الا تخجل ايها الجنرال؟!

بقلم/جورج الياس

 

حضرة الجنرال ميشال عون اللاهث وراء كرسي الرئاسة والنيابة والمخترة، وحتى وراء كرسي الناطور وكرسي الحمام ايضا! لا يخجل من اقواله وافعاله، مهما كانت مسيئة وبعيدة عن الواقع والوقائع، وعلى ذلك امثلة كثيرة وحقائق ثابتة وادلة دامغة ومنها:

 

1-"العقيد" ميشال عون يدخل- حسب ادعائه- على رئيس  الجمهورية آنذاك الشيخ امين الجميل الذي كان يتعرض لضغط عسكري سوري و"يخبط" يده على الطاولة قائلا:(لا يمكن لاحد ان يهز عرشك ما دمت انا هنا! وسادافع عنك وعن القصر الرئاسي بكل عزم وقوة، سأرد الغزاة واحطم الاعداء واقضي على الطامعين... الخ )

هذه العنتريات لم تنطل على احد  ولم يصدقها حتى اقرب المقربين منه: كيف لا؟ وقد فضحه قائد الجيش آنذاك العماد ابراهيم طنوس الذي ولحسن الحظ ما زال حيا يرزق قائلا:(ان ما قاله الجنرال عون لا يمت الى الحقيقة بصلة والمعلوم ان من يحمل رتبة عقيد لا يدخل الى مكتب الرئيس الا بامر منه! ولا يجرؤ على ضرب الطاولة بيده...)

كيف لا وما زالت شجاعة هذا الفارس المقدام راسخة في الذاكرة  والتاريخ يوم (13 تشرين) عندما لم يصمد اكثر من  نصف ساعة ففر هاربا مهرولا الى السفارة الفرنسية، ومن هناك اعلن استسلامه على الملأ وخضوعه لأعدائه! تاركا وراءه جنوده وضباطه ضائعين حائرين تحت رحمة (اعداء الامس- حلفاء اليوم)

 

2-الجنرال عون يهاجم آل الجميل حفيدا وابا وجدا! ويتحدث بسخرية عن ماض صنعوه بالدماء والشهادة ويزايد عليهم في المواقف ويقلل من تضحياتهم عبر كل الحقبات التاريخية، ويتحداهم سياسيا  وعسكريا واجتماعيا...

 

 الحقيقة هي ان الجنرال عون ما كان قائدا للجيش لو لم يمن عليه الرئيس امين الجميل بهذا المنصب! علما انه كان هناك عمداء احق منه بقيادة الجيش!

والحقيقة ايضا هي ان "النقيب" ميشال عون كان ينتهز كل فرصة متاحة ليسير خلف القائد الكبير بشير الجميل في تل الزعتر وعلى خطوط التماس في بيروت  وجبهات اخرى... لا لأي هدف الا لينال بعضا من الشهرة التي كانت ترشح من اطراف البشير! وليحصل على شيء من الفخر والاعتزاز من غبار المجد المتطاير خلف اقدام البشير!!

وهذه شهادات اعترف بها العديد من الضباط والقياديين رفاقه، وممن عايشوه في تلك الفترة!

 

فيا ايها الجنرال الا تخجل؟

 

-الا تخجل من اتباع اللغة المتدنية في التخاطب السياسي (تحت الزنار وفوق الكاحل ومن يكون، وما هو تاريخه، نحن انظف، ونحن انزه... الى آخر المعزوفة)

 

-الا تخجل ايها الجنرال؟! عندما قذفوك نواب حزب الله بشتى انواع السباب والتجريح ونعتوك بالصهيوني واتهموك بالعمالة والخيانة... في اول جلسة نيابية لك عندما كنت تطالب بحق عودة اللبنانيين الجنوبيين الذين نزحوا الى اسرائيل عام 2000 ... ثم بعد اشهر قليلة عقدت اتفاقا معهم اسميته تفاهما! وأوكلت الطفلين (ابو زينب وجبران باسيل) لمحاسبة ومحاكمة هؤلاء الجنوبيين الشرفاء واصدار الحكم عليهم حسبما يرونه ملائما! او تبرئة من يرونه مناسبا!

 

يا سلام!! الا تخجل يا هذا؟

 

-الا تخجل من نفسك ومن حكم التاريخ وانت تجالس وتستقبل وتودع تلك الدمى "العنجرية" امثال وئام وهاب واسامة سعد وعبد الرحيم مراد وعلي قانصوه، وممثل بن لادن في لبنان فتحي يكن ... اضافة الى ازلام النصر الالهي وغيرهم وغيرهم ممن هم مخلفات العهد السوري الجائر.

 

-الا تخجل ايها الجنرال وانت تدافع عمن داس باقدامه في ساحة القصر الجمهوري وعلى مدى ثماني سنوات رفات الجنود والضباط الذين قتلوا غدرا ودفنوا هناك!

 

-الا تخجل عندما ترسل خرافك ليشاركوا ذئاب النصر الالهي في اعتصاماتهم العبثية، لتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في قلب بيروت ! وتعلم ان هناك امهات معتصمات منذ سنتين للمطالبة بمعرفة مصير ابنائهن القابعين في دهاليز السجون السورية!

هل وقفت معهن؟

هل سألت عنهن؟

 لا، بل تحالفت مع سجانهم من قوميين وبعثيين ومجنسين... زاحفا، لاهثا، للفوز بمقعد نيابي لا يقدم او يؤخر!

 

-الا تخجل ومعك مرشحك كميل خوري عندما يعطي ابناء بلدته "قرنة الحمرا" لصالح الشيخ امين الجميل 374 صوتا مقابل  136 صوت لخوري!!

 

اخجل ايها الجنرال، فللشعب حكم عادل، وللتاريخ محكمة لا ترحم!.

 

 

جورج الياس

كاتب ومحلل سياسي

تاريخ 9/8/2007