"غنّوج عمّو"

بقلم/لاحظ س حداد

 

ميشال عون تقديم رئاسة الجمهورية إلى صهره الغنّوج على طبق الكهرباء بعد فشله في الحصول عليها؟  (على اللبنانيين إيقاف هذه المسرحية الجديدة )

 

يبدو أن زعيم تكتل التغييروالإصلاح فقد الأمل كلياً في الوصول إلى رئاسة الجمهورية وركّزَ اهتمامه على إجلاس صهره الغنّوج عليها وبشتى الوسائل التي تُتيحها له الأكثرية الجديدة، لذلك نراها بهدد بالويل والوالثبور وعظائم الأمور إن لم يَُضع اللبنانيون مبلغ 1200 مليون دولار في يديه، ذات الأنامل الناعمه، كي يستثمرها مضاعفةً خلال السنتين المتبقيتين لمعركة الرئاسة الأولى؛ هذا الاستثمار قد لا يعوَّل عليه كثيراً سوى لتغطية ما سيتم ابتزازه من الشركات الايرانية التي يُزمع تلزيمها عملية البحث واستثمار نفط لبنان الموعود..

 

وللعلم فإن تمويل عملية البحث عن النفط هذه ستكون حتماً على نفقة الشركات الايرانية التي يبدو، من تصريحات سفير ايران، استعدادها لتقديم الخدمات ودعم إقتصاد لبنان المقاوم، ولكن ليس هذا هو الهدف الحقيقي وراء هذا الكرم الحاتمي الايراني بل ويغيب عن بال جنرال الرابية ووزيره المفوَّه ان الهدف الايراني من هذا الاستثمار ليس في مكاسب النفط اللبناني وهم الأغنى نفطياً في العالم بل هو تثبيت أقدام الاستراتيجية الايرانية على الأرض اللبنانية جرّاء فرضها شروط ستتيح لها التدخل المباشر مستقبلاً في الشأن اللبناني الداخلي دعماً لحليفها الرئيسي فيه أي حزب الله المقاوم فيصبح أكثر قرباً من الحليف الاستراتيجي الآخر، النظام السوري، فيصبح بإمكان هذا الثلاثي الارهابي إرهاب العالم كله وعلى رأسه بالطبع الشيطان الأكبر أمريكا..

 

السؤال الكبير المطروح الآن هو:

 

1- هل يسمح النواب اللبنانيّون، أكثرية أو أقليات، بتحقيق هذه الاستراتيجية الايرانية المتجددة للسيطرة على لبنان واستخدامه لاحقاً ساحةً لمعركة أممية أم يعوا مخاطر هذه المغامرة الكبرى التي يسعى إليها جنرال الرابية وصهره الغنّوج تحت شعارات التغيير والإصلاح فيوصلوا لبنان إلى حافة التفجير الداخلي الكامل أم يتنبَّه رئيسا الجمهورية والحكومة إلى هذه المقامرة بأرواح الشعب اللبناني الكافر، في نظر أئمة ايران، ويبعدا عن شعبهما اللاهي بمهرجاناته الصيفية كسباً لمؤنة الشتاء القادم أم سيتركا الغارب بأيدي مَن لم يعد لبنان يعني لهم سوى الاستثمار..  

 

2- هل يسمح الشعب اللبناني، بكل فئاته وطوائفه، بإمرار مثل هذه الهمروجة العونية الباسلة دون التصدي لها ولو بالنزول إلى الشارع لاسقاط حكومة باتت عاجزة عن التصدي للبغي والاستهتار بكل المفاهيم الدبلوماسية والمواثيق الدولية؛ أم سيجدونها فرصة مناسبة لهذا الشعب للعودة إلى ثورتهم الأصيلة التي أخرجت النظام السوري وجيشه المحتل من لبنان والمبادرة فوراً إلى إسقاط النظام التوافقي الذي تحاول حكومة بلادهم إدخاله إلى الفشل بعد عجزها عن تنفيذ قرارات المحكمة الدولية التي أثبتت حتى اليوم علاقة مميزة للنظامين السوري والايراني في جرائم العصر التي هزّت لبنان والعالم..

 

الأفضل ألف مرة للبنان إعادة الإلتحام بحماية مجلس الأمن الدولي من ركوب مغامرة هذه الأنظمة التي لا تخدم سوى نفسها ولا تريد سوى تحقيق أهداف استراتيجيتها الفقيهية/البعثية على حساب شعب كان أول من اعتمد الديمقراطية في هذا الشرق..

 

الجواب يجب أن يخرج من جعبة رئيسا الجمهورية والحكومة أولاً قبل أن يخرج الشعب من قمقم الاستهتار الذي أدخلته فيه هذه الأنظمة الإرهابية..

صانك الله لبنان

17 آب/2011