هل يقبل" كارلوس سليم "ما رفضه آينشتاين!

بقلم/جورج الياس

كاتب ومحلل سياسي

 

 

عند قيام دولة اسرائيل عام 1948 وجهت الكينيست في اول اجتماع لها دعوة الى العالم الشهير" البرت آينشتاين" ليكون اول رئيس لدولة اسرائيل،بصفته عبقري ذاع صيته ولمع نجمه، ويتحدر من ابوين يهوديين،الا انه رفض هذا العرض! مفضلا البقاء في منزل متواضع في مدينة" اولم "الالمانية،الى جانب كتبه ونظرياته وتحليلاته...وربما اعتقد ان جائزة نوبل افضل بكثير من ترؤس دولة فتية تعيش في محيط هائج مائج يحاصرها" الأعداء" من كل الجهات، وينتظرون الفرصة الملائمة للانقضاض عليها وازالتها من الوجود!

 

اما لبنان فيختلف كثيرا عن اسرائيل في بداياتها، فهو بلد الحياة المستمرة، هو طائر الفينيق! جذوره ضاربة في التاريخ، وتاريخه حافل بالحروب والغزوات والبطولات...

اما شعبه فمتأصل من مقالع الرجال وجبروت الصمود والتحديات، ومتناسل من تزاوج خلود الارز مع صخور الصوان!                                                                                  

 

فما رأيكم ايها اللبنانيون؟ بان نوجه الدعوة الى شخصية لبنانية مهجرية لترؤس الجمهورية اللبنانية؟ فهناك لبنانيون كثر اثبتوا نجاحهم وتفوقهم وقدرتهم على القيادة والاستمرارية في بلاد المهجر، من استراليا الى كندا والولايات المتحدة والمكسيك واميركا الجنوبية ودول اوروبا وافريقيا...

 

لقد برع اللبنانيون في شتى المجالات، وكانوا القدوة والمثال، وتبوأوا مناصب عليا وصولا الى سدة الرئاسة! وجمعوا اموالا طائلة، وحطموا ارقاما قياسيا في كل الميادين!

فما رأيكم ايها اللبنانيون؟ بان نوجه الدعوة الى احدهم؟ وقد وقع اختياري – على سبيل المثال لا الحصر- على السيد" كارلوس سليم الحلو" اغنى رجل في العالم! الذي يملك ميزانية تضاهي ميزانية الدولة اللبنانية! ليس لهذا السبب ندعوه طبعا، انما لأنه اثبت انه رجل فاقت طموحاته كل مستحيل! ولأنه حقق انجازات ضخمة بعصاميته وذكائه وقيادته الحكيمة! ولأنه ما زال يفخر باصوله اللبنانية، ويعتز بوطن الآباء والاجداد!

ربما بدعوتنا هذه نكون قد اقفلنا كل ابواب المزايدات والمساومات والمشاجرات الرئاسية، واخرجنا هذا الوطن من عبء المشاحنات والمتاجرة، وبالتالي نكون قد وضعنا حدا للخلاف المستشري في صفوف السياسيين كافة.

فما رأيكم ايها اللبنانيون؟ برئيس "عتيد" لا ينتمي لأي حزب او جهة، ولا يعرف معنى المتاجرة والمبايعة، ولا المسايرة والمراوغة... اضف الى ذلك، ان لبنان لا يزال رغم المآسي قابل للحياة وللانتفاض من تحت الركام بسرعة مذهلة!

وذلك يعود لسببين:

-شعب جبار واقتصاد لا يتزعزع!!

فهذا الوطن العظيم، يملك رصيدا من الذهب يقدر بنحو 287 طنا!! يحتل المرتبة 19 عالميا! والاولى بين الدول العربية!

 

فما ينقصنا؟ سوى الارادة والعزيمة، والتعلق الكامل بلبنان وطنا نهائيا لكافة بنيه..

يبقى السؤال الاصعب: هل سيرضى السيد كارلوس سليم؟؟

وهل سيأتي يوم تجتمع فيه الخبرة والمال؟

 عندها... نبني وطنا، نقدم له الانتماء والولاء، فيقدم لنا ما يدهش العالم حقا!!

 

 

جورج الياس

كاتب ومحلل سياسي

22 آب 2007