حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية

 

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي  تحت عنوان: لبنان والثورة السورية

 يسألنا البعض لماذا نقف إلى جانب الثورة السورية؟ وماذا لو فشلت ونجح النظام في إخمادها؟ أو سقط النظام وعمّت الفوضى وانتقلت إلى لبنان؟

 أسئلة يطرحها اللبنانيون وينقسمون حولها من منطلقاتٍ طائفية أو حزبية أو مصالح شخصية، بينما الواقع يفرض على لبنان دعم الثورة السورية من منطلقات مبدئية أولاً، وتاريخية وإنسانية وسياسية ثانياً.

 الثورة بالمفهوم المتعارف عليه هي التعبير الصارخ عن غضبٍ مكبوت يفجّره الشعب في ظرفٍ معيّن عندما يطفح به الكيل من مظالم متراكمة ارتكبها بحقه حاكم مستبدّ أو نظام فاسد.

 وعندما تثور الشعوب على حكّامها تكون هي دائماً على حقّ لأن الظلم لا يأتي منها بل من الحكّام، وعليه يصبح دعم الثورات الشعبية المنادية بالحرّية والعدالة والديموقراطية واجباً إنسانياً وأخلاقياً مُلِحّاً. وبناءً على هذا الواجب وقفنا مع أحرار العالم إلى جانب الثورات المندلعة من حولنا، من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى اليمن والآن إلى سوريا، بينما البعض الآخر وتحديداً الحُكم اللبناني اعتمد معايير إنتقائية تجاه هذه الثورات، فدعم الثورة الليبية دون غيرها على خلفية إخفاء الإمام موسى الصدر، بينما وقف ضُدّ الثورة السورية على خلفية تبعيّته للنظام السوري ومصالحه معه.

من الناحية التاريخية فإن أي تقاعس عن دعم الشعب السوري في مواجهة أخطر نظام قمعي في العالم يخالف رسالة لبنان الفريدة من نوعها التي قامت منذ قديم الزمان على نشر ثقافة الحرّية والديموقراطية ونصرة الشعوب المضطهدة، فكان لبنان على رأس الدول التي شاركت في صياغة نصوص شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

 ومن الناحية الإنسانية، فإننا نشاطر الشعب السوري آلامه وعذاباته باعتبار ان المصيبة الواحدة جمعت في ما بيننا، فالمذابح اليومية المنظّمة التي يتعرّض لها هذا الشعب منذ سبعة شهور، قد سبق وتعرّضنا لمثيلاتها لعقودٍ طويلة على يد نفس النظام، مع الفارق ان العالم بأسرهِ تواطأ ضدّ اللبنانيين إبّان الغزوة السورية ـ الفلسطينية عليهم منذ العام ١٩٧٥، فروسيا المعروفة بمواقفها اللا إنسانية كان إسمها يومذاك الإتحاد السوفياتي، والإدارة الأميركية كانت سائرة في ركاب السياسة السعودية المناصرة للسوريين والفلسطينيين، والقارة الأوروبية التي صار إسمها الإتحاد الأوروبي كانت غائبة عن السمع، والإعلام الإقليمي والعالمي الذي يغطّي اليوم بحماسة بارزة جرائم النظام السوري كان في الحرب على لبنان غائباً عن السمع والبصر أيضاً.

 ومن الناحية السياسية أخيراً، فإن انهيار النظام السوري سيفضي حتماً إلى تحرير لبنان من قبضته الحديدية التي ما زالت تمسك بخناقه حتى الساعة وتفرض عليه تشكيلات وزارية موالية له، وسيفضي أيضاً إلى قطع الجسر الجيو ـ استراتيجي الواصل بين الثورة الإيرانية وامتداداتها في لبنان، الأمر الذي سيساهم في إضعاف الدويلات المسلحة الطاغية على الدولة الأم. كما وأن نجاح الثورة السورية سيفرز حتماً نظاماً ديموقراطياً ولو بعد حين، مِمّا سيريح لبنان على المدى الطويل من ويلات الأنظمة الديكتاتورية المجاورة له وأطماعها التوسعية وجرائمها ضدّ الإنسان والإنسانية.

 من الشرفاء في لبنان إلى الأحرار في سوريا تحية إكبار وإعجاب.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز 

في ٨ تشرين الأول ٢٠١١.