المطران
عودة تراس
قداس
الشعانين في
كاتدرائية
القديس
جاورجيوس
يسوع
يعلم كل
مسؤوول انه خادم
لشعبه
ويفتديه ولا
يستعمله
لمأربه
وطنية - 16/4/2006
(متفرقات)
ترأس
متروبوليت
بيروت وتوابعها
للروم
الارثوذكس
المطران
الياس عودة صباح
اليوم قداس
الشعانين في
كاتدرائية
القديس
جاورجيوس في
ساحة النجمة
في بيروت في
حضور حشد كبير
من المؤمنين
واطفالهم. بعد
قراءة
الانجيل
المقدس القى
المطران عودة
العظة التالية:
"البارحة
عيدنا لقيامة
لعازر واليوم نعيد
لدخول الرب
الى المدينة
المقدسة
اورشليم. امس
أظهر الرب
يسوع علانية
انه غالب
الموت
والجحيم
ومنهض لعازر
من القبر، وهو
سيد الحياة
ومصدرها،
رأيناه
يتعاطف معنا
في سؤاله "اين
وضعتموه"
ويبكي مدفوعا
بمحبته
لصديقه لعازر.
رأينا
انسانيته
واتحاده بنا.
اراد ان يعزينا
قائلا انه
"القيامة
والحياة" ورب
الخليقة بأسرها.
رأيناه يقيم
لعازر من
الموت بعد
اربعة ايام على
دفنه. اما
اليوم فنعيد
لملك السماء
والارض الذي
دخل الى
المدينة
المقدسة ليظهر
محبته التامة
للانسان،
الراكب على
السحاب،
الراكب على
ظهور
الشاروبيم
كإله، يدخل
اورشليم على
جحش آتيا الى
الذبح
بارادته، لكي
يموت من اجلنا
مصلوبا، وكان
ملعونا كل
معلق على خشبة.
دخل المدينة
ليقبل كل لعنة
عنا وليجعل من
الصليب (الذي
كان لليهود
لعنة) بركة
للعالم، لان
الرب عليه
أظهر حبه
العظيم
للانسان. لعازر
واختاه
ارادوا ان
يقيموا للرب
يسوع عشاء ربما
ليشكروه
وليعبروا له
عن امتنانهم
العميق على
اقامته لعازر
من الموت. اتى
يسوع "وكانت
مرتا تخدم
وكان لعازر
احد المتكئين
معه.
اما مريم
فأخذت رطل طيب
من ناردين
خالص كثير
الثمن ودهنت
قدمي يسوع
ومسحت قدميه
بشعرها. كان
الناردين
عطرا طيب
الرائحة
يستورد من جبال
الهند، لذا
كان غالي
الثمن. وكان
ثمن المقدار
الذي سكبته
مريم على قدمي
يسوع يعادل
اجر عام كامل.
سكبت مريم هذه
الكمية على
قدمي يسوع وكأني
بها تقول: هذا
ما استطعت بكل
ما لدي ان
اشتريه
لاسكبه على
قدميك، وانا
عاجزة، مهما
فعلت، عن شكرك
على محبتك،
الانسان لا
يستطيع ان يفي
الله على كل
الاحسان الذي
يفعله له. هذا
ما ارادت مريم
التعبير عنه:
مهما قدمت لك،
وانا لا اريد
ان اقدم لك
الا ما هو طيب
وصالح وثمين،
لا يساوي
محبتك لنا.
كذلك فان
الناردين طيب
يستخدم في مسح
الملوك، ولعل
مريم مسحت
الرب يسوع به
باعتباره
مليكها، المسيح
المخلص. يقول
الانجيلي
يوحنا ان مريم
دهنت قدمي
يسوع،
والعادة كانت
ان العبد هو
من يمسح الرجلين.
بعملها هذا
كأني بمريم
تريد ان تقول ليسوع
انها لا تستحق
ان تمسح
قدميه، ما يذكرنا
بقول يوحنا
السابق عن
المسيح: " لست
بمستحق ان احل
سيور حذائه"،
اما مريم فقد
اتت الى يسوع
وسكبت الطيب
على قدميه
وحلت شعرها
ومسحت به قدمي
يسوع.
والشعر
المحلول كان
قديما علامة
على سوء السيرة.
لكن مريم
ارادت ان تقول
ليسوع انت
الذي قلت عني
اني جالسة عند
قدميك اسمع
كلامك، وهذا
هو العمل
الافضل، ابقى
امامك خاطئة
كالمحلولة
الشعر. انا
خاطئة امامك
يا رب. ليس من
انسان بلا
خطيئة، حتى من
يظن او يقال
عنه انه يفعل
الاعمال
الحسنة. مسحت
مريم الطيب
بشعرها،
وامتلأ البيت
من رائحة الطيب"
كما امتلأت من
تواضع مريم
وانسحاقها ووداعتها
وكل ما وصفه
بولس الرسول
في رسالته: "الحق
والعفاف
والعدل
والطهارة
والصيت الحسن
والفضيلة كل
هذه لا تفوح
رائحتها في
البيت وحسب بل
في الحارة
والبلدة
والمدينة
والعالم.
الاعمال
الصالحة
كالقنديل
المضاء الذي
يشع نوره.
عندما قامت
مريم بهذا
العمل الحسن
قال احد
تلاميذه،
يهوذا بن
سمعان
الاسخريوطي،
الذي كان
مزمعا ان
يسلمه: " لم لم
يبع هذا الطيب
بثلاث مئة
دينار ويعطى
للمساكين".
اهل الشر لديهم
اعذارهم
وينتقدون اهل
الخير. "
الآدمي " ديان
لغير الآدمي
حتى وان لم
يتكلم. اعماله
الصالحة تدين
الاخرين، لذا
يحاولون
الانتقاص منة
ومن اعماله.
تساءل يهوذا
لم لا يصرف ثمن
الطيب على
الفقراء؟
ويقول
الانجيلي: "
وانما قال هذا
لا اهتماما
منه
بالمساكين بل
لانه كان
سارقا وكان
الصندوق عنده
وكان يحمل ما
يلقى فيه".
صورة يهوذا
تدلنا على
محبة المسيح
الفائقة. كان
يهوذا احد
التلاميذ،
وكان "امين
الصندوق" اي
كان يحمل
المال الخاص
بالجماعة،
بامر يسوع
طبعا او نظن
بان يسوع لم
يكن يعرف انه
سارق؟ بالطبع
كان يعرف لكنه
اراد ان يقول
ليهوذا حتى
انت ايها
السارق احبك
وابغي خلاصك.
احب يسوع
يهوذا ووثق به
عل المحبة
والثقة
ترجعانه عن
شره وخطيئته.
اراد الرب ان يعلم
يهوذا
ويعلمنا ان في
قلبه مكانا
لكل انسان وان
محبته تشمل
الكل. "في بيت
ابي منازل كثيرة"
ومن اراد ان
يأتي الي يجد
مكانا وراحة.
مريم، المرأة
الجالسة عند
قدمي يسوع
تسمع كلامه،
تحل شعرها
لتقول له اني
خاطئة.
والخاطىء السارق،
عوض الاعتراف
بخطاياه
والتوبة راح
يوزع
انتقاداته.
هذا الانسان
الذي رافق
يسوع وكان احد
الاثني عشر لم
يفهم عمق محبة
يسوع. من
يبتغي
الالتصاق
بيسوع عليه ان
يكون بريئا كالأطفال،
مستعدا
لاقتبال كل ما
يقدم له.
عليه ان يفتح
ابواب قلبه
للمسيح، بعد
ان يفرغ هذا
القلب من كل
اهتمام
دنيوي، ومن كل
المخاطر التي
تحيق به.
يهوذا استخدم
عبارة نقيض بالتقوى
" لم لم يبع
هذا الطيب
ويعط
للمساكين" ليخفي
دوافعه
الحقيقية،
اما الرب يسوع
فعارف بما في
قلبه لكنه
اعطاه فرصة
للخلاص. المهم
ان يعرف
المسيح كم هو
مستعد قلبك ان
يعطي. " يا بني
اعطني قلبك"
المهم ان نقدم
نحن له قلوبنا".
الرب دخل
أورشليم
كملك، لكنه لم
يدخل على فرس
أو حصان ولا
في مواكب
وضجيج, دخل
راكبا على جحش
بن أتان لكي
يظهر للناس أن
ملك الله يتصف
بالتواضع
والوداعة لا
بالقوة
والسلطة
والبطش. خلال الصوم
الأربعيني
المقدس، كنا
نردد كل يوم
صلاة القديس
افرام
السرياني: "أيها
الرب وسيد
حياتي, أعتقني
من روح
البطالة والفضول
وحب الرئاسة
والكلام
البطال". عندما
كان يسوع
يجترح
العجائب, كانت
الجموع تتبعه لتنصبه
ملكا لكنه كان
يهرب منهم الى
الجبال. اليوم,
بدخوله
أورشليم, يظهر
الرب يسوع
نفسه ملكا
إنما مختلفا
عن سائر
الملوك, ملكا
يدخل أورشليم
لا لاستغلال
شعبه أو
استعماله لمآربه
بل لافتدائه,
ملكا لا يبطش
بشعبه ويؤذيه
بل ملكا آتيا
من أجل شعبه,
ملكا يجب أن
يتشبه به كل
ذي سلطة أو
مسؤولية أو
ملك أو رئاسة،
ويتعلم أن
تكون عيناه
على شعبه لا
على منصبه,
يسوع يعلم كل
مسؤول أنه
خادم لشعبه:
جئت لأخدم لا
لأخدم. يسوع
دخل أورشليم،
وهو عالم أنه
سيموت لذا قال
عن مريم:
"أتركوها
إنها ليوم تكفيني
قد حفظته"
(يوحنا 12:7).
والطيب كان
يدهن به الميت,
الجموع كانت
تحمل السعف
والأغصان
وتحييه ملكا
لها, والأصوات
كانت تخرج من
أفواه الأطفال
والرضع
"أوصنا, مبارك
الآتي باسم
الرب, ملك
إسرائيل" (يو 12:13)
بحسب النبوة
التي تقول "لا
تخافي يا ابنة
صهيون هوذا
ملك يأتي جالسا
على جحش أتان"
(زكريا 9:9).
الإنجيليون
يظهرون أن
أفعال الرب
يسوع قد تممت
أقوال
الانبياء,
وأظهر يسوع
أنه في الحقيقة
المسيح
المخلص، وأنه
جاء بتواضع,
راكبا على
حمار وضيع,
ليحل السلام
في العالم,
والذين تبعوه
كانوا يصرخون
"أوصنا،
مبارك الآتي
باسم الرب.
مباركة
مملكة أبينا
داود الآتية
باسم الرب. اوصنا
في الأعالي.
(مرقس 11: 9-10).
الأبرياء
وجدوا فيه ملكا
أما اليهود
والفرنسيون,
عندما وجدوا
الشعب يلتف
حوله ويتبعه,
فقد بدأوا
يخططون لموته
لأنه كان يشكل
خطرا عليهم.
في هذا العيد،
يعلمنا الرب
التواضع
والوداعة
والمحبة
والاعتراف
بالله كما
فعلت مريم. ويقول
لي ولكم ولكل
خاطىء كما قال
ليهذا أنت مقبول
لدي ومحبوب.
كما يعلمنا أن
من رفع نفسه اتضع
ومن وضع نفسه
ارتفع. ملك
الكون, رب السماء
والأرض, أتي
على جحش ابن
أتان ليظهر أن
المحبة هي
التي تنتصر في
النهاية,
المحبة التي
تضحي بذاتها
حتى الموت.
ألا
جعلنا الرب
كالأطفال
ساعين وراء يسوع,
مقدمين له عوض
السعف محبة
وصلاة من صميم
القلب, مع
أغصان
الفضائل,
هاتفين نحوه
أنه ملكنا
ومخلصنا وسيد
حياتنا. ألا
جعل الأيام
الآتية علينا
أيام بركة فيها
ندخل في سر
آلامه.
المحبة التي
لا تحمل في
طياتها ألما
هي محبة زائفة,
لأن المحبة
تعطي من
ذاتها, والرب
أعطى نفسه من
أجلنا. لنسعد
جميعنا
لاستقبال
المسيح بأغصان
أفعال الصلاح,
حاملين سعف
الطهارة والفضائل،
لنستقبل يوم
القيامة
ومهللين
المسيح قام.
آمين".