حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 لن نتطرّق في هذا البيان إلى موضوع الحكومة اللبنانية وشؤونها وشجونها، إذ بات ينطبق عليها المثل القائل: فالج لا تعالج... بل سنتكلم عن موقع ويكيليكس الذي خطف الأضواء وشغل العالم وأصبح على كل شفة ولسان.

 

من جهتنا، لم نكن بحاجة إلى هذا الموقع الإلكتروني لكي نكتشف أسرار الأنظمة العربية وسياساتها المبنية على النفاق والباطنية والتآمر على شعوبها وجيرانها. ولعلَّ أصدق مَنْ عبّر عنها هو ذلك الديبلوماسي القطري الذي قال لزميله الأميركي عن العلاقات الإيرانية ـ الخليجية: هم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم.

 

وأين السر الذي كشفه ويكيليكس عندما أشار في إحدى وثائقه المُسرّبة، إلى ان الأنظمة السُنّية بزعامة المملكة العربية السعودية، تعتبر إيران وامتداداتها الشيعية، وليس إسرائيل، بمثابة الخطر الأول الداهم عليها، وتسعى بالتالي مع حليفها المعسكر الغربي لدرئه بشتّى الوسائل بما فيها العسكرية. ولو استطاع ويكيليكس إختراق المراسلات السرّية للمعسكر الشرقي (الصين، روسيا، كوريا الشمالية) لوجد ان إيران تسعى بدورها مع حلفائها لإلغاء أعدائها بالطريقة عينها.

 

ما يهمّنا كلبنانيين في هذا الموضوع هو ان لبنان تحوّل كعادته إلى ساحةٍ مثالية للصراع السنّي ـ الشيعي، القديم المتجدّد، والمفتوح على أوخم العواقب، وان الباطنية السياسية التي مارسها العرب والفرس على هذا البلد جعلت منه الضحية الأولى في هذه المنطقة من العالم... ومثالاً على ذلك:

 

منذ العام ١٩٧٥ والنظام السوري يردّد المعزوفةِ عينها: سوريا حريصة على أمن لبنان واستقراره والوفاق بين شعبه، وتقف على مسافة واحدة من الأطراف المتنازعة... إلخ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الساعة لم يرَ لبنان يوماً أبيضاً، ولم يعرف لا الأمن ولا الاستقرار ولا الوفاق، بل مزيداً من الصراعات والحروب المتناسلة، والإنشقاقات المتفرّخة بين الأطراف الموالية لدمشق والأطراف المعادية لها.

 

وعلى غرار سوريا، لم يبقَ بلد عربي لم يتورّط في الأزمة اللبنانية بصورة أو بأخرى، ودائماً تحت شعار، مساعدة لبنان على تجاوز محنته. إلاّ ان معظم الأنظمة العربية تآمرت عليه ولو بنسبٍ متفاوتة، حتى صحّت فيهم المعادلة التالية: كلما زاد تدخل العرب في لبنان، كلما زادت أزمته تفاقماً وتعقيداً.

 

ثم جاء دور الباطنية الفارسية، فحذت حذو العرب، وحوّلت بعض لبنان إلى ولاية إيرانية كاملة الأوصاف مع ترسانة عسكرية تفوق ترسانة الجيش بأضعاف، وفرضت عليه، خلافاً لإرادة شعبه، الإلتحاق بمنظومة "دول الممانعة"، ووضعته في واجهة الصراع الذي تخوضه ضدّ إسرائيل وعرب السُنّة... وكل هذا تحت شعار: إحترام سيادة لبنان والحرص على أمنه واستقراره ووحدة أبنائه!!!

 

إذا كان "أشقاء" لبنان وأصدقاؤه على هذه الشاكلة، فينطبق عليهم القول المأثور: اللّهمَ نجِّني من أصدقائي، اما أعدائي فأنا كفيل بهم.

 

 

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

 

 في ١٧ كانون الأول ٢٠١٠.