حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

تابع مسلسل الحرائق ازدهاره في هذه الأيام، فضرب عدّة مناطق، وبلغ ذروته يوم الأحد الماضي حيث اندلعت عشرات الحرائق والتهمت مساحات شاسعة من الغابات والأشجار المعمّرة وحوّلتها إلى مشاحر، ولولا همّة الأهالي والجنود الذين تصدّوا لها بوسائل بدائية، والأمطار التي هطلت في ما بعد، لوصلت ألسنة النيران إلى القرى والمنازل وحوّلتها إلى ركام.

 

المُقلق في الأمر ان هذا المسلسل الإجرامي الذي يفتك تباعاً بثروة لبنان الحرجية هو بمعظمه مفتعل بحسب المصادر الرسمية، ومبرمج بحسب مصادرنا، وحتى الساعة لم يتمّ القبض على أحدٍ من هؤلاء المجرمين المصرّين على تحويل لبنان الأخضر إلى لبنان الأسود إشباعاً لغريزة الحقد والحسد التي تعمي بصيرتهم.

 

وكعادتهم، عزا المسؤولون أسباب التقصير في إخماد الحرائق إلى انحباس المطر ووعورة الأرض وعدم توافر الإمكانات اللازمة وغيرها من الحجج الواهية التي لم تعد تقنع أحداً، من دون ان ينسوا طبعاً التعبير عن أسفهم، والتنديد بالفاعلين... إلى آخر المعزوفة الباهتة والمُمِلّة والتي لا تقدّم ولا تؤخّر في وقف هذا المسلسل التخريبي المتعمّد الذي يستهدف هذه المَرّة الطبيعة في لبنان، بعد ان استهدف الكيان والهوية والمؤسسات... والفاعل بنظرنا هو نفسه، لم يتغيّر ولم يتبدّل، صحراوي الإنتماء، يكره جمال الطبيعة فيسعى إلى تصحيرها، قبيح النفس، يكره نضارة الغابات فيبادر إلى تقبيحها وتفحيمها!!!

 

وإذا كانت الدولة عاجزة عن حماية أحراج لبنان من الإبادة الجماعية، فما الذي يمنعها من حماية جباله من المقالع والكسّارات التي ما فتئت تنهش في باطنها كل يوم، وتحوّلها إلى جبال جرداء لا تقلّ بشاعةً عن وجوه السياسيين الكالحة، واطلالاتهم التلفزيونية المقززة؟

 

هذا من دون العودة إلى التذكير بإنجازات الدولة "الباهرة" على صعيد الكهرباء المقطوعة منذ أجيال، والتي التهمت بدورها ما يقارب العشرين مليار دولار من أموال الخزينة، أي ما يعادل ثلث الدَّين العام!! أو على صعيد الماء، حيث حنفيّات المنازل فارغة بينما أنهر لبنان تروي البحر وكل دول الجوار، ما عدا دولتنا العليّة!!

 

كل هذا والحكومة غائبة لا تجتمع كي لا تنقسم، ومجلس النوّاب في إجازةٍ قسرية ينتظر البتّ في بدعة "شهود الزور"، والمسؤولون يطوفون العالم بحثاً عن حلولٍ خارجية لمشاكل لا حلول لها إلاّ في الداخل.

 

وما نخشاه حقاً، إذا ما استمرّت الأوضاع في مسارها الإنحداري العامودي، ان تتحوّل هذه الجنّة التي اسمها لبنان، على يد هذه الزمرة السياسية، إلى دولةٍ من دول العالم الرابع، يهجرها أهلها يأساً وقرفاً، لا يبقى فيها سوى الغرباء والطارئين وشذاذ الآفاق!!!

 

والأدهى من كل شيء، سكوت الشعب التام عن كل ما يجري من حوله وعلى حسابه، فهو صامت صمت أهل الكهف، قانعٌ خانع، لا يغضب ولا يثور، ولا يقلب الكراسي على رؤوس الجالسين عليها!! فإلى متى؟؟؟

 

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

في ١٠ كانون الأول ٢٠١٠.