البطريرك
صفير وجه
رسالة
الميلاد الى
اللبنانيين
اذا
تابعنا السير
على الطريق
التي نسلكها
من الفرقة قد
لا نستأهل هذا
الوطن الفريد ان يكون
وطنا لنا
وطنية-23/12/2006(سياسة)
وجه غبطة البطريرك
الماروني
الكاردينال
مار نصرالله
بطرس صفير
اليوم رسالة
الميلاد الى
اللبنانيين
حذرهم فيها من
انه "اذا
تابعنا السير
على الطريق
التي نسلكها، اي طريق
الفرقة
والتزاحم على
السلطة
والتراشق باقبح
التعابير
قد لا نستأهل
هذا الوطن
الفريد وطنا
لنا".
وجاء في
الرسالة
الميلادية:
"حين كنتم لا
تعرفون الله،
عبدتم من
ليسوا
بطبيعتهم
آلهة" ( غلا 4: 8)
أيها الأخوة
والأبناء
الأعزاء،
عيد ميلاد
الرب يسوع
بالجسد يعتبر
أكبر أحداث
التاريخ
البشري على الاطلاق.
هذا يعني أن
ابن الله دخل تاريخ
الناس.وان ما
كانت تتوق اليه
البشرية منذ
أن كان الانسان
على الأرض، قد
تحقق بميلاد
الرب يسوع. ان
الله صار بشرا
مثلنا ما عدا
الخطيئة. هذا
ما أكده
القديس يوحنا
في رسالته
الأولى يوم قال:
"ذاك الذي كان
منذ البدء،
الذي سمعناه،
الذي رأيناه
بعيوننا،
الذي
أبصرناه،
ولمسته أيدينا،
ذاك الذي هو
كلمة الحياة، به
نبشركم".
ويتابع
الرسول يوحنا
قائلا:" فان قلنا
ان لنا
شركة معه،
ونحن نسير في
الظلام، نكون
كاذبين ولا
نعمل الحق، أما
ان كنا
نسير في
النور، كما هو
نفسه في
النور، فتكون
لنا شركة
بعضنا مع بعض،
ودم يسوع ابنه
يطهرنا من كل
خطيئة" .
فمن أراد أن
يسير مع
المسيح، تحتم
عليه أن يسير
في النور، وأن
تكون جميع
أعماله ظاهرة
لا يحجبها
ظلام. أفليس
هو من قال:"
امشوا في
النور ما دام
لكم النور لئلا
يدرككم
الظلام"؟ .
والمسيحي
الذي لا يطبق على
ذاته تعاليم
المسيح،
ويضعها موضع
العمل،
ويتخذها
منهجا لما
يقوم به
من نشاطات،
يكون كاذبا
يخدع نفسه،
قبل أن يخدع
الناس، وهو،
وان قال أنه
يسير معه، فلا
شراكة له معه
في الواقع.
وليس من فرق
بينه وبين من
لا يؤمن به.
وان بولس
الرسول يقول:"
حين كنتم لا
تعرفون الله،
عبدتم من
ليسوا
بطبيعتهم
آلهة".وما
الفرق بين
الذين يعرفون
الله ولا
يعبدونه؟، بل
يعبدون آلهة أخرى، وما
أكثرها!. ان
خطيئة هؤلاء
هي أعظم من
خطيئة اولئك.
لأن الأولين
لم يُقدر لهم
أن يعرفوا
الله، فلا
مسؤولية
عليهم تجاهه،
ولكن الذين
يعرفونه
ويتجاهلونه
هو وتعاليمه،
فهؤلاء لهم دينونة
عظيمة. وهم
يتخذون لهم
آلهة غريبة من
دونه. وبدلا
من عبادته
تعالى تراهم يعبدون
اللذة
الحسية،
والمال،
والسلطة،
والوجاهة،
وما سوى ذلك
من شؤون
الدنيا. وهم
أولئك الذين
عناهم بولس
الرسول بقوله:"
اولئك
الذين
عاقبتهم
الهلاك،
أولئك الذين الههم
بطنهم،
ومجدهم في
عارهم، وفي
أمور الأرض
همهم" .
يتجاهلون أن
المسيح هو سيد
التاريخ
والكون. وهو،
على ما يقول
أحد المؤمنين
الكبار:" انه
يحيا في داخل
كل من ينبض فيه
عرق الحياة،
وهو يعلن عن
نفسه بالايمان،
وفي كل حركة
تحرير
وعدالة، وهو
حاضر في كل من
يطلق صرخة
ألم، ومحبة،
ويُدعى اسمه
لدى كل توق الى
الجدة
والكمال، وهو بامكانه
أن يجذب اليه
جميع أشياء
التاريخ
والأبدية،
وان يستعيد في
ذاته كل حركة
حب بشري صحيح
في التاريخ. ومنذ
أن دخل يسوع
الناصرة في
التاريخ،
والتاريخ هو
نوعا ما
الملكوت،
وليس تتابعَ
سلسلة أخطاء
وظلمات، واعاقة
مؤسفة تعتور
مشروع الله.
ومن كان يحسن
قراءة علامات
الأزمنة،
فالتاريخ
مليء
بالمسيح".
لذلك، اذا
كنا ندعي أننا
نعرف الله،
فلا مجال لنا
بعد الى
عبادة سواه،
أيا يكن،
بشرا، أم
حجرا، أم فكرة،
أم عقيدة، أم
ما سوى ذلك.
والرب يسوع
يقول، عندما
جربه الشيطان
ثلاثا:" مكتوب:
للرب الهك
تسجد، واياه
وحده تعبد" .
أيها الأخوة
والأبناء
الأحباء،
الاحتفال
بميلاد الرب
بالجسد خير ما
يحملنا على
رفع أبصارنا الى
السماء،
ويذكرنا
بزوال شؤون
الأرض التي من
أجلها نقتتل ونتفانا،
ولولا تشبثنا
بشؤون الأرض
دون سواها،
لكنا نعتبر
أنه لن يبقى
لنا في
النهاية الا
تلمس وجهه
الكريم.
واذا نظرنا الى ما نحن
فيه في هذه
الأيام،
ونعاني منه
أشد
المعاناة،
بعين الايمان
بأنه وُلد لنا
مخلص منذ أكثر
من ألفي سنة،
وغير وجه
الأرض، وفتح
لنا أبوابا
نطل منها عليه،
وعلى اخواننا
الناس
بالحدب،
والأخوة،
والمحبة،
لكنا نبدل
الكثير من
مواقفنا
وتصرفاتنا
ومعاملاتنا بعضنا
مع البعض
الآخر.
ان ما نحن
فيه اليوم
لمبعث قلق
كبير. وقد
أصبح بعضنا
ينظر الى
البعض الآخر
بعين الحذر
والريبة، ان
لم يكن بعين
العداء. ونحن اخوة في
الوطنية،
والمحافظة
على هذا الوطن
الفريد الذي
قد لا نستأهله
وطنا لنا، اذا
تابعنا السيرعلى
الطريق التي
نسلكها،أي
طريق الفرقة،
والتزاحم على
السلطة، والتراشق
بأقبح التعابير.
وهذا
دليل تدهور
كبير في طريقة
التخاطب التي
يجب المحافظة
على مستواها
من أدب
التخاطب،
واحترام
الخصم، بعيدا
عن تحقير
وتشهير.
والأدهى من
ذلك، أننا
تنكرنا
لأنفسنا،
واستبدلنا
شخصيتنا
بسواها،
فأصبحنا غير
من نحن، نصدر
في أعمالنا
ومواقفنا عن
سوانا، كأننا
أدوات في يد
غيرنا من
أصحاب المصالح
التي ينفذها
أصحابها على
حساب مصالحنا،
ونحن عن
مصالحنا لاهون.
وتعطلت من
جراء ذلك
مؤسساتنا
الدستورية،
وراحت تحارب
بعضها بعضا،
فرئاسة
الجمهورية تنفرد
في قراراتها
مدعية أن
الحكومة غير
شرعية، وهذه
تدعي أن رئاسة
الجمهورية لا
شرعية لها،
والمجلس
النيابي يحاذر
أن يجتمع،
وهناك من
يقولون باعادة
انتخاب
المجلس
النيابي، قبل
انتخاب رئيس
جديد
للجمهورية،
وتأليف حكومة
جديدة، وهذه
فوضى ما تأتى
يوما للبنان
أن يشهد
مثيلها سابقا،
على الرغم مما
مر به من
محن قاسية،
كانت تدعو الى
القلق من جراء
ما كان يطرأ
من اختلاف على
اجهزة
الدولة
الرسمية.
وهذه الفوضى
تستدعي من كل
من
اللبنانيين
الثقة، كل
منهم بنفسه
وبوطنه،
والتساؤل عما بامكانه
أن يمد به
وطنه لينهض،
لا أن يسأل
عما بامكان
وطنه أن يمده به مما
يرغب فيه من
سلطة، وثروة،
ووجاهة. وهي
تستدعي من
جميع
اللبنانيين،
على اختلاف
مذاهبهم ومشاربهم،
أن يجددوا ايمانهم
بالله الذي هو
حاضر في
الكون، و"لا
تسقط شعرة من
رؤوس الناس الا باذنه":
وانا، اذ
نسأل الله أن
يعيد عليكم
جميعا عديد
أمثال هذا
العيد ، وأنتم
على أحسن حال
من الطمأنية،
والوفاق
الوطني،
والتعاضد في
سبيل وطننا
الجريح، نهيب
بكل منكم أن
يجعل معتمده
على الله،
ويعود اليه
بالتوبة
الصادقة،
والى اخوانه
في المواطنية
بالتآزر، والأخلاص،
والمحبة
المتبادلة،
وأن يشملكم
جميعا برضاه
وبركاته.