حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

نضُم صوتنا إلى الأصوات التي رحّبت بالسينودوس من أجل الشرق الأوسط والرسالة الختامية التي صدرت عنه، والتي دَعَت إلى تعزيز العدل والسلام في هذه المنطقة، وقبول التعدّدية الدينية، واحترام حقوق الإنسان، واعتماد الحوار بين الأديان الثلاثة لإزالة أي سؤ "فهم أو خلل" وقع أو قد يقع فيما بينها... كما دعت المسيحيين ان يثقوا بالمستقبل ويبقوا في أوطانهم ويحافظوا على أراضيهم وممتلكاتهم ولا يتسرّعوا في بيعها والتفريط بها... إلخ.

 

ولكن ما تخشاه الأقليّات في هذه المنطقة من العالم ان لا تلقى هذه الرسالة المفعمة بالقيم الروحية والإنسانية، آذاناً صاغية لدى القيّمين عليها من أنظمة وحكّام ومسؤولين، فتصبح صرخةً في وادٍ كما حصل مع السينودوس من أجل لبنان والإرشاد الرسولي الذي صدر عنه في أيّار من العام ١٩٩٧، حيث الإحصاءات تشير إلى ان هجرة الشباب المسيحي إرتفعت وتيرتها بعد ذلك التاريخ بشكل مُخيف، وارتفعت معها موجة بيع الأراضي للغرباء، خصوصاً في منطقة جبل لبنان، فبلغت اليوم حدوداً غير مسبوقة باتت تهدّد بتغيير ملامح لبنان الديموغرافية والجيو ـ سياسية، وبالتالي القضاء على التمايز الحضاري الذي يتفرّد به هذا البلد.

 

وإذا لم يتدارك المسؤولون وعلى رأسهم الكنيسة، هذا الواقع الخطير على جناح السرعة، وإذا ما استمرّت موجات الهجرة وبيع الأراضي على النحو التصاعدي الجاري حاليّاً، فقد نُصبح قريباً غرباء في أرضنا، وعلى المدى غير البعيد، غرباء في بلادٍ غريبة كما حصل مع الفلسطينيين عام ١٩٤٨، وعندها نكون قد خسرنا كل شيء ولا يعود ينفع الندم. واجتماعات السينودوس تُصبح بلا قيمة، ورسائلها حبراً على ورق.

 

اننا ندقّ ناقوس الخطر قبل فوات الأوان، ونطلب من الكنيسة ان تُقرن أقوالها بأفعالٍ ملموسة على أرض الواقع، فلا تكتفي بتوجيه الرسائل الإنشائية والمواعظ اللاهوتية، والتنديد بالمجازر، وإقامة الصلوات عن أنفس الضحايا... بل ان تنزل من قصورها العاجيّة وتعيش مع الناس كما فعل سيّد الكنيسة، فتتحسّس أوجاعهم ومعاناتهم، وتبادر بما عندها من إمكانيّات كثيرة ومتنوّعة ونفوذٍ معنوي هائل، إلى إقامة مشاريع إنمائية واقتصادية واجتماعية ومالية وغيرها، بالإشتراك مع القطاع الخاص، من أجل إنعاش الطبقة الفقيرة وذات الدَخل المحدود وتثبيتها في وطنها وأرضها، وذلك من دون الإعتماد على الدولة الغائبة أصلاً والتي أصبحت عِبئاً على الناس لا سنداً لهم كما في الدول التي تحترم نفسها وشعبها.

 

الكنيسة قادرة على فعل الكثير إذا ما وجِدت النيّة والإرادة، وإلا فالمصير في مهبّ الريح... وعندها لا يعود ينفع البكاء وصرير الأسنان.

 

لبَّـيك لبـنان

  أبو أرز

  في ٥ تشرين الثاني ٢٠١٠.