حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

لقد شكّل إنتخاب البطريرك الماروني عِبرَ العصور علامة فارقة في تاريخ لبنان، وأخذ بُعداً محلّياً وإقليمياً تعدّى نطاق الطائفة والوطن. فعلى الصعيد المحلي كان للدور الوطني الكبير الذي لعبه البطاركة القدّيسون الفضل الحاسم في الحفاظ على استقلال لبنان وحرّية شعبه وترسيخ كيانه الجغرافي والسياسي، فاستحقّوا عن جدارة لقب مجد لبنان أعطي له. وعلى الصعيد الإقليمي كان لهم حضوراً فاعلاً ومؤثراً منحهم لقب بطاركة إنطاكية وسائر المشرق. ولشدّة تقواهم قيل عنهم: قلوبهم من ذهب وعُصيّهم من خشب.

 

وكما هو معروف، فقد كان مقام البطريركية المارونية في بكركي أو وادي قنّوبين، أو يانوح، أو المغيري، أو ابلج أو إهدن، أو غيرها من المطارح العديدة التي حلّ فيها هؤلاء البطاركة، المرجع الأول الذي كان يلجأ إليه اللبنانيون في أيام المِحَن والأخطار والحروب التي كانت تضرب البلاد بين الفينة والفينة، والصخرة المنيعة التي تحطّمت عليها المؤامرات والغزوات والأطماع الخارجية منذ الفتح العربي إلى العهد الأموي إلى المماليك إلى الفتح العثماني إلى عهد الإنتداب الفرنسي وصولاً إلى الإحتلال الفلسطيني ـ السوري ـ الإيراني الذي ما زال جاثماً على صدر الوطن حتى الساعة.

 

في هذا السياق تَمَّ بالأمس إنتخاب البطريرك الجديد مار بشارة بطرس الراعي، وجاء في ظروف على درجةٍ عالية من الدقة والخطورة مِمّا يجعل مهمته في غاية الصعوبة، خصوصاً وسط مشهدٍ سياسي متفجّر، وانقساماتٍ حادّة مزّقت الطائفة والوطن أفقياً وعامودياً، وضحالة سياسية بلغت قعر الأسفاف والإنحطاط والسفالة.

 

 ولكن وبالرغم من هذه الصورة القاتمة طغت على اللبنانيين عموماً موجة من الفرح والتفاؤل لدى سماعهم نبأ إنتخاب البطريرك الراعي، ولا نجد تفسيراً لهذا الشعور سوى انهم توسّموا في ملامحه الخير علّه يعيد الأمل إلى نفوسهم اليائسة والحياة إلى وطنٍ يتقلّب على فراش الموت.

 

ونحن إذ نضمّ صوتنا إلى صوت المتفائلين والمرحّبين بمجيء غبطته إلى سدّة البطريركية، ندعو الله ان يسبغ عليه نعمه الغزيرة وبخاصة نعمة الحكمة لإتخاذ المواقف الصحيحة، ونعمة الشجاعة للوقوف في وجه الباطل وقوى الشر، ونعمة الصبر لتحمّل الأعباء الثقيلة التي تنتظره وما أكثرها.

 

 في غمرة الإفلاس السياسي الحاصل على مستوى المؤسسات الدستورية والحكومية والحزبية، أنظار اللبنانيين بمختلف طوائفهم وانتماءَاتهم مشدودة اليوم إلى بكركي آملين ان تستعيد دورها التاريخي المعهود في ترميم ما هدّمه هذا الزمن العاطل.

 

 

لبَّـيك لبـنان
  أبو أرز

 

 في ١٨ آذار ٢٠١١.