حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

اتخذ الصراع القائم على أرض لبنان منذ أكثر من ثلاثة عقود أشكالاً مختلفة، وتورطت فيه أطراف عدة، لدرجة ان طبيعة هذا الصراع أصبحت ملتبسة على المراقبين والمعنيين بالشأن اللبناني، وحتى على اللبنانيين أنفسهم.

 

وللتوضيح نقول ان جوهر هذا الصراع كان وما زال حتى الساعة صراعاً بين الحقيقة والباطل، ولا نرى نهاية له ما دام الباطل سيّد الموقف، والحقيقة غائبة أو مغيّبة أو مغلوباً على أمرها... ذلك لأن لبنان، بحسب العارفين، هو بلد الحقيقة بامتياز، لا بل توأم لها، وهي علّة وجوده، تماماً كالماء بالنسبة للسمكة، تنتعش كلما كثرت من حولها الماء وتختنق كلما جفّت؛ وهذا ما يفسّر حالة الإختناق التي يعيشها هذا البلد منذ ان بدأ ينحرف عن الحقيقة ويسير نحو الضلال.

 

نحن نعتقد ان ثقافة الضلال والتضليل التي مارسها أهل السياسة على مدى العقود الماضية، وكمية النفاق الهائلة التي ضُخّت في عقول الناس، هي التي ورّطت لبنان في أزماته المتشعّبة، وساهمت في تعقيدها وتفاقمها على النحو الحاصل اليوم.

 

ولا نقول هذا الكلام على خلفية اللغط الدائر حول المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه فحسب، بل أيضاً على خلفية كل الجرائم السياسية التي ارتُكبت على أرضنا منذ العام ١٩٧٦ إلى اليوم، أي ذلك المسلسل الدموي الرهيب الذي بدأ مع اغتيال كمال جنبلاط وسليم اللوزي ورياض طه وحسن خالد وناظم القادري وصبحي الصالح وبشير الجميّل ورنيه معوّض وغيرهم وغيرهم، وكلها جرائم ما زالت مطموسة وملفاتها مغلقة ومختومة بالشمع الأحمر، وصولاً إلى جريمة اغتيال رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميّل ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرنسوا الحاج ووسام عيد وسامر حنا إضافةً إلى الشهداء الأحياء مروان حمادة والياس المُرّ ومي الشدياق، وما يطالب به اللبنانيون الشرفاء هو جلاء الحقيقة عن كل الجرائم المذكورة أعلاه أيّاً كانت الجهة أو الجهات التي تقف وراءَها، لأن السكوت عن الجرائم لا يوقفها بل يفاقمها، ويحوّل لبنان إلى مرتعٍ للمجرمين الفالتين من قبضة العدالة، ويُبقي الساحة اللبنانية مفتوحة على شتّى أنواع الأزمات والحروب.

 

مما تَقدّم نستنتج ان الصراع في لبنان سيبقى مستعراً إلى ان ينتصر الحق على الباطل ولو بعد حين... وإلا عبثاً يبني البنّاؤون.

 

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

في ١٣ آب ٢٠١٠.