نصرالله يحترم إسرائيل!

بقلم/جورج الياس

كاتب ومحلل سياسي

 

 

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفي خطاب له في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الاثنين 1/5/2007 ، قال انه يحترم اسرائيل! لأنها اعترفت بهزيمتها في مواجهة حزب الله الصيف الفائت. وقال نصرالله أيضاً أن اللجنة التي عينها رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت هي التي إدانته!

 

كلام حسنٌ من السيد حسن!! إنما متى ستكونون ديموقراطيين ومنفتحين مثل إسرائيل؟ وتفتحون تحقيقاً، وتؤلفون لجاناً، وتتدارسون مسببات الحرب وأهدافها ونتائجها وخلاصتها؟

 

متى ستحاسبون أنفسكم وقادتكم على كل ما ارتكبوه من مجازر وأخطاء وقتل ودمار وتهجير وتسلط وتفرد بالقرار؟!

 

لجنة فينوغراد التي احترم قرارها السيد حسن نصرالله قالت: (إسرائيل فشلت في حربها على حزب الله) ولم يشر تقرير اللجنة إلى كلمة "هزمت"!

 

إسرائيل التي تفوقت على الجيوش العربية مجتمعة! لا تهزم أمام حزب أو ميليشيا! لكنها نعم تفشل، تفشل في القضاء على حزب الله وعلى حركة حماس والجهاد الإسلامي، لان هذه الميليشيات غير نظامية وتتواجد داخل المجتمع المدني، ومن الصعب القضاء عليها.

 

في الحقيقة إسرائيل ربحت الحرب !! لكنها فشلت في تحقيق أهدافها الرئيسية وهي:

1-القضاء نهائيا على حزب الله ورموزه

2-تحرير الجنديين الأسيرين

3-تغيير المعادلة القائمة على حدودها الشمالية.

 

هذه الأهداف لم تتحقق، لذلك يعتبر الإسرائيليون إنهم فشلوا. حسناً! لكن أين انتصر حزب الله؟ وماذا حقق؟ الجواب واضح للعيان، والانتصارات الإلهية هذا ملخصها:

 

*مقتل 1300 مدني لبناني وجرح آلاف آخرين.

*تدمير البنى التحتية بما يوازي ستة مليارات دولار.

*تدمير الاقتصاد اللبناني والموسم السياحي

*مقتل أكثر من 700 مقاتل من حزب الله

*تدمير 70% من المربعات الأمنية في الضاحية الجنوبية ومساواتها بالأرض.

*لجوء قادة حزب الله إلى الكهوف لمدة شهر كامل وعلى امتداد مساحة لبنان.

*تدمير 90% من المراكز العسكرية والمؤسسات المدنية التابعة للحزب المذكور

*إبعاد حزب الله عسكرياً إلى ما بعد نهر الليطاني، وإجباره على الاعتراف بالقرارات الدولية.

*إنشاء قوات كبيرة من اليونيفل والجيش اللبناني، مما يحد عمل هذا الحزب ويردع تحركه ويقلص نشاطاته...

 

إذن إسرائيل فازت بنتيجة 11-2 !!!

وهذا يعني بالمنظار الإسرائيلي إنها فشلت! لأنها اعتبرت هذه الحرب مثل مباراة في كرة القدم بين منتخبي البرازيل وبنغلادش! وكانت تنتظر أن تنتهي بنتيجة اقلها 0-30 !!

 

فيا سيد حسن، إسرائيل الذي تحترمها اعترفت بفشلها ديموقراطيا! فمتى تعترف أنت وانتصارك الإلهي هذا أنكم أعدتم لبنان عشرون سنة إلى الوراء؟! وقضيتكم على كل فرصة للسلام والتقدم والازدهار؟! ومتى ستعترف بأنك تنفذ رغبات إيران ومطالب سوريا على حساب لبنان؟! ومتى ستذهب إلى الجولان لتحقق انتصارا إلهيا ثانياً؟

 

اذهب إلى هناك يا سيد حسن بالله عليك، فهناك ارض محتلة وهناك تستجب لك الآلهة!..  لبنان لم يعد يحتمل، اذهب إلى الجولان فإسرائيل تنتظر هزيمة ثانية! ونحن نتوق إلى انتصار الهي ثان!! إنما خارج لبنان، وليس على حساب اللبنانيين!

 

4 أيار 2007