زقاقي- طروادي مكسورة زجاحته القنديل!

الياس بجاني

مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يخجل العاقل عندما يسمع النائب المعّين ناصر قنديل "عم يسمع  متيلتو العنجرية كرج الحجل" مسوقاً "عنجرياً وعكاظياً" عبر وسائل الإعلام اللبنانية للإحتلال وإفرازاته دون خجل أو وجل.  سفسطائي رقم أول يظن أنه بكثرة الكلام الفارغ  والمواقف الانبطاحية يُظهر براعة شطارته ليبيع فيها بضاعته "القرداحية" البالية للناس من سوق أهل النوق. إنه مريض الغرور والطروادية، بجدله البيزنطي الأجوف.

نحن لا نتجنَّى على الفهيم وإنما على مُدَّعي الفهم. وما لنا هنا ولعلم الأمراض النفسية والعقلية وللأوصاف السيكولوجية، فإنها في شأن عوارض القنديل تستوجب وضع الرجل وبسرعة في مصحَّاً عقلياً أو محجراً صُحيًّا، إلا أنه وبسبب بعدنا، بل إبعادنا!! نترك شأن هذا الأمر لأهل الاختصاص في وطننا الجريح حيث الأقربون هم أولى بالمعرف، وعلى حد علمنا، "مصحة دير الصليب العقلية" لا ترد محتاج.

أمَّا في قضية الوطن وثوابته وحرية ناسه، فالمسألة تختلف جملةً وتفصيلاً.

صدفة استمعت الخميس إلى حلقة "كلام الناس" عبر إذاعة صوت لبنان الحر من موقعهم على الإنترنيت. مقدم البرنامج الصحافي مرسال غانم استضاف في الحلقة الدكتور الياس الزغبي، مسؤول الإعلام في التيار الوطني الحر، والنائب المعيّن ناصر قنديل حيت دارت بين الضيفين مناقشة حول ثوابت الوطن، فبدا لي القنديل وكأن فتيلته الطويلة تحشرج وتلفظ الأنفاس. إن القناديل عادة تضيء وترشق الظلمات بالأنوار، ولست أعلم لماذا هذا القنديل وزجاجته المكسورة من لهثة المسلول ينطفىء، وما نكاد نعطس حتى يفطس وفي شحتار شمَّامته يغطس. أين تراه تعلَّم قواعد اللياقة ومباديء الأدب والأخذ والردّ في الحوار والنقاش والجدل؟  ومن أي مدرسة وطنية تخرَّج وتدرَّج ؟ أي إنسان، تسمح أخلاقه والشرف، شهامته والإباء وبالتالي احترامه لسيادة واستقلال أعطاه الآباء والأجداد الميامين للبنان بالاستشهاد على أعواد المشانق، يرضى بهيمنة سلطة دولة غريبة على كيان شعب وأرض الأبناء والأحفاد ؟ أية كرامة وأية مرؤة وأيّ عنفوان يقبل بغير أبناء الوطن يديرون دفَّة السفينة للعيش فيه أحرارا كبارا؟

وحده الرجل الرخيص يرفض شعبه مستقلاً ويستجير بالغرباء للسطو والقهر القضاء عليه. إن مفهوم الوطنية  لدى السيد بتصغير اسمه"القندول" تبيَّن أنه غامض مبهم معدوم. مكشوفة صارت النيَّات ولا تغيب عن بال باصر يا ناصر.

يريد المسيحييون استفتاءً قبل سواهم ولكن ليكن استفتاءً حاصِياً المقيمين والمغتربين. هذا هو المنطق الأسلم وهذا ما يتمنَّونه بطيبة خاطر. كفى طاحونك يُجعجع ولا يُرِي طحيناً ضارباً على الوتيرة ذاتها حتى اشمئزًّيْنا من "اللتلته".

أقول لك بأن المسيحيين وبخاصة الموارنة سيبقون عَصَبَاً لِبلدِ الأرز غصْباً عن كل طاريءٍ وصائدٍ في الماء العكر، وماسكين بزمام القيادة ما دام في الأرض وطن على خريطة الشرق يُدعى لبنان. نعم سيظلُّون إِبَرَاً  وأشواكاً في عيون الطامعين والغادرين والغُزاة والطغاة والمُتآمرين على لبنان-العرين.

بلِّغ وجهة نظري لِمُعلِّميك ولكل عميل ومرتهن وخائن ومفتري،  أن لا أحد بمستطاعه انتزاع هذا الحق المُمَجَّد منهم إلا الذي خلقك عزَّ وجلّ. إنهم متشبثين بما لهم وناشبين الأظفار في أمعاء الأعادي الألِدَّاء.

نصيحتنا لك بأن تلتزم وتُتقِن وتجيد احترامَ فنِّ التحدُّث إلى جلسائك. وإذا كنت تمثِّل فعلا شريحة في الوطن عليك أن ترتقي بخطابك والجواب، وأن تستوعب قبل أن تتسرَّع وتهبُط وتُهَبِّط حيطانا على محاوريك وسامعيك.

إنَّك تُجرِّح الآذان بحركاتك الصبيانية وألفاظك الغبية، ولا تُحَبِّب الإصغاء إليك.

عندنا قراءة موزونة تعرف أن تشتشفُّ معانيك المستوردة الهدَّامة المخدوعة والمُبَيَّتة.

هل صحيح أنك تمثِّل شعبك في برلمان ديمقراطي نبيل؟ إذا كان هذا صحيحا صحِّح مسارك ومسيرتك وكُن لغيرك عبرةً في تجليس اعوجاج السلوك. إن أسلوبا كالذي تنتهج بات هرِما ومن واردٍ العصور ما قبل الحجر. أملنا أن تتعلَّى إلى مستوى اللبنانيين الشوامخ الكرام، دع البهورة لأولاد الأزقة لأن للمقام إلزام، وإلا رَحِّل وتخلَّى عن منصب تشغل يقتضي التسامي والكِبَر وأطلق لنفسك عنان مشتهاها. عساك  تنتفع وتستفيد والسلام.

22/1/2005

Phoenicia@hotmail.com