مذكرة جلب لِ تعريض أمن البلاد وشعبها إلى خطر الحرب مُجدداً، يُطْلَب إحضار رئيس التيار الوطني الحر ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لمحاكمته في محكمة قومية لبنانية 

لاحظ س حداد

 

02/ 01 /2011

 

هل حان الأوان لقيام القضاء اللبناني بواجبه واعتقال هذا النائب ومحاكمتة لاستغلاله حصانته النيابية للتعدي على أمن الدولة ولتماديه في اتخاذ المواقف المعادية للشعب اللبناني وجرّه إلى فتنة مذهبية أولاً ولتعطيله مؤسسات الدولة الدستورية بداً من مجلس الوزراء وتهجماته المتكررة على رئيسه وأعضائه واتهامهم بالتقاعس عن حل الأزمات السياسية التي يصطنعها بالتعاضد والتكامل مع حلفائه وتنفيذاً لرغباتٍ رؤساء دول عربية وأعجمية .. وأخيراً وليس آخراً للتطاول على رئيس الجمهورية وانتقاد تصرفاته واتهامه بعدم الأهلية للحكم بل ورفض حضور الجلسات الوزارية والحوار الوطني ما لم ينفِّذ شروطه العرقوبية، معطياً ذاته صفات ليست من حقه، لا نيابياً ولا دستورياً، وكأنّا به يريد محاكمة الجميع، جميع من لا يوافقونه الرأي والقرار معتبراً نفسه مرشداً أعلى للدولة والنظام اللبنانيين.. إنها ظاهرة البارانويا أو الميغالومانيا أو جنون العظمة والهذيان الزوري، التي تتجلى في أبهى صورها في تصرفات هذا الدعي السياسي!* 

 

وهذه جردة مختصرة لتاريخ هذه الظاهرة التي تعاظمت شدَّتها وخطورتها حتى باتت تهدد الأمن القومي اللبناني برمته.

 

( نقول الأمن القومي كونها تجاوزت الأمن الطائفي أو المذهبي )

 

1- خيانة شعار " شعب لبنان العظيم "!

 

هذا النائب الذي، على ما يبدو أخذ الخرف يظهر في تصرفاته، كان أسكَرنا يوماً بمواقفَ وطنية،، نراه يتخلى عن كل موقفٍ لشد أزر الوطن الذبيح بخناجر الآبقين والاتكاليين ونجده، تحت شعارات ممجوجة باتت تدعو إلى التقزز، لا يتوانى عن اتخاذ أي موقف ضارٍّ بالوطن وبشعبه طالما يخدم مصالحه وغرور وعجرفته وشدة إعجابه المفرط بالذات، ولم يشعر بأي خجل من رؤية معاناة هذا الشعب، الذي طالما سمعناه يرددُ شعاراً أطلقه عبقري لبنان، المعلم سعيد عقل: "شعب لبنان العظيم"".. شعارٌ كثيراً ما ألهب مشاعرَ جماهيرٍ صدقته!

 

تخليه وخيانته لهذا الشعب الذي استقبله استقبال الأبطال لدى أوبته إلى الوطن وأذهله في آن أن يراه يحتجب خلف سواتر زجاجية مانعة للرصاص في حين جميع قادة هذا الشعب كانوا آنذاك عرضة للإغتيال؛ لكنَّ الجميع أدركوا الأسباب فيما بعد إذ تبيّن لهم أن اختباؤه خلف السواتر الزجاجية لم يكن خوفاً من الشعب بل رعباً مما قد يصيبه إذا انزلق في خطابه في معاودة ناريةَ هجوماته على خصوم الوطن سابقاً وكي يضع ذاته محط أنظار العالم منقذاً موعوداً يخشى الاغتيال؛ بل قل إنه رعب الخيانة غير المكتشفة بعد....

 

لا هتلر ولا ستالين أو موسوليني وحتى "حبيب الملايين" جمال عبد الناصر فكَّر أحدهم بمثل هذه الحماية..

 

 

2- خيانة شعارات اقتبسها عن بشير الجميّل

 

هذا النائب الذي طالما استقطب الجماهير في لبنان والمهاجر بإطلاقة مواقف التحرير والسيادة ومفردات الملحمة الوطنية التي أسس لها بشير الجميّل وأعلنها ناصعةً إثر انتخابه رئيساً للجمهورية، ودفعت بالعديدين من التيار السيادي اللبناني في العالم إلى دعمِ مواقفه وإيصاله إلى مواقع القرار العالمي؛ كافة هذه المواقف تخلّى عنها، تحت مصطلحات مبهمة اتضح لاحقاً أنها مخطّطٌ لها من قِبَل من سبق أن استدرجهم لتدمير لبنان في حرب تحرير لم يجازف بمثلها حتى أكبر عتاة الطغاة في التاريخ، والتي لم يسانده فيها سوى جيش مُتعب وشعب مقاوم أمَّنَا له صموداً غير مسبوق وكان لهما جزاء سنمار..

 

3- خيانة تضحيات الجيش والشعب العظيم

 

الجيش الذي زج به في أتون حروب الإبادة التي شنها على الشعب المسيحي المقاوم للاحتلالات الفلسطينية والسورية والذي لولاه لما بقيَ لهذا النائب وطناً يتكنى باسمه.. حروب هذا العبقري الإبادية أهرقت من دماء الجيش والشعب المقاوم وأوقعت في مناطق لبنانية، صمدت في وجه الفلسطيني والسوري وماريشالاتهم، أكثر بكثير مما أوقعه هؤلاء وأولئك مجتمعون؛ كل  هذا كان نتيجة وعدٍ أوحت به اللجنة العربية في تونس بإعطائه كرسي الرئاسة الأولى..

 

خيانته لم تبدأ هنا بل عندما تخلى عن واجبه في تأمين جلسة لانتخاب رئيس للبلاد بعد تعذُّر حصولها قبل انتهاء ولاية الرئيس الجميّل، فما كان منه إلاّ أن نصَّبَ نفسه رئيساً وأخذ في التصرُّف على هذا الأساس.. وبدأت سياسة أنا أو لا أحد، وباتت قناعة لا تقبل الجدل.. لا تقل أصلي وفصلي أبداً إنما أصل الفتى ما قد فعل- قول عربي مأثور- ويا لهول ما فعل!  

 

 

4- خيانة دينية وتقسيم طائفي ومذهبي

 

ناءَ هذا النائب تحت ثقل المبادئ التي أقسم عليها فابتكر مبادئ بديلة ألبسها ذاته ظنها تحقق حلم أبدي لا زال يراود عقله المشوش، فباشر إلى معاداة كل من رفض هذه المبادئ وهاجم أصحابها مستعملاً رعاعية لم يألفها مجتمعنا السياسي والاجتماعي حتى في أقذر مراحل الحرب التي خاضها اللبنانيون :

 

      أ- حارب البطريركية اللبنانية المارونية واتهم غبطة البطريرك، وبأسلوب انتأى عنه كل وطني مخلص، وعيَّن نفسه بطريركاً على المسيحيين في لبنان والشرق ومؤخراً قام، بصفة مرشدٍ أعلى للمسيحيين، بتوجيه رسالة إلى قداسة الحبر الأعظم اعتبرها إرشاداً رسولياً تدعو إلى السلام الذي غفلَ عنه الكرسي الرسولي.. وهل نعجب لتنكّره لمَن حمل صفة اسمه الديني ؟

 

      ب- حارب جميع المسيحيين ونوابهم وسياسييهم ومقاماتهم ومواقعهم مقرراً عنهم وموجباً لهم اتِّباع إرشاداته وجاهر في أكثر من موقف عن مصداقية له لم تُثبت قط.. وحدهم أهل تكتلٍ احتشد ضمنه كل ذي غاية سياسية وحماية غوغائية وربما درءً للنفس من تلقي سيول الشتائم التي كالها لغير زعيم مسيحي مبدعاً في تعابير يأبى السوقة تردادها.. كما انضم إليه صبية تبرعوا بإفراغ كيل زعيمهم على كل من يعاند.. كيف لا وهم المبدعون الذين باتت المقامرة بأموال الشعب وقذفها إلى جوف أكياسهم الفارغة هوايتهم، ما جعلهم متعجرفين مغرورين محتقرين للناس وغير قادرين على النقد الذاتي فهم مفرطي الإعجاب بذاتهم .. قديماً قيل اكذب واكذب فلا بد أن يصدوقونك! ويا للعجب أضحى الكثير مصدقين!

 

      ج- تهجمٌ غير مسبوق على الطائفة السنية بشخص زعيمها السياسي الشاب الذي، على الرغم من صغر سنه، أثبت جدارة مميزة في إدارة الشئون العامة بالتعاون مع رئيس البلاد.. تناسى هذا النائب أن والد هذا الشاب، الذي اغتاله من سماهم بالاسم أمام شاشات التلفزة الفرنسية، كان السبّاق إلى دعوته للعودة إلى الوطن وعفى الله عمّا مضى؛ أجل تناسى، هذا الذي أخذ الخرف يظهر في تصرفاته، أن هذا الشاب هو الأول بين مسلمي لبنان ينادي بشعار " لبنان أولاً " الذي أطلقه البشير ونال ثناء رجال الاستقلال وقادة المسلمين، هؤلاء الذين استرجعوا موقع لبنان الحقيقي من ضمن المجموعة العربية التي نصح بها رياض الصلح في قمة الاسكندرية.. ونتساءل: أبعد كل هذا، يمكن لأيِّ عاقلٍ أن يرفض مثل هذا الولاء والانتماء ويعود ليطرح نفسه نقيضاً فيلتزم باسترجاع هيمنةٍ كان ادعى محاربتها طوال فترة إقصائه عن الوطن وعاد ليلقي بنفسه وبتيارٍ صدَّقَه في أحضان فئةٍ مذهبية لا ولن تؤمن بوطنٍ تعتبره حلقةً في جمهورية ولي فقيهها، كل هذا لقاء وعدٍ مبهم بالكرسي العتيد.. أوَليس هذا ذروة جنون العظمة؟        

 

      د- تواطؤ غير مسبوق لمسئولٍ لبناني كان تبوء أعلى المراكز العسكرية، مع فئةٍ تتمنطق بسلاح القوة لفرض قوانينها ورغباتها على مجمل الدولة ومؤسساتها لحجةٍ واهية أسماها " ورقة تفاهم " لا يتعدى كونها تعدياً كاملاً على الدستور اللبناني ونظامه ولا ولم تقدم للوطن سوى المآسي والدمار والخراب.. التعدي على الدستور: خيانة العظمى!

 

تشبُّث هذا النائب المُفْتَرض أنه ممثلاً للأمة اللبنانية بمواقفه الإلحادية بالأيمان الوطني وتبريره كل موقفٍ غوغائي وتهجمي يُقدِم عليه شريكه في الإلحاد، بل والمزايدة عليه، ولن تشفع به حجةٌ ابتدعها في محاولة استرجاع هذا الشريك إلى الواقع الوطني وهو لم يُدرِك بعد ولم يتراجع، رغم البراهين المتتالية، عدم صدقية هذا الشريك بل استغلاله لموقِعٍ اقتنصه في ساعة تخلي على الساحة السياسية اللبنانية التي تعجُّ دائماً بكل غريب وعجيب.. حماية المجرم هو جرم يحاسب عليه القانون!

 

5- خيانة قومية متشعبة

 

- أعلان ارتباطه السياسي بنظامين غير لبنانيين بغية استجلاب دعمهما ضد أبناء وطنه تصرفٌ لا يقدم عليه إلى كل خائن..

 

- تحالفه مع فئة مذهبية مسلحة حتى الأسنان، تيمناً بدعهما لتحقيق أحلامه، ضد فئات لبنانية غير مسلحة ومن جميع المذاهب اللبنانية واستدراج الأولى للإعتداء على الثانية لا يقدم عليه مَن يدعي السعي إلى الحكم المدني إلاّ إذا كان فاقد العقل تماماً أو فاقد الأيمان بوطنه وساعٍ لاستبداله برئاسة دولة تقدمها له الفئة المسلحة.. إنه تتويج للخيانة القومية!     

 

- استغلال مراحلَ استشرى فيها الفساد الإداري ساهم فيها جميع شركائه في المعارضة لفرض محاسبته من لا يوالونه وصاباً اتهاماته عشوائياً دون حتى الاقتراب من سارقي أموال الشعب الحقيقيين، أي أهل الوصاية والمتسلبطين على الدولة ومؤسساته طوال سنوات المحنة حتى أنه لا يأتي على ذكر استيلائه على مقتنيات الشعب المخدوع بخطاباته؛ كل هذا لا يستحق الذكر، فقط يوجِّه جام غضبه إلى من أثبت وسيثبت تاريخ لبنان أنه وحده، رغم سرقات الوصاية، قام بأعمال إعمار البلاد بأسلوب تطلَّبَ جهود دول الأرض مجتمعة لإعادة إعمار ألمانيا المدمرة، مع احتساب الفرق!

 

- في عودة إلى اتهاماته لرئيس البلاد ونساله: 

 

نسأل هذا الخلاّق : هل تبادر إلى ذهنك يوماً، لو أن أيّاً من اتهاماتك وهجوماتك على مسئولي دولتك، ورئيس جمهوريتك بشكل خاص، كنتَ وُجِّهتها إلى رؤساء دول حلفائك ( سوريا وايران )، أما كان مصيرك إفتراش أرض أعمق الجحور في سجون تلك البلاد ولصرفت ما تبقى من العمر، الذي نتمناه مديداً، دون محاكمة؟ إن ناسياً نذكرك أن كل من عارض نظام حكم هاتي الدولتين وليس رؤسائها، من أهل البلاد أو من أبناء لبنان المعتقلين لديهما، لا زال مصيره مجهولاً حتى أنتَ تخليت عن المطالبة بأبناء وطنك.. ويل لرجل فقدَ أيمانه بوطنه وتخلى عن ولائه له نظير وعودٍ عرقوبية لم تتحقق قط ولن!       

 

 

أخيراً، قد يكون الحساب الذي نطالب به غير متوفر تنفيذه حالياً لكن ثق أن زمن الحساب بات أقرب إليك من حبل الوريد، والشعب الذي يعاني من جنون عظمتك سيعرف تماماً كيف يحيلك، وكل من يتعلق بأذيال خيبتك، إلى وادي ظلال الحسرات ولات ساعة مندمِ.. والنصيحة النصوح ابتعد عن أراجوزات الغباء، وعُد إلى وطنك قبل أن يلفظك، إن قلب الوطن سموحاً.. 

 

صانك الله ... لبنان   

لاحظ س حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم 

ملاحظة: نأمل من أحد الاخصائيين في القانون اللبناني القيام بوضع نص قانوني يتلائم مع مذكرتنا وشكراً

 

لاحظ س حداد

مذكرة جلب لِ تعريض أمن البلاد وشعبها إلى خطر الحرب مُجدداً، يُطْلَب إحضار رئيس التيار الوطني الحر ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لمحاكمته في محكمة قومية لبنانية 

لاحظ س حداد