رد على مقال نشر على صفحات موقع "إيلاف" الالكتروني تحت عنوان

 "لبنانيون في إسرائيل.. طقوس يهودية من العنصرية"

  lebaneseinisrael.com

 

لقد بلغت نسبة التلوث في الجو الاعلامي  درجة عالية من كثرة الاخبار الملفقة، المُغيب عنها الضمير والعمل الاخلاقي التي تتطلبه مهنة الصحافة الحرة .

 لا يكفي الحملات التي تعرض لها جيش لبنان الجنوبي على مدى عقود خلت، والتي تميزت بعوامل مرضية خبيثة     جسدت خلفيات اصحاب الاقلام الذين تناولوا اخبار اللبنانيين في اسرائيل، متخذين لانفسهم صفة المحقق والقاضي ، فاتهموا وحاكموا غيابيا مصدرين حكم العمالة بحق شعب بكامله.

 

ها هي جريدة ايلاف، التي اعتبرناها نموذجا يحتذى في الموضوعية والعمل الصحافي الحر، تنشر مقالا بعنوان  "لبنانيون في إسرائيل.. طقوس يهودية من العنصرية" لكاتبه بشار دراغمة (الفلسطيني)، والذي يتناول حادثة وقعت مع احد عناصر الجنوبي المقيمين في اسرائيل معتمدا مبدأ "التحوير "،  ليعطيها البعد "العنصري" بهدف عكس نظرته الشخصية، و تشويه صورة اللبنانيين وابرازهم كمنذلين مهانين في اراضي الدولة العبرية.

 

كتب دراغمة "(..) شاب لبناني من جماعة جيش لحد المنحل، حن إلى وطنه لبنان وبصوته العالي صاح "بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي". صوته كان مصدر إزعاج لجيران يهود غير معتادين على سماع مثل هذه الكلمات. وفجأة شخص يهودي يقتحم شقته وينهال عليه بالضرب بهراوة حديدية حتى أنه فقد وعيه وأصيب بجراح خطيرة مما استدعى نقله للمستشفى.                                                                 

الشخص المعتدي قال للشرطة :" من غير المنطقي ان اسمع شخص في نفس بنايتي يغني للبنان كما أنه صوته نشاز ومزعج".                                                                      

كان ذلك مثالا لطقس من العنصرية ضد عملاء الجيش الإسرائيلي من جماعة أنطوان لحد، الحادثة وقعت قبل أيام، وأعادت للأذهان تفاصيل من أجواء العنصرية التي يمارسها الإسرائيليين بحق اللحديين.

 

الحادثة وقعت فعلا، وقد توجهنا الى منزل الشاب للاستفسار عن الموضوع،  واذ به يتفاجأ مما كتب، لان الاشكال الذي حصل لا علاقة له "بأغنية وطنية"، ولاسيما  " بلادي بلادي .." التي هي  في الاصل النشيد الوطني لجمهورية مصر. روى لنا الشاب ما حدث قائلا "وقع تلاسن حاد وقوي بيني وبين احد سكان المبنى المجاور  بينما كنت على شرفة منزلي وهو في الساحة المحاذية لبيتي ..." وانتهى  الامر في اليوم نفسه  دون ان يكون لذلك أية خلفية في كوني لبنانيا لاتفاجأ في اليوم التالي بمهاجمتي هو وصديقه وضربي من الخلف بآلة حادة..."

 

"وفي مركز الشرطة تبين انه من اصحاب السوابق والماضي الاسود، وكان قد افتعل اشكالا مع جيران له من اليهود، فلم تكن هويتي هي المقصودة..."

 

حادث عرضي قد يحدث اينما كان، الا ان الافتراء وفقدان عوامل المهنة الصحفية الحرة عند السيد دراغمة، جعله يصور  الواقعة  من منظاره الخاص، محاولا فرض " عنصريته" اتجاه افراد الجيش الجنوبي، والصاقها بالشعب الاسرائيلي.

 

ضف الى ذلك، ان دراغمة دخل عمق المشاعر والنوايا ليكتشف ان هناك  "صحوة ضمير" وحنين الى لبنان عند العنصر السابق في الجنوبي، مما يدفعنا الى تصحيح معلوماته  بان "عناصر الجنوبي" لم يفارقوا وطنهم البتة، اجسادهم بعيدة عن الوطن،  لكنهم يحيون ويعيشون فيه فكرا وروحا وقلبا لانه زرع فيهم وغرسوا ارواحهم في ترابه.

 

مقال السيد البرادعي  طويل و مدجج بالادعاءات والاحكام الباطلة وفيه الكثير من المغالطات التي تعكس لاموضوعيته كصحفي تقتضي مهنته رسم الواقع كما هو دون اشراك ميوله وانتماءه .

 

ومحاولة منا لشحن،  بعض من نام ضميرهم، بجرعة من الحقيقة، نوضح وبصورة سريعة ما يلي  :

 

جيش لبنان الجنوبي لم يعمل يوما لصالح اسرائيل،  بل كان هدفه الوحيد المحافظة على ارضه ووطنه في ظل مؤامرات حطت بظلالها على لبنان، وانقاذ كيانه وهويته من مشروع الدولة "الفلسطنية البديلة"... صمد "ابناء المنطقة الحدودية " في ارضهم ولم يساوموا على ارض اخرى لبناء دولتهم  امثال اصحاب من يدعون لهم قضية.

 

 لجوء عناصر الجنوبي الى اسرائيل لم يكن فرارا من عقاب، بل تحاشيا للمحظور الا وهو الانتقام والثار من قبل اقزام محور الشر الايراني – السوري وعدم الدخول في مواجهة مع جيش الوطن الذي كان مسير بقرار سياسي  في ظل الاحتلال السوري .

 

 

"الخيانة" صفة تعطى لمن يبيع ارضه وقضيته ويحارب من اجل ايديولوجية غيره على حساب وطنه، اما "جيش لبنان الجنوبي" فقد تمكن على مدى  سنين من الحفاظ على البشر والحجر وعلى ابقاء الاهالي في بيوتهم وممتلكاتهم، مستثمرا ومسخرا كل امكاناته  لتحقيق التقدم والازدهار التي عاشته المنطقة  في ظل مستوى اقتصادي جيد.

 

تعامل الشعب الاسرائيلي مع عناصر الجيش الجنوبي بصورة انسانية بحتة، معاملة الضيف المرحب به، معاملة لطالما افتقرناها في وطننا الام  من قبل دولتنا الموقرة .فالشعب اليهودي يعرف من هم عناصر الجنوبي والثمن الذي دفعوه بسبب الارهاب. اما فيما يتعلق  بسياسة الحكومة الاسرائيلية في شان مستحقات " عناصر الجنوبي"  فهذا امر آخر، يعرف الجنوبي كيف يتعامل معها بالطريقة الديمقراطية كما يفعل الان، وهي اساليب قد يجهلها دراغمة وامثاله.

 

حمل الجنوبي السلاح من اجل قضية وطنية شريفة، من اجل الحفاظ على لبنان وارضه وعرضه، فما له "بغزة" والضفة للخدمة فيهما !!... اما عن المشاركة في حرب تموز 2006، فيهمنا ان يفهم الجميع، ان عناصر جيش لبنان الجنوبي اكبر واشرف من ان يساهموا _وان على غير قصد _بتدمير وضرب ذرة تراب من ارض الوطن المقدسة، فهم ليسوا بحزب الله الارهابي، الذي لا يأبه للبنان ولشعبه وامنه.

 

ان الاعلام الذي لا يتوخى الموضوعية في تغطية الاخبار، ولا  يتابع  صحة اخباره، لهو اعلام تحريضي  هدفه الفتك بضمائر الناس دسا وتشكيكا . من هنا،  نرجو من كل من يعتبر اعلامه حرا، توخي الحذر والدقة في متابعة اخبارنا انصافا للحقيقة وللاعلام الحر وشرف مهنة الصحافة .

 

ان الحملة التي يتعرض لها اللبنانيون في اسرائيل لا تهمنا اطلاقا، انها دخان لا بد ان يتبدد، وان استعملوا بحقنا تعابير ضخمة، فكل ما قمنا به يشرف القاصي والداني، لا سيما وان محكمة  التاريخ بدأت تثبت عدالة قضيتنا، واصبح الجميع في لبنان يتكلم بمنهج دافع عنه "الجنوبي" وحذر منه عقودا من الزمن .