كلمة مارلين ابو رعد رئيسة جمعية من اجل الجالية اللبنانية في اسرائيل بمناسبة الذكرى السابعة للانسحاب وذكرى الشهداء

 

يوم 23/5/2000  يوم اسود في تاريخ لبنان، يوم حصد فيه لبنان زؤان ما زرعته ايادي زعماء الزمن الغادر ، سياسيي الوطن وحكامه المحكومين! اشقاء الوطن ومغتصبيه! احباء الوطن ومنكليه!  متبنيي الوطن وبائعيه! مرتهني الوطن ومستبيحيه!

وابناء الوطن ... اين هم؟

باعوهم ، شردوهم ، اعتقلوهم، نكلوا بهم، تنكروا لهم، وماذا بعد؟

 

 يوم 23/5/2000  فجر في الكيان مشاعر العزة والعنفوان فدوت من الاعماق صرخات دم الشهداء تسأل  لما كان هذا الاستشهاد؟  ولأجل ماذا؟

 

فقضيتنا بدأت قضية وانتهت بمأساة

بدأت يوم تركتنا دولتنا لمصيرنا نصارع اولئك الذين نكلوا العرض واستباحوا الارض  وانتهت بالتشريد والنكران

 

قضيتنا كانت تحالفا تحول الى ارتهان واحتلال

بمباركة الدولة اللبنانية وموافقتها تم التحالف والتعاون مع الدولة الاسرائيلية التي وافقت على مدنا بالاسلحة ومساعدتنا للحفاظ على ارضنا وعرضنا ضد المنظمات الارهابية التي كانت تتعدى على الجنوب اللبناني وشمال اسرائيل، فتلاقت الاهداف  الى ان تحولت لاعتبارات سياسية محلية واقليمية ومن ثم الى تسلط وارتهان ، فعمت البلبلة وكثرت التساؤلات وارتهنت القرارات....

 

قضيتنا كانت شعبا تحولت الى فئات

توالت السنون ونحن نقدم الشهيد تلو الشهيد  منتظرين يوم تستفيق دولتنا من سباتها العميق،  والخطابات الرنانة عن السلام ونحن شعبه وجسره تداعب خيالنا وتقوي عزيمتنا وتدعم امانيننا ، كنا جيشا منظما بالويته وافواجه واجهزته وظباطه وعسكره، تحولنا بسحر ساحر ولعبة سياسية ماكرة الى فئات توزعت في شمال اسرائيل تحت اسماء دلخ... و شيكوم... والاغلبية قادمين جدد... ودرجة اولى ودرجة ثانية ودرجة عاشرة...

 

تجمعنا لكي نحافظ على الكيان ونحمي الانتماء ولكن للأسف نحارب من المرتهنين قبل الحاكمين...

 

 فمن نحن؟ من نحن الذين تجمعنا واقمنا جمعية من اجل الجالية اللبنانية في اسرائيل؟

نحن فئة من اهالي لبنان الجنوبي، ولدنا من رحم المأساة ولدنا لكي نقول كفى للظلم كفى للاسر كفى للكذب والرياء.

نحن من كنا القربان ونحن من تؤكل حقوقنا ويتلاعب بمصير ومستقبل ابنائنا...

 

نحن الآن امام واقع اليم وحقيقة موجعة، يحز في قلوبنا ويجرح مشاعرنا كل ما سمعناه وما نسمعه، كل ما لمسناه وما نلمسه، وبمعنى آخر كل تلك المخططات الخبيثة التي تحاك بايد رخيصة، متخلفة، لها ماض في صناعة المؤآمرات ونسج رداء الغيرة والحسد... ومن اجل ماذا؟ ولأي هدف؟

فقط للحد من انطلاقتنا نحو الافضل وللتصدي لكل ما هو لخير اللبنانيين عامة دون استثناء، وايضا للوقوف بوجه كل عمل او نشاط نحاول من خلاله ارساء روح المحبة والتعاون، وبناء وحدة متكاملة هدفها جمع اللبنانيين في بوتقة واحدة، اساسها المحبة وركائزها الألفة والتعاون.

بعض من اولئك الذين يعتبرون انفسهم "نافذين" وبالتعاون مع "مرؤوسيهم الذين يحركونهم كالدمى" يحاولون جاهدين عرقلة مسيرة التقدم والانفتاح والتآخي...

لكنهم عبثا يعملون وعبثا يتعبون! لأن ما بُني على صخر بالجهد والعزيمة لا تهزه مكائد واحقاد ومراوغات، اولئك المتخصصين بصنع البلبلة وزرع الفتن ونشر الفساد...

 

 جيش لبنان الجنوبي الذي كان،  فرضه واقع الحرب في لبنان، كانت له قضية المدافعة عن ارضه وشعبه وهدفه السلام والعيش بامان، انتهت القضية وبقي الهدف، انتهت يوم 23/5/2000 حيث اصبحوا عائلات لبنانية مهجرة همها المطالبة بحقوقها ومقاضاة كل من ساهم في تشريدها، ومساءلة الدولة اللبنانية عن الواجبات، والدولة الاسرائيلية عن الحقوق...

 

اليوم وفي مناسبة الذكرى السابعة لانسلاخنا عن ارضنا ، وهذه السنوات السبع عمليا واجتماعيا هي ليست بقليلة ابدا ولا يجب ان نحسبها سنوات سياسية ، حيث اننا نتكلم عن اطفال باتوا شبانا، وشبابا اصبحوا رجالا،وهنا  نبين صعوبة قضيتنا ، و انه من المستحيل ان يكون لها حل وفق ما يرونه المسؤولون في لبنان وهو بطرح مشروع العفو عن عناصر ج.ل.ج وعائلاتهم كونه يأتي مجحفا بحق اولادنا ومستقبلهم ، والحل الوحيد هو بحلول السلام والعمل على تنفيذه متى تسمح الظروف .

 

فللحفاظ على كرامتنا المنتهكة من قبل الجميع نرجو طرح قضيتنا امام الدولة اللبنانية لتبيان الحقائق ووضع النقاط على الحروف لتتحمل الدولة مسؤولياتها عن معاناتنا وتهجيرنا، فهذا خطؤها وعليها تصحيحه بما يتلاءم مع الظروف الحالية لاوضاعنا... 

 وان كانت الدولة حتى الآن غائبة ننتظرها، نحن لبنانيون نبني لبناننا بانفسنا واينما حللنا، وها نحن نلاحق كل المستجدات ونراعي كل الظروف الحساسة، والسياسة القائمة حاليا ،انما نتمنى ان يكون هناك مشاركة من كل الاطراف لايجاد الحلول المناسبة وفي الوقت المناسب، فما يهمنا الآن وفي الوقت الحاضر ان يكون لبنان سيد نفسه، حرا مستقلا، وان يعم السلام وتبسط العدالة جناحيها فوق ربوعه.

 في النهاية  كلمة واضحة وصريحة، وصرخة حق نطلقها، وهي اننا لسنا لعبة بايدي السياسيين اجمعين ومستقبل اولادنا ليس مرهونا بتحالفاتهم. نحن نقاوم من اجل لبنان، دافعنا واستشهدنا لأجله ونطالب بوطن يصون كرامتنا ويحفظ حقوقنا ومستقبل اولادنا ، والاوطان تكفي مواطنيها وتضمن حقوقهم في حالتين لا ثالث لهما، ان تكون حاكمة نفسها بالعدل والحق وان تكون بسلام مع جيرانها...

 

بتاريخ 27/5/2007