كتاب مفتوح للرئيسين جورج بوش رئيس الولايات المتحدة الأميركية ونيكولا ساركوزي رئيس جمهورية فرنسا

بقلـم  طوني نيـسي

 

بيروت في : 5-11-2007

 

السادة الرؤساء،

 

تجتمعون في السادس من الشهر القادم وعلى جدول أعمالكم، مرة جديدة ، وضع ثورة الأرز والأنتخابات الرئاسية في لبنان مؤكدين بذلك استمرار دعمكم والآ محدود لهذا الشعب في ثورته على الأحتلال وفي وقوفه مع العالم الحر في حربه على الأرهاب .

 

وأذ يدرك شعب لبنان ، بكافة شرائحه الحضارية و الطائفية والأجتماعية، دوركم الفاعل في دفع ثورته الى الأمام بدءا من صدور قانون محاسبة سوريا مرورا بالعمل لصدور القرار1559 ،القرارات الدولية اللاحقة من أجل لبنان .

 

كما يقدر ما بذلتموه لأخراج الجيش السوري من لبنان استجابة لأستغاثة الشعب اللبناني في الرابع عشر من أذار الشهير حين افترش مليون ونصف لبناني الطرقات منددين بالاحتلال السوري و بعملائه في لبنان ومؤسسين بذلك لانطلاقة ثورة الأرز.

 

كما أن شعب  ثورة الأرز يعوّل على مقررات اجتماعكم المقبل لأعطاء هذه الثورة دفعا جديدا وزخما جديدا لاستكمال تحقيق أهدافها، هذه الثورة التي توقفت بفعل الهجمة الشرسة الأيرانية السورية عبر وصاية جديدة فرضت على لبنان بقوة سلاح طالبان لبنان، حزب الله الأرهابي وأتباعه .

 

حضرات رؤساء القرار 1559 ، كما سمتكم الصحافة اللبنانية مؤخرا،

 

اذ نعلم مدى معرفتكم بالوضع في لبنان و متابعتكم الحثيثة للملف اللبناني و أصراركم على مساعدة ثورة الأرز حتى استكمال تحقيق أهدافها، نتمنى عليكم ان تأخذو بعين الأعتبار في أجتماعكم المقبل الأمور التالية:

1-لا يوجد في لبنان موالاة و معارضة كما هو شائع، بل ما يعيشه بلدنا اليوم هو ثورة حقيقية في وجه الوصاية المتبقية لسوريا وايران والمتمثلة بهيمنة سلاح حزب الله على القرار السياسي.

 

2-ان مقولة ان لبنان يعيش انقساما سياسيا وان على اللبنانيين ان يجلسوا على طاولة حوار ويتفقوا هي مقاربة خاطئة للأمور لأنه يعطي شرعية لوجود حزب الله الأرهابي ويطلب من ثورة الأرز أن تجري تسوية مع الأرهاب .

 

3-أعتبار حزب الله ممثلا للطائفة الشيعية هو جريمة في حق هذه الشريحة من الشعب اللبناني التي تعيش منذ عشرين عاما هيمنة هذا السلاح على قرارها بمباركة سورية، أيرانية ، وفي بعض الأوقات السلطة اللبنانية فحزب الله ليس أكثر من أحد فيالق مرتزقة الحرس الثوري الأيراني المعروف الأهداف .

 

4-أن ما يسمى بقوى المرضة و بقوى الثامن من اذار ما هم الا حزب الله وعملاء سوريا التقليديين وأتباعها الجدد الذين سهلوا لها أحتلالها للبنان وقمعوا وزجوا في السجون وقتلوا بأسمها العديد من اللبنانيين الأحرار على مدى ثلاثين عاما و بالتالي فان المكان الطبيعي لهؤلأ، في ظل ثورة الأرز هو السجون وليس الجلوس ضمن القيادات .

 

5-تعيش ثورة الأرز اليوم حربا غير متكافئة على الأرهاب اذ أن حجم المنظمات الأرهابية التي تحتضنها ايران و سوريا وترعاها في لبنان المنظمة الأم المتمثلة بحزب الله تفوق بكثير قدرة كافة قوى الدولة اللبنانية مجتمعة أذ أنهم يسيطرون أمنيا على ما يقارب الخمسين بالمئة من الجغرافيا اللبنانية بحجة المربعات الأمنية والمخيمات الفلسطينية التي ممنوع على الدولة الدخول اليها، يتمتعون بتمويل لا محدود، يمتلكون افضل أنواع السلاح بكميات هائلة حدودهم مفتوحة مع سوريا دون رقيب لديهم مخيمات تدريب خاصة ويهيمنون على قرار الدولة بقوة السلاح .

 

6-أن القيادات التي أخذت على عاتقها استكمال تحقيق اهداف ثورة الأرز والتي وجدت نفسها للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما حرة في أتخاذ القرار أنتجت لقلة خبرتها :

 

أ‌-حكومة لبنانية أعطي فيها حصة للأرهاب و لأتباع سوريا بتوزير وزراء لحزب الله وحركة أمل حلفائهم مم أدى ألى تعطيل عملها عند أول أستحقاق حقيقي .

 

ب‌-مجلسا نيابيا يضم أكثرية شرعية منتخبة ديمقراطيا ولو وفق قانون غازي كنعان وأقلية لا شرعية لا يستهان بها منتخبة بقوة سلاح حزب الله في مربعاته الأمنية و مناطق نفوذه

 

ج- رئيسا لمجلس النواب شريكا أساسيا لحزب الله ومجاهرا بأنه يعمل لأقامة مجالس العزاء للقرارات الدولية مما ادى الى شلل تام في كافة مؤسسات الدولة ولأغلاق أبواب المجلس النيابي في وجه الأستحقاقات المصيرية وأهمها الأستحقاق الرئاسي .

 

السادة الرؤساء،

 

أن الأنتخابات الرئاسية  في لبنان، والمشمولة بالقرار 1559 هي أحدى معارك المجتمع الدولي في حربه على الأرهاب كما هي المنطلق الوحيد لاستكمال ثورة الأرز في وجه الأحتلال و ألأرهاب .

 

لذلك فأن اي فشل في تحقيق الأنتصار في هذه المعركة سيدفن ثورة الأرز في مهدها وسيحول لبنان ألى أرض خصبة لتصدير الأرهاب ألى العالم .

 

وبالتالي فان الأكثرية النيابية المنتخبة ديمقراطيا، في ظل ضعف الدولة و مؤسساتها كافة، ألأمنية منها والسياسية وعدم قدرتهم على الوقوف في وجه قدرة وحجم الأرهاب المتمثل بعملاء سوريا و ايران ، هي أمام أحد خيارات ثلاث :

 

1-أنتخاب رئيس تسوية مع حزب الله ، أي مع سوريا و أيران وبالتالي سيتحول لبنان الى محافظتين: محافظة تحت النفوذ السوري المباشر ومحافظة ولاية الفقيه تحت النفوذ مرتزقة الحرس الثوري الأيراني أي دويلة حزب الله

 

2-عدم القبول بالتسوية و الذهاب الى فراغ رئاسي و محاولة تسليم السلطة الى الحكومة الحالية التي يرأسها الرئيس السنيورة ولا نعرف ماذا ستكون الأوامر ألى حزب الله و أتباعه في هذه الحالة .

 

3-أنتخاب رئيس بأصوات الأكثرية فقط يتضمن برنامجه تحقيق أهداف ثورة الأرز وتبيق القرارات الدولية .

 

 أذ يعرف الجميع أن الخيار الثالث هو الخيار الوحيد الذي يؤمن استمرارية لبنان التعايش، وضع لبنان على طريق الخلاص و تطبيق القرارات الدولية واستكمال تحقيق اهداف ثورة الأرز الآ أن أي نائب في لبنان لن يجرؤ على الذهاب في هذا الخيار الآ اذا لمس دعما كاملا من الأمم المتحدة و أصدقاء لبنان في المجتمع الدولي يؤمن حماية هذا الأنتخاب، حماية لبنان من انقلاب كامل يقوم به حلفاء سوريا وأيران بقوة سلاح حزب الله وباقي المنظمات الأرهابية ويضبط حدود لبنان مع سوريا بما يمنع أي تدخل سوري جديد في الشؤون اللبنانية .

 

وبالتالي،فيا صديقي لبنان العزيزين،

 

 ان تدخلكم المباشر لحماية لبنان و لحماية الأستحقاق الرئاسي مطلوب بالحاح لأن التخلص من الأرهاب المتفشي أنتصار ثورة الأرز في معركة الرئاسة هما مسؤولية دولية وليس فقط مسؤولية لبنانية أذ أن تحقيق هذين الأنتصارين يرتبط بالحرب العالمية على الأرهاب و بالقرارات الدولية من أجل لبنان خاصة القرار 1559 .

 

وأن ضعف الحكومة اللبنانية في وجه المهيمنين على قراراتها وفي وجه التهديدات المباشرة وغير المباشرة يجعلها غير قادرة حتى على الطلب الى الأمم المتحدة حماية شعبها ونوابها فهل تنتظرون منها طلب حماية الأستحقاق الرئاسي؟

 

فليكن عنوان أجتماعكم المقبل وضع الأستحقاق الرئاسي والقرارات الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ولتكن قراراته استنهاض العالم سياسيا، ماديا، وعسكريا لمساعدة شعب لبنان في استكمال ثورة الأرز وليكن ذلك مرة جديدة استجابة لأستغاثة شعب لبنان وخلاصا لشعب ثورة الأرز وحماية للمجتمع الدولي من تحويل لبنان بؤرة لتصدير الأرهاب .

 

طوني نيسي