دولة الرئيس نجيب ميقاتي الجزيل الإحترام، الرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة

بقلم/لاحظ س حداد

 

يوماً بعد وأسبوعاً بعد أسبوع يتضح لنا أن، ما يطلبه من أختاروك وقبلت اختيارهم، تشكيل الوزارة بات أمراً مستعصياً تماماً بعد تتالي المطالب التعجيزية من قبل جميع الأطراف التي تعتبر نفسها أكثرية والتي يفترض بها أن تكون موالاة، في مقابل مَن أعتَبرهوها أقلية المفتَرض أنها باتت توصف بالعارضة..

 

عندما قبلتَ الترشيح، فهمنا أنكَ تُزمع أن تأتي بحكومة تكون "حل وسط" ترضي الطرفين، الأكثرية والأقلية، بحيث تنقذ الوضع المتأزّم في البلاد بسبب رفض وزراء الأقلية السابقة حضور جلسات مجلس الوزراء، لأسباب لم تعد مجهولة وإن باتت الآن منسية تماماً، وبعد فرض استقالة الحكومة السابقة باستقالة وزراء تلك الأقلية ناكثةً بعهودٍ التزمت بها في الدوحة وبتخلي الوزير، وديعة الرئيس، عن عهده..    

 

طيب نواياك قوبِلت بالتصلب والعنتريات والغرور المبني على انتصار وهمي على الحكومة السابقة تبيّن أنه، في الواقع، إنتصارٌ على الوطن ومصالح الشعب اللبناني التي أهملوها طوال مدة عمل الوزارة السابقة دون مبرر سوى إبراز عنجهية الفوقية المتمثلة بفريقي الأكثرية الجديدة، حامل سلاح الفتنة ومحامي دفاعه جهباذ الرابية ووكيل النظام السوري المفوّه الذي لم يكتفِ بوقف حال البلاد إلى أن تستجاب طلباته التي لا تنتهي وبالشكل الذي يصبح هو الحاكم الفعلي للبلاد..  

 

نــــداء

نتوجه بندائنا هذا إليك، دولة الرئيس ومعك إلى فخامة رئيس الجمهورية، وأنتما المؤتمنان على صون وتنفيذ الدستور اللبناني وتتحملان معاً أية نتائج ما قد يطرأ على الوطن وقد تكون قاتلة جرّاء ما هو حاصل في البلاد العربية، وندعوك أن تبادر فوراً، بالتعاون مع فخامة الرئيس، ألى وضع تشكيلة حكومة إنقاذ وطني تاريخية تكون ضمينة بتحقيق مصالح الشعب والوطن معاً، ولتكن مؤلفة من أقل عدد ممكن من الوزراء الذين تراهم مناسبين لحمل مسئولية الوطن والمواطنين؛ عذركم في هذا أن الظروف التي تمر بها البلاد العربية كما المواطنين اللبنانيين، لم تعد تسمح بمزيد من المناكفات والصبيانيات السياسية وبهذا تضعون الجميع أمام الأمر الواقع..

 

نحن على أيمان بأن بيان وزاري بسيط وخالي من العقد يبعد البلاد عن غوغائيات السياسيين المحليين، وينأى بالوطن عن مخاطر التعرَض للقرارات الدولية الخاصة بلبنان، سوفَ ينال ثقة الأقلية الجديدة ونصف الأكثرية الحالية أيضاً، ولن يتمكن المتحجرون من الوقوف في وجه الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني التي ستمحضك الثقة..    

   

17 نيسان/2011