كل ما نشر حول انتخابات بعبدا عاليه يوم السبت 4 شباط

 

النائب ابي نصر دعا الى تفاهم مسيحي والتوافق في بعبدا-عاليه

وطنية - 4/2/2006 (سياسة) اعتبر النائب نعمةالله ابي نصر في حديث اذاعي اليوم "ان ما اوصلنا الى ما نحن عليه منذ ثلاثين سنة حتى اليوم هو دخول السياسات العربية والعالمية على الخط اللبناني واستغلالها للوجود السوري والفلسطيني بالاضافة الى الطمع السوري بالحاق لبنان بسوريا من خلال وحدة المسار والمصير". ولفت الى انه "كان على المسيحيين معالجة الوضع من خلال وحدتهم وانفتاحهم وتخليهم عن مطامع المقعد الرئاسي والتي اضرت بالموارنة بشكل خاص وبالمسيحيين بشكل عام".

واشار النائب ابي نصر الى "ضرورة وجود تفاهم بين كل الاحزاب المسيحية كما التفاهم الموجود الى حد كبير ضمن الطوائف الشيعية والسنية والدرزية"، وسأل: اين الرابطة المارونية وما هو عملها؟. مشددا على ايجاد مؤسسة تجمع القوى المسيحية.

وعن نتائج المساعي المبذولة للتوافق في بعبدا - عاليه, قال "نأمل ان تؤدي الى الاتفاق على مرشح توافقي كما اننا ملزمون بالسعي للوصول الى نتيجة ايجابية". وحول ما يحكى عن خلاف بين النواب غسان مخيبر وفريد الخازن ونعمة الله ابي نصر وبين العماد عون, قال "نحن الثلاثة كلمتنا مسموعة عند العماد عون مثل غيرنا او اكثر", واضاف "منذ انضوائي في الكتلة وحتى اليوم لم يسمعني العماد عون ملاحظة او تلميحا حول موقف اتخذته".

واشار الى ان "كلام العماد عون الاخير الذي تضمن انتقادا لتيار المستقبل والقوات اللبنانية هو ضمن اللعبة السياسية, ولم يكن كلامه تحريضيا بهدف تجييش القواعد بعضها على بعض". واشار الى "ان السلاح الوحيد للبنان لمحاربة المد الذي يستهدفه هو وحدتنا الوطنية", وقال "اذا سحب المسيحيون ثقتهم من المقاومة تفقد المقاومة مبرر وجودها". وعن الاشكالات في الجامعات, قال "من المفترض ان يكون الشباب امل المستقبل اما ان نرى طلابا يتناحرون باسم العماد عون الدكتور جعجع وغيرهما فهذا امر مخجل", واضاف "نتفهم تظاهر طلاب الجامعة من اجل انتشال الوطن من ورطته وليس لرفع رايات الاحزاب". واعتبر ان "احتمال وجود فيتو على العماد عون لرئاسة الجمهورية يعود الى انه الاقوى والانظف الامر الذي يولد خطرا على العديد من السياسيين وعلى الطامعين بنهب مال الدولة".

ورأى انه "ربما قدم العماد عون افضل طرح وارتكب اكبر خطأ في الوقت نفسه عندما دعا لدى عودته من باريس الى تكليف مراقب مالي لمعرفة مصير الاربعين مليار دولار من الدين العام, وهذا الكلام اخاف السياسيين لان التغيير والاصلاح لن يتما على يد هؤلاء بل يجب محاكمتهم ولن يرحبوا بالعماد عون بل سيضعونه في الزاوية". وعن السجال الاخير مع السؤول في التيار الوطني الحر جبران باسيل, قال النائب ابي نصر "ان البادىء اظلم ومن يريد الوفاق يطوي الصفحة لان البلد لم يعد يحمل, وهذه السجالات ممنوعة", واضاف "اذا امكن الوفاق في بعبدا يكون افضل واذا لم نصل الى الوفاق فلتكن انتخابات ديمقراطية حرة".  وعن المقعد الشاغر في بعبدا عاليه, قال "مع غياب المرجعية التي تقرر ان فلانا افضل من فلان, من الطبيعي ان يطرح العماد عون مرشحه كما انه من الطبيعي ان يقول الدكتور جعجع هذا مرشحي". واضاف "للتحاور على مرشح توافقي يجب تكثيف الاتصالات وهذا ما يجري في الواقع". وقال:" اذا كان لا بد من معركة في بعبدا - عاليه فلتكن, لكن الرابح هو خاسر والخاسر حتما خاسر, وانا شخصيا ضد المعركة". وعن عودة الوزراء الشيعة الى الحكومة قال "تمنيت لو لحق الباقون بالخمسة المعتكفين فتستقيل الحكومة". وسال: كيف ستنطلق هذه الحكومة وتكتل التغيير والاصلاح غائب عنها؟.

ولفت الى "ان المقاومة اذا لم تحظ بثقة الشعب اللبناني كله فهي ليست مقاومة, فالمقاومة الوطنية تفترض تاييدا وطنيا من الشعب كله لتحرير الارض ومن اجل تحرير الارض فحسب لا غير اذا كان هناك اسباب مبررة". واشار الى "ان مصير سلاح حزب الله كما قال عنه العماد عون سوف يعود بالنتيجة الى الشرعية". وقال "لا اعتقد ان السيد حسن نصر الله يطمح الى انشاء جيش بل الى تحرير الارض".

 

شمعون أكد ترشحه عن مقعد بعبدا - عاليه: المطلوب التوافق لتفادي الخلاف والشرذمة

وطنية - 4/2/2006 (سياسة) اكد رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" دوري شمعون انه "ترشح عن المقعد النيابي الشاغر في بعبدا - عاليه نظرا الى الوضع السيء على الارض، وان لبنان اليوم في العناية وجسمه مريض لا يتحمل اي خلاف"، وشدد على انه "ليس طرفا في المعركة الانتخابية وانه لن ينسحب لمصلحة احد". ودعا شمعون في حديثه اليوم لاذاعة"صوت لبنان" الى "التوافق لتفادي الشرذمة داخل الصف المسيحي، وتفاديا للمشاكل بين "حزب الله" والحزب التقدمي الاشتراكي"، واعتبر ان "اولويات الحوار تتمثل بوجود النوايا الحسنة، وان الثوابت الوطنية يجب ان تكون لمصلحة لبنان العليا ولبنان هو الوطن النهائي".

اضاف: "ان العناوين الرئيسية تتمثل ايضا بقانون انتخابي جديد يعطي الناخب حرية الاختيار، وان البلدان العصرية التي تحترم الديموقراطية تعتمد على الدائرة الفردية التي تعرف الناخب بالمرشح"، واكد ان "الحكومة يجب ان تستمر اليوم في عملها"، ودعا الى "التعاون بايجابية معها للوصول الى النتائج المرجوة". ورأى ان "القرار 1559 لن يطبق اليوم مع وجود عذر شرعي لاستمرار المقاومة، مع احتلال مزارع شبعا"، ودعا سوريا الى "الموافقة على رسم حدود المزارع، وسأل عن تردد "حزب الله" في هذا الموضوع"، واعتبر ان "مشكلتنا مع سوريا هي استمرارها في التدخل في شؤوننا، خصوصا ان قسما من المسؤولين السوريين لا يزالون يعتبرون ان لبنان ارضا مباحة. كذلك، ان السلاح الفلسطيني في حارة الناعمة غير مبرر، ويهدف الى رمي الفتن. وان تأسيس الدولة يجب ان يسبق الاصلاح والمحاسبة، وان الوقت حان لننطلق بمبادئ العمل السياسي"، ودعا الى "الاتفاق على منع التجريح بالاشخاص والانتقال الى مناقشة الاوضاع بصورة واضحة".

 

المرشح العوني أقرب الى الفوز إلا إذا تناصفت أصوات المسيحيين!

حسين قطيش - البلد

 , 04 فبراير, 2006

الانتخابات هي حسابات وأرقام، وكل من يرغب في ان يترشح لا بد له ان يحسب ما ومن معه وضده ليبني على نتيجة هذا الحساب قراره.

وفي دائرة بعبدا عاليه التي تواجه انتخابات فرعية لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب الراحل ادمون نعيم يتوجب على جميع المعنيين أن يحسبوا ما في هذه الدائرة من قوى وكم هو عدد الأصوات التي تتأثر بكل قوة من هذه القوى بالاستناد طبعاً الى تحالفات ونتائج الانتخابات السابقة وبالاستناد الى التطورات والمواقف التي حصلت منذ الانتخابات السابقة الى الآن وهي تطورات ومواقف من شأنها ان تقلب موازين هذه القوى. ليس في هذه الدائرة وحسب بل بما هو أبعد وأوسع من ذلك.

وفي الانتخابات الفرعية القادمة لن يكون التصويت للمرشح أياً كان هذا المرشح ومهما عظم أمره أو شأنه، لأن الصراع والمنافسة ليسا ولن يكونا بين مرشحين بل بين أحزاب وقوى وتيارات متصارعة في كل لبنان تريد أن تصفي حساباتها وتبرز نفسها وقوتها من خلال انتخابات فرعية طارئة لم تكن منتظرة ولا محسوبة.

ولذلك فإن ترشيح دوري شمعون ومي شدياق وبيار دكاش وحكمت ديب وغيرهم وحتى لو ترشح سمير جعجع نفسه فلن يؤثر هذا المرشح على توجه الناخب وارتباطه بالحزب أو بالتيار الذي ينتمي إليه. الجنبلاطيون سيصوتون مع من يطلب جنبلاط أن يصوتوا له وكذلك حزب الله والأحزاب الأخرى مثل القومي والشيوعي الذي يتمتع كل منهم بقوة تقارب الأربعة آلاف صوت، فضلاً عن حزب ارسلان وغيرهم. أما الوسط المسيحي الذي وزّع أصواته في الانتخابات السابقة بنسبة تقارب الـ 75 في المئة مع اللائحة العونية مقابل 25 في المئة وأقل مع لائحة جنبلاط القوات حزب الله فإن هذه النسبة في المعركة الفرعية القادمة قد تحافظ على حالها وقد ترتفع قليلاً لمصلحة المرشح المدعوم من القوات أو حتى قد تنخفض وذلك في ضوء ما يحصل من تطورات ومواقف على الساحة اللبنانية والعربية والدولية.

ولو عدنا الى أرقام المعركة السابقة في بعبدا عاليه ومن المفروض أن يعود لها ويدقق فيها كل من يعنيهم أمر المعركة الفرعية الراهنة يتبيّن ما يلي:

أولاً إن الدروز وعددهم 67982 ناخباً اقترع منهم 42282 أي بنسبة 62,2 في المئة وقد توزعت أصوات المقترعين بنسبة 73 في المئة لصالح أعضاء لائحة جنبلاط القوات حزب الله، مقابل 27 في المئة تقريباً لأعضاء اللائحة العونية، أي ان المرشح في اللائحة الأولى نال حوالى 31 ألف صوت درزي مقابل 10500 صوت للمرشح في اللائحة المنافسة.

هذه الأرقام للناخبين الدروز ربما تتكرر في الانتخاب الفرعي القادم وربما تزيد أو تنقص بالاستناد الى "حماوة" أو برودة المعركة. ولكن الراجح انها ستزيد لأن جنبلاط سيكون الى حد بعيد هو الفائز وهو الخاسر بنتيجة المعركة باعتباره الخصم الحالي المباشر للحليف السابق حزب الله، فضلاً عن خصومته المستمرة للعماد عون حيث من المرجح أن يكون عون وحزب الله فريقاً واحداً في المعركة القادمة.

ولكن يتردد ان الدروز لا يتحمسون إلا لمرشحيهم المباشرين، وربما لا يكون حماسهم قوياً في المعركة القادمة خصوصاً وان المرشح المطلوب منهم أن يتحمسوا له ينتمي الى القوات اللبنانية!!...

ثانياً إن الأصوات الشيعية هي العنصر الثاني المؤثر في مجرى معركة بعبدا عاليه. وعدد الناخبين الشيعة يبلغ 33 ألف ناخب اقترع منهم في المعركة السابقة 18380 ولم يذهب من هذا الرقم سوى 2000 الى 2500 صوت لأعضاء اللائحة العونية، وقد قيل في حينه رسمياً ان حزب الله صب لرفاقه في اللائحة وحتى للقواتي والكتائبي منهم ما يقارب 14500 صوت.

أما في المعركة الفرعية القادمة وفي حال استنفر حزب الله قواه الانتخابية في بقعة صغيرة هي الضاحية الجنوبية فإن عدد المقترعين الشيعة قد يصل الى 21 ألف مقترع لا يذهب منهم أكثر من ثلاثة آلاف صوت ينتمي بعضهم الى النائب باسم السبع الذي سيكون مجبراً على دعم المرشح المدعوم من جنبلاط وتيار المستقبل وسيكون ناخب حزب الله أكثر ارتياحاً في حال استقر الاتفاق مع العماد عون على ترشيح بيار دكاش الذي لا يزال مناصرو حزب الله يلومون أنفسهم على عدم تمكنهم من انتخابه في المعركة السابقة.

ثالثاً إن الصوت المسيحي في دائرة بعبدا عاليه هو الأكبر، اذ ان عدد ناخبي جميع الطوائف المسيحية في الدائرة يبلغ 96455 اقترع منهم في المعركة السابقة 52010 أصوات أي بنسبة عامة بلغت 53,9 في المئة: (الموارنة 59 في المئة الارثوذكس 46.9 في المئة الكاثوليك 44.1 في المئة مختلف مسيحي 49 في المئة).

وقد حصدت اللائحة العونية من أصوات المسيحيين ما يتراوح بين 73 و75 في المئة مقابل 23 في المئة لأعضاء اللائحة المنافسة واما الفرق الباقي فقد ذهب لمرشحين منفردين.

ولعله من المفيد هنا أن نذكر الأرقام التي حصل عليها المتنافسون الموارنة في اللائحتين في المعركة الماضية:

ادمون نعيم (بعبدا) 14516، انطوان غانم (بعبدا) 14019، عبدالله فرحات (بعبدا) 11862، هنري حلو (عاليه) 12704، فؤاد السعد (عاليه) 12279.

الخاسرون: بيار دكاش (بعبدا) 37892، شكيب قرطباوي (بعبدا) 37642، ناجي غاريوس (بعبدا) 35680، حكمت ديب (عاليه) 38502، أسعد أبي رعد (عاليه) 36067.

أي ان الفرق في الأصوات المسيحية بين الفائزين والخاسرين بلغ حوالى 25 ألف صوت وقد حاول العماد عون وتياره طيلة يوم المعركة رفع نسبة المقترعين المسيحيين ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى أكثر من 54 في المئة في مقابل 62,2 في المئة للصوت الدرزي و55.6 في المئة للصوت الشيعي ما أدى الى رجحان كفة اللائحة المدعومة من جنبلاط وحزب الله في حينه.

أما للمعركة الفرعية القادمة، فيقال ان الأجواء المسيحية لم تعد كما كانت في السابق وإن كان العماد عون وتياره لا يزال يستأثر بالأكثرية حتى الآن.

ويقال ان نسبة التصويت المسيحي بين التيار العوني والقوات اللبنانية قد تصل في المعركة القادمة الى حدود الـ 60 في المئة لمرشح عون مقابل 40 في المئة لمرشح القوات. وإذا حافظت نسبة المقترعين على وضعها السابق أو بلغت 60 ألف مقترع فإن مرشح التيار العوني يحصل على 36 ألف صوت مقابل 24 ألف صوت لمرشح القوات. هذا في حال عدم حصول مفاجآت غير متوقعة.

رابعاً لا بد من الإشارة هنا الى انه يوجد في دائرة بعبدا عاليه كتل انتخابية أخرى منها للسنة 4073 ناخباً اقترع منهم 1594 ذهب معظمهم لمرشحي اللائحة الجنبلاطية و4193 ناخباً تحت اسم "مسلم مختلف" وقد صوت منهم حوالى 2000 الى جانب أعضاء اللائحة الجنبلاطية أيضاً وقد قيل بأن معظم هؤلاء من المجنسين يتأثر نصفهم بجنبلاط وتيار المستقبل والنصف الآخر ينضوي تحت لواء حزب الله.

وتحت عنوان "مختلف الطوائف" يوجد في دائرة بعبدا عاليه، وبالاستناد الى أرقام المعركة السابقة 46208 ناخبين اقترع منهم 21733 أي بنسبة 47 في المئة وقد توزعت أصوات هؤلاء مناصفة والى حد كبير بين أعضاء اللائحتين المتنافستين، ويقال ان معظم هؤلاء من المجنسين أيضاً ويسكنون في الغبيري وبرج البراجنة وحي السلم والشويفات.

والخلاصة:

في حال حصل التنافس في المعركة الفرعية القادمة بين مرشح مدعوم من التيار العوني وحزب الله ـــ أياً كان اسم هذا المرشح بمواجهة مرشح مدعوم من جنبلاط والقوات اللبنانية ومعهما تيار المستقبل وقرنة شهوان وسائر حلفاء 14 آذار أياً كان مرشحهم أيضاً فإن الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها المتنافسان قد تكون على الشكل التالي:

مسيحيون  36000 )60%(  للمرشح العوني و24000 )40%( للمرشح القواتي

دروز 10500 )25%( للمرشح العوني و31500 )75%( للمرشح القواتي

شيعة 18000 )85%( للمرشح العوني و3000)15%( للمرشح القواتي

المجموع  64500 للمرشح العوني و58500 للمرشح القواتي

وأما الأصوات التي تقع تحت أبواب "السنة والمسلم مختلف وطوائف مختلفة" وعددها لا يستهان به فربما تكون حصة مرشح القوات فيها أكبر من حصة المرشح العوني وذلك لأن أصوات السنة وأصوات مسلم مختلف ربما تتأثر بتيار المستقبل وجنبلاط، واما أصوات مختلف الطوائف فإن حزب الله قد يكون المؤثر الأول فيها بالاستناد الى ما جرى لها ومعها في الانتخابات البلدية السابقة.

وعلى كل حال فإن الماكينات الانتخابية لكل فريق وحزب ممن قرروا المواجهة لا بد أن تكون قد بدأت، ولعل الاجتماع الذي ترأسه سمير جعجع في مقره في بشري لأركان قواته في بعبدا عاليه في اليومين الأخيرين أول تحرك علني لهذه الماكينات.

ويأمل جعجع في أن يرفع نسبة الدعم المسيحي لمرشحه الى ما فوق الأربعين في المئة لكي يصل هذا المرشح الى مشارف الفوز. وإلا فإن النتيجة ستكون في صالح عون وحزب الله وطروحات كل منهما المحلية والاقليمية والدولية.

وهذا ما أشار إليه جعجع في تصريحه الأخير وهو على حق في ذلك، لأن المعركة ونتائجها في نظر الجميع هي أبعد وأعمق من مساحة بعبدا عاليه

 

نقولا: شمعون مرشح هجومي على "التيار"

, 04 فبراير, 2006 – البلد - اعتبر "عضو كتلة الاصلاح والتغيير" النائب الدكتور نبيل نقولا ان رئيس حزب الوطنيين الأحرار المهندس دوري شمعون ليس مرشحاً توافقياً بل هو مرشح هجومي على "التيار الوطني الحر" الذي يؤيد الدكتور بيار دكاش كمرشح توافقي". وأوضح في حديث صحافي أمس ان التيار وكتلة الاصلاح ليسا معنيين بطريقة حل أزمة الوزراء المعتكفين، منتقداً طريقة طرح موضوع سلاح المقاومة واستراتيجية حماية لبنان في البازار الإعلامي، مؤكداً أن حزب الله ليس مرتهناً للخارج.

وقال: "عندما نجلس لنتحاور في القضايا الوطنية فلن تكون هناك اتفاقات مسبقة تفرض علينا، نحن منفتحون على جميع الآراء، ولكن لا مجال لحشرنا للقبول بأية صفقة تمت من دون علمنا". وفي تعليق على الحديث التلفزيوني لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ان من "حق ساحة 14 آذار علينا، وكل الساحات أن ننتقل بالوطن بعد تحريره، من مرحلة المحاصصة الظرفية الى مرحلة بناء المؤسسات التي لا تتأثر بالمتغيرات السياسية"، قال نقولا: "كان الأجدى بالدكتور جعجع أن يقارب الموضوع من زاوية ما يراه في صلاحيات رئيس الجمهورية بمعزل عن شخص الرئيس، باعتبار ان الشخص يزول وتبقى المؤسسة".

"الأحرار"/ في هذا الوقت اكد حزب الوطنيين الاحرار" ترشيح رئيس الحزب دوري شمعون للانتخابات، آملين من الجميع التوافق عليه لاعادة لم الشمل ورأب الصدع الذي اصاب صفوف اصحاب القضية الواحدة، وتفويت الفرصة على من يضمر شرا لهم .

 

دكاش بعد لقائه بري: لا أنتمي الى أي فريق على الاطلاق

04 فبراير, 2006

 أكد المرشح عن دائرة بعبدا عاليه النائب السابق بيار دكاش انه مرشح توافقي لا ينتمي الى أي فريق على الاطلاق، ويسعى الى تجنيب المنطقة معارك انتخابية في هذه المرحلة.

وقال بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري: "أود أن أوضح ان الأهم الموضوعي الوفاقي ولا همّ إذا تم هذا الوفاق بي، وهذا شرف كبير لي، أو تم هذا الوفاق مع غيري، فالأفضل ألا تكون هناك معركة انتخابية في هذه الظروف الصعبة". ورداً على سؤال عما إذا فشلت المساعي التوافقية هل سيكمل في ترشيحه؟ قال: "هذا سؤال آخر، فإذا كنت تسعى الى الوفاق فيجب ألا تطرح حلاً آخر، علينا أن نطرح الحل الوفاقي والأمور مرهونة بأوقاتها، الآن هذا هو موقفي وأريد أن أؤكد مرة ثانية ان العماد ميشال عون لم يطرحني، وإنما أنا رجوته وقد تجاوب شاكراً مع موقفي، فأنا أعلن من هنا لأضع حداً للتفسيرات التي تقال. الجنرال عون لم يطرحني كمرشح وقد بذلت جهوداً كبيرة لإقناعه وعندما حصل الأمر قال انني أدعم المرشح التوافقي من منطلق تجنيب المنطقة معركة انتخابية". وكان بري أقام الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء, في قاعة ادهم خنجر في دارته في المصيلح, وحضرها وفد من التيار الوطني الحر برئاسة النائب نبيل نقولا والعميد فوزي فرحات ومنسق التيار في الجنوب ماهر باسيلا, النائبان أيوب حميد وانطوان خوري, وقيادات أمنية وعسكرية, ومحافظ الجنوب مالك عبد الخالق وفاعليات اجتماعية وسياسية وقضائية وحشود شعبية.

 

32 بلدية في بعبدا وعاليه: التوافق أو مقاطعة الانتخابات؟

انور عقل ضو  - السفير

ثمة مخاوف تفرض نفسها في الشارع المسيحي إزاء احتمال حصول منافسة سياسية محمومة في الانتخابات الفرعية في دائرة بعبدا عاليه، خاصة في ظل مناخات بدأت تشي ب<<حرب إلغاء جديدة>> ولو بوجه ديموقراطي بين <<التيار الوطني الحر>> من جهة، و<<القوات اللبنانية>> من جهة ثانية، حتى ان ثمة استنفاراً سياسيا غير معلن، وبقابلية التحول إلى مواجهات في القرى والبلدات، ولا سيما في مناطق ساحل المتن الجنوبي. ومن خلال هذه المخاوف، برز حضور لافت للانتباه لخطاب البطريركية المارونية الداعي الى التوافق والضغط على القيادات والشخصيات المسيحية المعنية في هذا الاتجاه، <<لانه على ما يبدو فان بعض المسيحيين لم يقرأ التجربة السابقة جيدا ولا يريد ان يستخلص اية دروس منها>> كما نقل عنه مجددا احد رؤساء البلديات في منطقة عاليه. ولعل الاجتماع الذي تداعى اليه رؤساء البلديات في القرى والبلدات ذات الغالبية المسيحية، ليل أمس الاول في المعهد الانطوني في بعبدا، جاء في مضمونه ضاغطا في هذا الاتجاه. وقد شارك فيه رؤساء بلديات بدادون، بخشتيه، بزبدين، بسابا، بسوس، بليبل، تحويطة الغدير الليلكي المريجة، جوار الحوز، حارة الست، حارة حريك، الحازمية، الحدث، حومال، دفون، رشميا، رمحالا، سوق الغرب، الشبانية، الشياح، عاريا، عين الجديدة، عين الرمانة، عين السيدة، عين دارة، فرن الشباك، الكحالة، كفرشيما، كفرعميه، محطة بحمدون، المنصورية عين المرج، وادي شحرور العليا ووادي شحرور السفلى.

وإذا كان البيان الصادر عن المجتمعين مقتضباً، واقتصر على أنه <<بعد التداول، توافق المجتمعون على السير في خطة عمل تهدف الى تجنيب بلدات وقرى المنطقة اية انعكاسات سلبية من جراء هذا الاستحقاق والسعي لتغليب منطق التوافق>>، فإنه جاء ليعكس أجواء تسير في غير الخط الذي قد تؤول إليه الاوضاع والذي قد يفضي إلى مواجهة لن تكون بوقائعها ونتائجها، إلا تعبيراً عن حالة الشحن الكامن بعد منذ الماضي القريب. إلا أن هذه المبادرة، وهي في طور التبلور والتوسع لتشمل قرى وبلدات أخرى، قوبلت من البعض بأنها <<محاولة لتعطيل الديموقراطية>>، ومن هنا ثمة إصرار على المضي قدماً في مسعى التوافق.

وعلمت <<السفير>> أن المجتمعين سيشاركون في قداس الاحد في الصرح البطريركي، وسيقابلون البطريرك نصرالله صفير لعرض هواجسهم، والعمل من أجل السعي للتوافق، من خلال تشكيل رأي عام ومراكمة مواقف تصب في هذا المجال، حتى أن أحد رؤساء هذه البلديات أعلن جهاراً في لقاء عام، أنه <<في حال لم يحصل التوافق سنمتنع عن المشاركة في الاقتراع>>.

 

سيناريو احتواء السلاح الشيعي بتفاصيل سقوطه

4 فبراير, 2006 – البلد – جان عزيز

أهم ما في كلام سمير جعجع التلفزيوني أمس الأول، انه يشرع كل النوافذ أمام الحوار في كل الملفات. فعلى مدى ساعات عدة، كما على مدى الأسابيع الماضية، رسم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية صورة شاملة عن قراءته للوضع اللبناني الراهن، بأبعاده الداخلية والخارجية كافة. صورة، على تفصيلها وعمقها، يمكن اختصارها بالرسم البياني الآتي: "حزب الله" مشكلة. والثنائي جنبلاط ــ الحريري حل ممكن. والعقبة الأساسية التي لا تزال تحول دون تذليل تلك المشكلة وترسيخ هذا الحل، هي موقف ميشال عون. فهل من الممكن مناقشة هذه المعطيات؟

في المعطى الأول يلتقي الكثير من المسيحيين، وحتى من اللبنانيين، مع سمير جعجع على اعتبار "حزب الله" في شقه المسلح المرتبط بحيثيات سياسية معقدة، مشكلة. لكن ما لا يمكن انكاره هو أن هذه "المشكلة" لم تخلق اليوم، ولم تولد عند اعتكاف الوزراء الشيعة. ذلك أن مشكلة هذا "الحزب" كانت موجودة بكل مكوناتها قبل سبعة أشهر بالتأكيد، أي عشية حصول الانتخابات النيابية وأثناءها وبعدها.

سارع جعجع في حديثه التلفزيوني، كما يسارع العديد من المعنيين بهذه الاشكالية، الى اعلان التنصل المبسط: نحن لم نتحالف سياسياً مع "حزب الله" في الانتخابات الأخيرة، وان كان بعض الآخرين قد فعل. غير أن التدقيق بهذه المقولة يكشف العديد من هناتها. فمع القفز فوق "مؤامرة" قانون الانتخابات، الذي يصر جعجع على تبرئة حلفائه منها، ومع القفز فوق موقف بكركي وانفضاض القوى المسيحية عن دعمه وتأييد سيد الصرح في 12 أيار، ومع القفز عن واقع كون جعجع أسيراً في ذلك الوقت، لا يقدر الا على متابعة "قطع كل خيط قطن"، بارادته وعلمه ولو من الأسر، كما صرح في حديث سابق... مع القفز فوق ذلك كله، وبالانطلاق من انتخابات بعبدا ــ عاليه في 12 حزيران الماضي بالذات، يتبين للمدقق الموضوعي، ان ثمة تحالفاً سياسياً كان قائماً بين الفريق الذي يضم سمير جعجع، وبين الفريق الذي يرأسه "حزب الله".

ففي 2 حزيران الماضي أكد المرشح عن المقعد الماروني في الشوف يومها، المحامي جورج عدوان ان "تحالفاتنا من الضروري اعطاءها المنحى السياسي وليس الانتخابي". مشيراً مذذاك الى ان اللائحة التي تضم "القوات" في عاليه ــ بعبدا، تضم أيضاً مرشح "حزب الله" واللافت في هذا الحدث انه في اليوم نفسه كان السيد حسن نصرالله يؤكد تحالفه مع جنبلاط في الدائرة نفسها، انطلاقاً من "حرص الحزب من بداية الاستعداد للانتخابات النيابية على التحالفات السياسية التي تتمحور حول حماية المقاومة واستقلال لبنان عن أي تدخل أجنبي ورفض القرار 1559"، داعياً "المحازبين والأنصار الى الالتزام بكامل اللائحة لتثبيت وتأكيد ما انطلق منه الحزب في تحالفه السياسي". وفي اليوم نفسه كان رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، يؤكد أيضاً وأيضاً على ان التحالف الذي قام انتخابياً "يأتي في سياق القرار 1559 والتزام اتفاق الطائف وحفظ المقاومة وسلاحها"، داعياً الى الاقتراع بكثافة عالية "لنؤكد للعالم بأسره ان الشعب هو السلاح وأصواتكم في صناديق الاقتراع للمقاومة هي الرصاص".

وهذا "الرصاص" نفسه شاركت "القوات اللبنانية" في تأمينه عبر دعوتها هي أيضاً الى الاقتراع للائحة الكاملة في عاليه ــ بعبدا. و"السلاح" نفسه هو ما أشار اليه بيان لائحة "وحدة الجبل" الذي أذاعه مرشح القوات نفسه الدكتور ادمون نعيم في 7 حزيران، مؤكداً "اننا نرشح أنفسنا لمهمة اعادة الاعتبار لدولة القانون ولتحرير أرضنا في الجنوب وحماية المقاومة". ليأتي بعد هذا التعهد مباشرة الكلام عن "متابعة قضية كل السجناء السياسيين وقضية الدكتور سمير جعجع وموقوفي الضنية ومجدل عنجر".

وعلى ضوء هذا البيان وقف السيد حسن نصرالله بعد أيام ثلاثة في ساحته، وأمامه جميع مرشحي "لائحته"، وأمامه أكثر من مسؤول قواتي، ليعلن ان "أميركا تريد مجلساً نيابياً تملي عليه شروطها"، وليؤكد انه وحزبه قررا مواجهة هذا المخطط الأميركي الاسرائيلي، انطلاقاً من الانتخابات النيابية بالذات.

وأشار نصرالله الى ضرورة الاتيان بمجلس نيابي لمواجهة "أجواء المشروع التقسيمي التفتيتي الذي تقوده أميركا واسرائيل في عالمنا العربي والاسلامي". ما يؤكد أن البعد الأوسع من الاطار اللبناني لحزب الله وسياسته، والذي تحدث عنه جعجع أمس الأول، هو بعد صحيح وثابت ويقر به "سيد الحزب" نفسه، لكنه كان موجوداً ومعروفاً قبل انتخابات عاليه بعبدا وبعدها، وطبعاً خلالها. حتى ان نصرالله تحدث بشفافية أكبر ذلك اليوم، مؤكداً "اننا في حزب الله ومن خلال لائحة وحدة الجبل" نحقق ما سماه "الترجمة الفعلية لهذه السياسة"، مشيراً الى أنه "على هذه القاعدة السياسية يأتي تشكيل لائحة وحدة الجبل"، وان الحزب "اختار هذه اللائحة انطلاقاً من المصالح السياسية الكبرى في الدرجة الأولى".

وقد يكون من غير المجدي استعراض كل ما أعقب ذاك التحالف، في الحكومة وبيانها الوزاري وحمايتها سلاح "حزب الله"، "على هذه القاعدة السياسية" بالذات. ذلك أن الخلية المؤسسة لكل ما أعقب 12 حزيران، تجسدت ذاك النهار في بعبدا عاليه بالذات، أقله هذا ما رأته بكركي بعد ذلك التاريخ، وما أكدته الأحداث من صوابية رأي الصرح، حيال هذا اليوم وكل يوم. فما الذي كان متفقاً عليه في تلك الدائرة ذاك النهار؟ أهي القصة كلها مسألة مقعد نيابي؟ تكون كارثة. أو هي قصة تحالف سياسي؟ انها كارثة أكبر.

لكن... لم يكن لدينا خيار آخر، يقولها بعض المعنيين. غير أن التدقيق في هذه المقولة الثانية يظهر خطأها أيضاً. بعض الذين واكبوا المرحلة وخبروها يسألون: لنتخيل السيناريو الآتي، وهو ليس تقييماً استرجاعياً، بل كان مطروحاً على أهل القرار في حينه: لماذا لم يبادر فريق 14 آذار الى خوض المعركة الانتخابية ضد "حزب الله"؟

لماذا لم يتحالف مع القوى الشيعية الليبرالية ويدعمها للفوز بمقعدين في بيروت ومثلهما في بعبدا وآخر في جبيل وسادس في زحلة وسابع في البقاع الغربي؟

ولماذا لم ينطلق من هذه المقاعد الشيعية السبعة ليستنهض شيعة الخيار الديمقراطي في الجنوب والبقاع الشمالي نفسيهما؟ فلصالح من اتخذ القرار بالاجهاز على حلفاء ثورة الاستقلال في "المنبر الديمقراطي" و"اللقاء الشيعي اللبناني" و"اللقاء اللبناني للحوار"، كما في العديد من النواتات الشيعية التي دعمت حركة 14 آذار، وبينهم من هدد ولوحق وهجر لدفاعه عن سمير جعجع بالذات طيلة الأعوام الماضية؟

لماذا قرر حلفاء "الحكيم" وأد تلك الحركة الديمقراطية وتطويب طائفة أساسية بكاملها باسم "حزب الله" واعطاءه بالتالي حق النقض وفق الدستور نفسه، ومن ثم الشكوى مما "ارتكبوه"؟

وهل كان سمير جعجع على بينة من كل ما سبق، ومن كل ما سبقه منذ 14 آذار بالذات، يوم قرر عقد "حلفه الاستراتيجي" مع حلفاء الحزب الأيديولوجي الأول والأبرز في لبنان؟

 ومن أسقط ذلك السيناريو وحلقاته المفترضة الأخرى من اسقاط نبيه بري في رئاسة المجلس واحتواء السلاح الشيعي؟

أهم ما في كلام سمير جعجع أمس الأول، انه يفتح أبواب الحوار. حوار يكتسب جوهر الضرورة حيال شخص يحمل في عقله وحدقتيه ولون البشرة والعينين، أغنى تجربة فردية في تاريخنا المعاصر. هذا النموذج الأول في الشرق، لمعتقل سياسي يخرج من زنزانته الى الحياة، والى حياتها منتصراً، بعدما اعتاد شرقنا الأسود على ارسال معتقليه من الأقبية الى القبور المجهولة، هذا الذي راهن على أن يتعب السجان ليخرج هو من دون تعب، يستحق أن يحاور وأن تقال له بعض الحقائق، لمساعدته على اكتشافها كلها.