حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

لا نجد فائدة من الإشتراك في حفلة السجال الدائرة حول كيفية إسقاط الحكومة السابقة، ومسرحية الإستشارات النيابية، والإنقلاب الذي حوّل الأكثرية أقلية والأقلية أكثرية تحت وطأة الضغط والإكراه، ذلك لأن القاصي والدّاني يعلم ان الديمقراطية المتّبعة حالياً في لبنان هي إستنسابية حيناً، وتوافقية حيناً آخر، وشكلية في معظم الأحيان، وباسمها ارتكبت كل أنواع القباحات السياسية.

 

وقبل ان نترحّم على الحكومة السابقة ونقيم القيامة على رحيلها نسأل باسم الأكثرية الصامتة: ما هي الإنجازات التي حققتها خلال فترة حُكمها سوى المزيد من التفسّخ الوطني، وتعميق الشرخ بين الطوائف والمذاهب، وتردّي الأوضاع المعيشية والإجتماعية، وارتفاع أسعار السِلع والمحروقات والمواد الغذائية، من دون أن ننسى مغارة علي بابا القائمة في جميع المؤسسات الرسمية وعلى رأسها مغارة الكهرباء وتيارها المقطوع دائماً وأبداً... وللإنصاف نسجّل لها إيجابية واحدة وهي وقوف رئيسها إلى جانب المحكمة الدولية بالرغم من الضغوط المتنوعة التي تعرّض لها محلياً وإقليمياً من أجل إلغائها، حتى ولو فعل ذلك على خلفية شخصية باعتباره المعني الأول في إنشائها واستمرار عملها.

 

وقبل ان نرحّب بالحكومة العتيدة، إذا ما تألفت، ونعقد الآمال عليها، نسأل: ألا ينتمي الرئيس المكلف إلى المدرسة السياسية التقليدية عينها التي قادت البلاد إلى الخراب السياسي والمادي والخلقي؟ وما الذي تستطيع تحقيقه في ظل هذه الأجواء المشحونة إلى حدّ الإنفجار، سوى إغداق الوعود الكلامية المجترّة من عهدٍ إلى عهد، وإعداد بيان وزاري منسوخ عن البيانات السابقة لا يلبث ان يصبح كغيره حبراً على ورق؟

 

وبقلقٍ كبير نسأل: هل باستطاعة هذه الحكومة ان تحرّر نفسها من قبضة "الدويلة المسلحة" التي أتت بها إلى الحكم؟ وهل بإمكانها التوفيق بين منطق الدولة ومنطق الدويلة؟ وما هو مصير القرارات الدولية وبخاصة القرار رقم ١٥٥٩ القاضي بنزع سلاحها غير الشرعي؟

 

وبقلقٍ كبير نسأل: كيف ستتعامل الحكومة العتيدة مع مسألة المحكمة الدولية؛ وهل ستتجرّأ على دعمها صوناً للحقيقة والعدالة وحفاظاً على علاقة لبنان بالمجتمع الدولي؟ أم انها سترضخ لمشيئة "الدويلة المسلحة" فترتكب الحماقة الكبرى وتقرّر فَكّ ارتباطها بتلك المحكمة مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة، أقلها ان تصبح منبوذة على غرار حكومة غزّة، ولبنان معزولاً عن العالم لا يعترف به سوى النظامين السوري والإيراني وحكومة كوريا الشمالية!!!

 

أسئلة كثيرة يطرحها الناس في هذه الأيام المصيرية، وعلامات استفهام كبيرة ترتسم في الأفق، والكل متوجّس من المستقبل وخائف على لبنان الذاهب إلى المجهول في خطٍ إنحداري لا يعرف أحد مآله ونهايته ومتى سيسقط الهيكل على رؤوس الجميع!!!

 

وقى الله لبنان من غدر أبنائه به قبل أعدائه.

لبَّـيك لبـنان

 

  أبو أرز

 في ٢٨ كانون الثاني ٢٠١١