لقاء المصالحة والتصحيح": مؤتمر "الريجنسي" مروق على روح الكتائب كرس الاتقسام واستغل الظروف ووجه طعنات مباشرة الى تاريخ الحزب

وطنية - 16/11/2005 (سياسة) عقدت لجنة المتابعة المنبثقة من "لقاء المصالحة والتصحيح" اجتماعها في مكتب النائب السابق ادمون رزق، وحضره: منير الحاج، جوزف الهاشم، موريس سابا، ايفيت غازي، نبيل خليفة، خليل نادر، جورج مغامس، عادل بو حبيب، جورج قسيس، اسعد عميره، ميشال جبور، شاكر سلامه، بول جلوان، مارون ابو شرف، فارس الحاج. وعرضت اللجنة الوضع الراهن لحزب الكتائب، وأصدرت البيان الآتي: "ان ما سمي "مؤتمر التوحيد والتجديد" كان تكريسا للانقسام، بسبب اصرار قيادتي "الاصلاحية والصيفي" على الاستئثار بالبيت المركزي، بعد افراغه من مضمونه الروحي، وتحويله من تراث وطني الى ارث عائلي، ومن مؤسسة ديموقراطية الى وقف ذري، وابدال القضية بالمصلحة، والنهج الديموقراطي الاجتماعي بالشخصنة، والتضحية بالمحاصصة. ومن دواعي الاسف ان يصبح الخطاب السياسي الواضح القاطع، الذي عرفت به الكتائب، نموذجا في الالتباس والمناورة، والتوظيف الوصولي.

كما لا بد من تسجيل الخرق الفاضح لبديهيات النظام، في ابسط شكلياته، والنقض المتعمد للمناقبية الميثاقية. لقد افتقد الرأي العام اللبناني، في مشهد التزكية، والمبايعة الصامتة، والاستسلام، والانسحاب الدراماتيكي، وجه الكتائب الأصيل، الصدقية والثقة والرفقة المتكافئة، والنضال المتجرد، والبطولة المجانية، والشهادة الرسولية. ويتحتم السؤال: اين الشباب؟ اين الطلاب؟ اين المثقفون؟ اين النقابيون، والعمال، والمزارعون، وارباب المهن الحرة؟ اين هي الجماهير؟ من المسؤول عن الانهيار؟ من استغل الحزب للوصول الى السلطة، وعمل على تهميشه، لينفرد بالقرار؟.

وهل تختصر الكتائب بتجميع انصار، وإمرار تعيينات، في مؤتمر قام على الغرضية في تركيبه، والكيفية في توزيع الالقاب، وتجاهل قواعد الخيار الديموقراطي؟.

ان ما جرى في ريجنسي بالاس يومي السبت والاحد، كان مروقا على روح الكتائب، بالتهافت على المغانم، واقتناص الفرص، وتزييف الشعارات، واستغلال الظروف، وتوجيه طعنات مباشرة الى تاريخ الحزب، بحجة تعويمه، وطمس معالمه بذريعة تقويمه، وتنفير قداماه بدلا من استقطاب الجيل الطالع، وتجويفه عوضا عن ملء فراغه الهائل. لقد تميز المؤتمر بغياب جوهر الكتائب عنه، ولو خفقت اعلام الورق والقماش، ورفعت اللافتات، وعزف النشيد، وصدحت الأغاني.

ان "لقاء المصالحة والتصحيح"، الذي آلى على نفسه السعي لاحياء حزب القضية اللبنانية المنسية، وتوطيد الوحدة الوطنية، مخلصا لقيم تاريخه، مستلهما مثال شهدائه ومناضليه الشرفاء، معتصما بالنهج الديموقراطي الاجتماعي الحر، يرفض مقررات المؤتمر المبرمجة سلفا، ويطعن بكل ما أسفر عنه، ولا يعترف بأي هيكلية مستحدثة، كالتي وصفها الناطق باسم قيادة الصيفي بانها "خطوة لا مثيل لها"، متناسيا ان لها سابقة شهيرة في المانيا النازية، منذ 1936 (تاريخ تأسيس الكتائب)، يوم تنصيب "الفوهرر"، الذي كان "رئيسا اعلى" هو ايضا. ولا بد ان نذكر، للتاريخ، ان المغفور له بيار الجميل تخلى عن هذه التسمية، بعد تحويل الكتائب من منظمة شبابية، الى حزب سياسي، اواسط الاربعينات، وكان يحرص على اجراء انتخابات الرئيس ونائبه والمكتب السياسي، في مواعيدها النظامية، فلم يقترح احد مرة، ولا رضي هو قط، أن يتم انتخابه لمدى الحياة، ولا قام بتزييف النظام ليتمكن من توضيب هيئة ناخبة يتحكم فيها، حفاظا على ماء وجه الديموقراطية... مع انه ظل رئيسا حتى وفاته، رحمه الله. ويحمل اللقاء طرفي التسوية الظرفية، التي قامت على التقاء مصالح شخصية، منفردين ومجتمعين، المسؤولية الكاملة الناجمة عن اضاعة آخر فرصة لاجراء مصالحة حقيقية شاملة، ويعتبر تصرفهما خروجا نهائيا من اي معادلة للتصحيح، في المستقبل، مؤكدا العزم على الاستمرار، في صيغة تنظيمية جديدة تقررها الهيئة العامة، بعد التشاور مع مجموعات الرفاق الامناء".