمه. وبما يظهر المسار المعزز للتحقيقات، فان عدد )طلبات المساعدة( الموجهة الى السلطات اللبنانية قد ازداد بكشل كبير منذ التقرير الاخير للجنة الى المجلس. مع ذلك، استمرت السلطات اللبنانية بالتجاوب الكامل مع هذه الطلبات.

 

115 ــ تشير اللجنة ايضا الي ان سوريا ودولا اخرى تستمر في تقديم الردود الأكثر ايجابية على )طلبات المساعدة(. التعاون من كل الدول يبقى ذا أهمية فائقة لتتمكن اللجنة من تنفيذ تفويضها في توقيت مناسب. لذا تدعو اللجنة كل الدول الى الاستمرار في التجاوب الكامل مع طلبات اللجنة.

 

116 ــ منذ التقرير الاخير للجنة، شهد لبنان مرحلة من التصعيد السياسي والامني كما يظهر في القتال الطويل الأجل في مخيم نهر البارد للاجئين، وفي اغتيال وليد عيدو والاعتداء على قوات اليونيفيل. وكما أشير سابقا، تتخذ اللجنة كل الاجراءات الممكنة لتسكين هذه المخاطر على طاقمها والمباني التابعة لها.

 

117 ــ تجاه خلفية قرار مجلس الأمن 1757 (2007)، تعمل اللجنة لضمان ان يجرى تسليم سلس بين اللجنة والمحكمة الخاصة للبنان في الوقت الذي ستصبح فيه المحكمة عاملة. تقف اللجنة على استعداد للتعاون مع الامين العام للأمم المتحدة ومع المحكمة الخاصة للبنان في كل القضايا المتصلة بهذا الانتقال.