المطارنة الموارنة:التجاذب الفاضح بين أهل السلطة يندى له الجبين خجلا

الوضع لا يدعو الى الطمأنينة ونجاح باريس -3 دل على ما لوطننا من مكانة على الموقعين على وثيقة الثوابت تغليب المصلحة الوطنية على مصلحتهم

وبذل جهدهم لدرء ما يتهدد لبنان من مخاطر خارجية وداخلية

 

وطنية-7/2/2007(سياسة) عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي قبل ظهر اليوم برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، ودرسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، هنا نصه:

 

1- إن الوضع العام في لبنان لا يدعو الى الطمأنينة، وما جرى يومي الثلثاء والخميس أي في الثالث والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الفائت من تظاهرات وإحراق دواليب وقطع طرق وسقوط قتلى وجرحى، لم يكن ظاهرة عادية، بل، في ظن بعضهم، محاولة انقلاب ترمي الى تغيير مسار البلد، في ما لو نجحت، وهذا ليس بمألوف في بلد كلبنان.

 

2-إن مؤتمر باريس -3، الذي كان ما حدث من إضرابات وشغب أشرنا اليها أعلاه يرمي الى تفشيله، دل على ما لوطننا من مكانة بين الدول والمؤسسات المانحة. ولا بد لنا من أن نشكر هذه الدول وفي طليعتها فرنسا التي بذل رئيسها السيد جاك شيراك ما باستطاعته للمساعدة على إنهاض لبنان من كبوته.

 

3- إن الاباء يشكرون كل الذين وقعوا وثيقة ثوابت الكنيسة المارونية وميثاق الشرف بالامتناع عن الاقتتال، آملين أن يغلبوا المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة، وأن يبذلوا جهدهم لدرء ما يتهدد لبنان من مخاطر خارجية وداخلية.

 

4- إن هذا التجاذب الفاضح بين أهل السلطة، وما يرافقه من شلل على صعيد المؤسسات الرسمية لمما يندى له الجبين خجلا، وليس بينهم من يفكر بأن أهل الخير من دول العالم يسارعون الى نجدتنا وإقالة عثرتنا، بينما المسؤولون من بيننا يعملون ما بوسعهم لإغراق البلد في خلافاتهم ومشاحناتهم وارتهان بعضهم الى الخارج.

 

5- إن زمن الصوم، هو الزمن المقبول على ما يقول الكتاب، يساعد النفوس على تنقيتها من أدرائها، ويعيد الصفاء الى الاذهان، ويقرب الناس من الله وبعضهم من بعض، بالصفح والغفران والمودة، ويدفع الاغنياء من بينهم الى مد يد المساعدة الى اهل الفاقة، والى التضافر لانهاض بلدهم مما يتخبط فيه من مشاكل. ونسأل الله، بشفاعة مار مارون، ابي كنيستنا المارونية الذي نحتفل بعيده بعد غد، أن يلهم الجميع بذل الجهد المطلوب والعودة بلبنان الى شاطىء الامان والسلام.