ثورة الأرز تطالب وليد جنبلاط بالاعتذار من اللبنانيين

بقلم لاحظ حداد

المجلس الوطني لثورة الأرز في نيوزيلندا

 

21 ديسمبر 2010

عندما انتفض الشعب اللبناني بأسره وهبّ، بشيبه وشبابه بل وأطفاله، منطلقاً إلى ساحة الحرية للتظاهر ضد الاحتلال السوري لأرضه والمناداة بالحقيقة ومعرفة من اغتال رئيس وزرائه، كان بنو معروف، بشتى مشاربهم، في طليعة الوافدين ومن مناطق لبنان القريبة والنائية للتعبير عن الغضب الشديد الذي عمَّ اللبنانيين، في الوطن وبلدان الانتشار، لاسيما وأن سبق هذا الحدث الجلل الذي أذهل لنان والعالم، محاولة اغتيال أحد أركان السياسة من بني معروف بالذات هو الأستاذ الكبير والسياسي الوطني الألمعي مروان حمادة الذي نجى من الموت بأعجوبة إلهية..   

 

الأستاذ وليد جنبلاط، كان في مقدمة رجال الدولة الذي انبرى إلى كيل التهم للأمن السوري اللبناني التابعين للنظامين السوري- اللبناني المتولي السلطة آنذاك في لبنان.. وكانت خطابته النارية تلهب مشاعر الجماهير التي تعدت المليون شخص وتجيّش نفوسهم ضد النظامين الأمني السوري واللبناني، بل تعدت ذلك في توجيه الاتهام المباشر للنظان السوري باعتباره الممسك بتلابيب النظام اللبناني الأمني والسياسي معاً.. 

ثابر الأستاذ وليد على ذات الوتيرة الهجومية والاتهامية طوال الفترة التي سبقت اجتياح قوات حزب الله العاصمة وارتقت الجبل حيث التواجد الكثيف لبني معروف.. عند ذاك بدأ التحوّل الكبير الذي، في الواقع، لم يفاجئ السياسيين أكثر مما فاجأ الشعب اللبناني الذي تعود منه مثل هذا التصرّف.. ولا داعي للمضي بباقي التفاصيل التي يعرفها الجميع!

 

نطرح التساؤلات التالية: بنو معروف معروفون بالوفاء ورفض التعرض للشرف ..

1-الحفاظ على قومه قد يبرر تحوّل جنبلاط عن ثورة الأرز، علماً بأن بني معروف هم عنصر أساسي في تأسي هذا الوطن لذلك من المجحف بحق هذا العنصر أن يعتبره زعيمه أقلية يجب المحافظة على وجودها ويطالب بتحييدها عن باقي أقليات الوطن ( في الوقت الذي يهاجم من يطالب بتحييد لبنان كله) إذ بهذا يخرجها من مجموع أقليات الوطن وهذا ليس من حقه.. ونحن نرى إلى ابن ارسلان يمتلك الميّزة بقيادة بني معروف كونه يحافظ عليهم كعنصر مؤهل للمشاركة في حكم البلاد أسوةً بغيرهم من الأقليات.. وتخلّي الأستاذ جنبلاط عن المناصرين، وهم الأكثرية في أقلية بني معروف، كان مشروع تقسيمي قديم العهد ومتجدد للتقسيم السابق الذي كان سائداً في العصور الماضية.. في هذا، نرى الأستاذ جنبلاط مدين بالاعتذار إلى بني قومه الذين أعاد تقسيمهم وتشتيتهم! وعلينا شكر نوجهه إلى ابن أرسلان لمحافطته على وطنية بني معروف، وإن كان حالياً على غير ما نرغب له، والتي كانت السباقة في الجهاد ضد الانتداب الفرنسي.. وبشامون شهدت أحداثها! 

 

2-العودة إلى أحضان اليسار والتقرّّب من حزب الله، قد نجد له عذاراً،

تحول الأستاذ وليد جنبلاط من أقصى اليمين إلى أواسط اليسار في محاولة احتياطية بائسة للخلاص من قسوة حزب الله وعنف الهجوم الذي شنّته عسكريته على مواقعه في الجبل ( أفادت بعض المعلومات عن سقوط نحو 127 قتيلاً من المهاجمين وعشرات المدافعين ) لذلك كان استنجاده بالأمير الارسلاني وسيطاً إلى حزب الله اسهل الحجج وأبرزها لانكفائه إلى ذلك اليسار في محاولة مريرة لاستعادة موقعه السابق ضمن ما سمّيَ يوما بالحركة الوطنية..

منذ ذاك الحين بدأ التحوّل التدريجي الذي جهد مراراً لتبريره أما رفاق الدرب وخاصةً قادة ثورة الأرز وبات له رجل في البور اليساري وأخرى في اليمين الوطني، إلى أن استجار بقائد حزب الله كي يرتّب له عودة مباركة إلى الحضن السوري.. هكذا نسي أو تناسى الأستاذ جنبلاط سنواتٍ صعاب أمضاها مع رفاق الأمس ليتحوّل كلياً إلى رفاق ما قبل الأمس الذين أصرّوا ويصرّون على مواقفهم ذات الصبغة الغريبة عن كل ما هو لبنان..

 

3-قاضي صلح غير حيادي،

الأستاذ وليد جنبلاط، وتحت شعارات ممجوجة مثل العروبة والمقاومة وغيرها، ولن ننسى فلسطين، عاد إلى حضن من اتهمهم، قبل وقتٍ ليس بعيد، وعلى رؤوس الأشهاد، باغتيال والده وكان سروره عظيماً.. عاد ليلعب دور قاضي الصلح بين جناحٍ يريد العدالة والاقتصاص من القتلة وجناحٍ رافضٍ لكلا الأمرين، بل إنه صادق بكل مقولة جبهة الرفض مسهلاً عليهم الوصول إلى مقاصدهم المكشوفة بالانقضاض على الدولة وتعطيل مؤسساتها ثانيةً متناسياً تماماً ما كان اشتكى منه طوال فترة التعطيل الأول.. حتى أنه تمادى في طلب تنازل العدالة عن القصاص فارضاً بفعل الصداقة مع رئيس الحكومة إلى تخلي هذا الرئيس عن ولاية دمه ودم الشهداء الذين صبغت دماؤهم أصقاع متعددة من الوطن.. هكذا أمسى هذا القاضي منحازاً إلى طرفٍ مرعوبٍ من مَن صفعه على وجنته في الجبل وبهذا فقد صلاحيته الصلحية.. عليه هنا أن يعتذر من الصديق بل الأصدقاء لهذا التخلي!

 

إلى الاستاذ وليد جنبلاط نوجه بالقول:

-أنتَ حرٌ في الصفح والغفران عن قتلة والدك وتستطيع مسامحة قتلة رئيس حكومة بلادك وأيضاً لك الحرية بتناسي من حاول اغتيال صديق العمر كما دوماً تدعي، لكنك لستَ مؤهلاً قط أن تطلب من اللبنانيين وخاصة ذوي الشهداء الأحياء منهم أو الأموات أن يسامحوا أو يتناسوا جرائم اغتيال قطفت زهرة شباب لبنان وذهبت كبار السياسيين والاعلاميين فيه..

-أنتَ، لك أن تتصرف على هواك ببني قومك ومن لبى نداءاتك وضحى بالغالي من أجلك وتفرض، ربما، القبول بالصفح عمن قتله الرعاع والقتلة، لكن الشعب اللبناني الذي شجعته مواقفك، التي وُصِفت نبيلة وشجاعة آنذاك، وشحذت نفوسهم بحب الانتقام من المجرمين، أنمن كانوا، فاتبعوا خطاك وألّبوا العالم لطلب معرفة الحقيقة والقصاص، هؤلاء جميعاً كنتَ لهم خادعاً وأصبحت شاهد زور بامتياز على ذاتك ووجبت محاكمتك ليس لتراجعك قط بل لانضمامك إلى من أوهمتهم سراً وعلناً بأنهم قاتلو أحبائهم.. وبهذا أصبحوا كمَن امتهن بشرفه!

لهذا كله: نطالبك بالاعتذار من الشعب اللبناني الذي وثق بك وصدّق خطابك وبعد ذلك إذهب إلى حيث رغبت فربك سيكون المحاسب ومعه أبناء قومك المعروفون بالوفاء ورفض التعرّض للشرف! فهل لديك الجرأة؟

             

صانك الله لبنان

دائرة الاعلام /

المجلس الوطني لثورة الأرز في نيوزيلندا