حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية

 

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

المبادرة العربية عوراء وعرجاء وجوفاء

ان المبادرة العربية تجاه سوريا لم تأتِ متأخرة فحسب، بل جاءَت عوراء وعرجاء وجوفاء على صورة جامعة الدول العربية ومثالها.عوراء، لأنها ساوت بين الجلاد والضحية، على حد تعبير المجلس الوطني السوري، بدل الإنحياز للضحية والتنديد القاطع بالمجازر البربرية التي ما فتىء النظام السوري يرتكبها بحق شعبه منذ ما يقارب الثمانية أشهر.

وعرجاء، لأنها اعتمدت السير عكس حركة التاريخ، وسلكَت طريقاً متعرّجاً لن يؤدّي إلا إلى حائطٍ مسدود، بمعنى ان مبادرتها ارتكزت على الحوار بين نظام فَقَدَ شرعيته وعلّة وجوده من جهة وبين شعبٍ قال كلمته وحزم أمره وقرّر السير بثورته حتى النهاية من جهةٍ أخرى، وبهذا يكون هذا الشعب قد سبق الجامعة العربية بأشواطٍ بعيدة.

وجوفاء، لأن برنامجها لم يتضمن بنوداً واقعية وعملية تكفل حَلّ الأزمة حلاً جذرياً، ولا آلية محدّدة لتنفيذه على الأرض.

ولو كانت الجامعة العربية جادة في مسعاها لإعتمدت برنامجاً من أربع نقاط هي التالية:

١_ الإعتراف العلني والصريح بالمجلس الوطني السوري، وبفقدان النظام السوري شرعيته منذ ان اعتمد الحل الأمني الدموي سبيلاً للبقاء في السلطة.

٢_ تجميد عضوية سوريا في مجلس الجامعة العربية حتى سقوط النظام كما فعلت في ليبيا.

٣_ الضغط السياسي والديبلوماسي والإقتصادي على روسيا والصين لإرغامهما على تغيير موقفهما المساند لهذا النظام.

٤_ الطلب من المجتمع الدولي التدخل العاجل والسريع لحماية الشعب السوري من الإبادة المنهجية وبالطريقة التي يراها مناسبة إذ ليس بمقدور العالم التفرّج أكثر على هذه المذبحة المستمرة من دون أن يحرك ساكناً.

ان كل كلام خارج إطار هذه النقاط هو مجرّد ثرثرة وهراء، والأخطر انه يعطي المزيد من الوقت لهذا النظام لكي يستمر في مساره القمعي بوتيرة متصاعدة، وفي التملّص من إلتزاماته الإصلاحية الموعودة، وتعويم نفسه أطول مُدّة ممكنة تحت غطاء العباءَة العربية.

نقول هذا على خلفية خبرتنا المريرة مع النظام الأسدي حيث ان اللبنانيين الذين ذاقوا طعم القمع السوري على مدى سنوات عديدة يعرفون جيداً براعة هذا النظام في ثقافة المراوغة والمداهنة والمماطلة التي انطلت على العالم أربعين عاماً قبل أن تنكشف وينفضح أمرها، كما ويعرفون أكثر من غيرهم تاريخ الجامعة العربية العريق بالفشل بعد ان تركتهم يتخبطون لثلاثة عقود في اشداق الوحش السوري من دون أن يرف لها جفن عين، ولولا ثورة الأرز في العام ٢٠٠٥ لكان الإحتلال السوري ما زال جاثماً على صدورهم حتى الساعة. ولا نذيع سراً إذا قلنا ان الأزمة اللبنانية كانت تزداد تأججاً كلما سعت هذه الجامعة إلى مبادرة لحلها، ونحن شهود على ذلك.

مَرّة جديدة ننصح أحرار سوريا ألا يعوّلوا على الجامعة العربية في شيء، ولا نخالهم فاعلون، بل على شجاعتهم وثباتهم وسواعدهم دون غيرها.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

في ٢٩ تشرين الأول ٢٠١١.